هل تقاطع المعارضة السورية المفاوضات نهائيا؟!

هند الملاح
بعد ايام على انتهاء مفاوضات جنيف الاخيرة، خرج محمد علوش، ممثل الفصائل العسكرية في استانة، ليكذب كل ما يقال عن تواصل مباشر بينها وبين الروس ويلفت الى ان النظام لم يقبل مناقشة الانتقال السياسي او حتى التفاوض على السلال الاربع التي حملت الى جنيف، نافيا ان يكون النظام قد وافق ايضا على هدنة "الصمت". واعاد نشر فيديو بعد هذا التصريح لما قال انه استهداف "جيش الاسلام" لمواقع للجيش السوري ردا على المجازر المرتكبة في أحياء دمشق والغوطة". 
تشهد منطقة الغوطة ومحيط مناطق دمشق وريفها عملية قصف مركزة من قبل الطيران الروسي وطيران النظام السوري يقول الصحافي السوري غسان ياسين في اتصال مع موقع "الجديد"، مشيرا الى انه من الطبيعي ان يصدر عن علوش هذا التصريح "فلا يحق لاحد ان يطلب من المعارضة الالتزام بالهدنة طالما صاحبها لم يلتزم بها". وربط ياسين بين تصريح علوش وانتظار ما تحمله الادارة الاميركية الجديدة من مقاربات في الملف السوري "فهي تتحدث عن مناطق امنة ودعم جدي، ما يشير الى نهاية الاستفراد الروسي بالساحة فكل ما حصل في الفترة الماضية، من اعطاء ضوء اخضر لدي ميستورا سمح له بتهديد المعارضة، كان بسبب الدعم الروسي والغياب الاميركي، وعلى الرغم من عدم اتضاح معالم هذا الوضع بعد لكن تصريح محمد علوش يأتي في سياق تحضير لقراءة دولية واقليمية جديدة للمسألة السورية".
كما ان الغموض، الذي لفّ مفاوضات جنيف ومحاولات تمييع المفاوضات من قبل دي ميستورا، ادى بحسب ياسين الى انتهاء المفاوضات من دون التوصل الى اي شيء. "النظام لم يقبل مناقشة الجانب السياسي من الازمة ولم يوافق رسميا على ورقة دي ميستورا، والمعارضة لم تقبل بطبيعة الحال ورقة دي ميستورا ما يدل على تخبط واضح".
المعارضة باتت الان امام تحدٍ، يرى ياسين، وموضوع الذهاب الى استانة اصبح على المحك: "منذ البداية كان مؤتمر استانة هشا وهزيلا فقد شهدنا جولة اولى وثانية لم تتوصلا الى اي شيء ملزم لذلك اعتقد ان موضوع استانة بأكمله مهدد بالنسف". 
نجاح المؤتمر مرتبط بزيارة اردوغان الى موسكو المرتقبة في العاشر من الشهر الحالي، بحسب رؤية ياسين، ففكرة استانة منبثقة من "تفاهم غير عادي حصل بين روسيا وتركيا وهذا التفاهم  في بداياته كان جيدا إلا انه في الفترة الاخيرة شهد نوعا من التراجع نتيجة خلافات واضحة وما معركة منبج إلا اكبر دليل على ذلك". 
ياسين يرجّح مقاطعة المعارضة لاستانة باعتباره "اجتماعا تكنيكيا عسكريا ولا علاقة له بالمسار السياسي، فهو يتحدث عن اجراءات الهدنة وتطبيقها، وفي ظل الخروقات المستمرة للهدنة من قبل النظام، لن تذهب المعارضة".