هند الملاح
شهدت مناطق عديدة في ريف ادلب قصفا عنيفا من قبل الطائرات الروسية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان، مخلفة عددا كبيرا من الضحايا المدنيين في حين يواصل الجيش السوري وحلفاؤه التقدم في شرق مدينة حلب.
القصف وصفه ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه الاعنف من قبل روسيا، فما هي الاستراتيجية التي تتبعها؟!
"تقصف روسيا اكثر من هدف في عدد من المناطق"، يقول الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر، لافتا الى ان "وتيرة القصف تسارعت واشتدت واتسعت رقعة الاستهداف خلال الساعات الماضية بسبب الظروف الميدانية التي تتطلب ذلك". المعركة في حلب مصيرية فمن غير الوارد أن تتراجع وتيرة القصف حتى لا تخسر روسيا المعركة في محيط المحافظة وريفها.
المسلحون الفارّون من حلب ينسحبون نحو ادلب ما سيجعلها "الهدف التالي بعد حلب وريف حماة الشمالي في الخريطة الميدانية"، فالقصف الذي يستهدف ادلب حاليا هو تحضير للمعركة، بحسب جابر. "تحاول روسيا استباق الاحداث ومحاصرة المسلحين فتوجه لهم ضربات استباقية".
يشير جابر الى ان هناك اكثر من الفي مسلح سيغادرون منطقة التل كما ان مسلحي حلب سيتوجهون ايضا نحو ادلب، والضربات التي تقوم بها روسيا الان تكون قد اراحت دمشق من جهة ومنعت تحول ادلب الى حصن للمسلحين. لذلك يفسر جابر هذه الضربات على انها لمنع المسلحين من التحصن لان "معركة ادلب اتية لا ريب فيها".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد وجه بدوره تحذيرا الى المسلحين في حلب طالبهم من خلاله بالخروج من المدينة و"إلا سيتعامل معهم كإرهابيين" بعدما اعلن عدد من الفصائل ان لا نية لهم بمغادرة المدينة. لافروف قصد في هذه الدعوة تحديد مهلة للمسلحين للخروج قبل فوات الاوان "اذا لم يخرجوا ضمنها لن يجدوا فرصة لهم للخروج، فالمسلحين الباقين يراهنون على تغيير الظروف الدولية الامر الذي حسمه لهم لافروف في هذا التحذير".
إذا بات للمسلحين خياران، إما البقاء في حلب والموت فيها، او مغادرتها الى المناطق المجاورة التي ستشهد معارك قريبة!