مجلس الأمن "ساحة اشتباك" بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا

2018-04-11 | 04:37
مجلس الأمن "ساحة اشتباك" بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا
شهد مجلس الامن الدولي تصعيداً في المواقف لا سيما بين واشنطن وموسكو اذ اشتبكت الولايات المتحدة الاميركية مع روسيا بشأن سوريا يوم امس وعارضت كل منهما محاولة الأخرى لإجراء تحقيقات دولية في هجمات مفترضة بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
وفي السياق فقد أوقفت موسكو وواشنطن محاولات كل منهما في مجلس الأمن لبدء تحقيق في الهجمات بالأسلحة الكيماوية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألغى امس جولة مقررة إلى أميركا اللاتينية هذا الأسبوع للتركيز على الرد على ما حصل في سوريا. وكان ترامب حذر اول من امس من رد سريع وقوي بمجرد التأكد ممن تقع عليه مسؤولية الهجوم الكيميائي في سوريا، بحسب زعمه.
في المقابل دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية (يوروكونترول) شركات الطيران يوم امس إلى توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال شن ضربات جوية في سوريا خلال 72 ساعة.
وقالت المنظمة على موقعها الإلكتروني ”ينبغي توخي الحذر عند تخطيط العمليات الخاصة بالرحلات في منطقة معلومات الطيران بشرق المتوسط/نيقوسيا“. ولم تحدد المنظمة مصدر أي تهديد محتمل.
واستشهدت يوروكونترول في تحذيرها بوثيقة للوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، والتي لم يتسن الحصول على نسخة منها.
الى ذلك فشل مجلس الأمن في إقرار ثلاثة مشروعات قرارات بشأن الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا. فقد استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أميركي سعى إلى إجراء تحقيق يحدد المسؤول عن مثل هذه الهجمات، في حين أخفق مشروعا قرارين قدمتهما روسيا في الحصول على تسعة أصوات، وهو الحد الأدنى اللازم لتبني أي مسودة قرار بالمجلس والذي يتسنى بعده فقط استخدام الفيتو.
وتعارض موسكو أي ضربة غربية على حليفها المقرب الأسد وعرقلت تحرك مجلس الأمن بشأن سوريا 12 مرة.
وقالت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة نيكي هيلي إن إقرار مشروع القرار الأمريكي هو أقل ما يمكن أن تفعله الدول الأعضاء.
وأضافت ”التاريخ سيسجل أنه في هذا اليوم فضلت روسيا حماية وحش على حياة الشعب السوري“.
من جهته ذكر السفير الروسي بالأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن قرار واشنطن طرح مشروع القرار الذي أعدته للتصويت قد يكون تمهيدا لضربة غربية على سوريا.
وبعد أن فشل مجلس الأمن في إقرار مشروع قرار ثالث بشأن الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا وجه نيبينزيا حديثه لهيلي قائلا ”أطالبك مجددا.. أسألك مرة أخرى أن تحجموا عن الخطط التي تطورونها حاليا لسوريا“.
ومن المتوقع أن يتوجه خبراء من المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما للتحقيق في الهجوم الكيماوي المزعوم
وكانت فرنسا وبريطانيا بحثتا مع إدارة ترامب كيفية الرد على هجوم دوما. وشدد البلدان على ضرورة التحقق من المسؤول عن الهجوم.
وأعاد هجوم دوما الصراع السوري إلى الواجهة على الساحة الدولية، إذ وضع واشنطن وموسكو في مواجهة إحداهما الأخرى من جديد.
وقال ترامب إنه سيتخذ قرارا سريعا بشأن الرد خلال أيام قليلة، مضيفا إن الولايات المتحدة لديها ”خيارات عسكرية كثيرة“ بشأن سوريا.
ومن المحتمل أن تشمل أي ضربة أصولا بحرية، بالنظر إلى الخطر الذي قد تتعرض له الطائرات من منظومات الدفاع الجوي الروسية والسورية. وترابض في البحر المتوسط المدمرة دونالد كوك التابعة للبحرية الأمريكية والمزودة بصواريخ موجهة.
الى ذلك قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية امس إنها طلبت من سوريا وضع الترتيبات اللازمة لنشر فريق تحقيق.
وأضافت في بيان ”الفريق يستعد للانتشار في سوريا قريبا“.
وتستهدف مهمتهم تحديد إن كانت ذخائر محظورة استخدمت لكنها لن توجه اللوم.
وحثت الحكومة السورية وروسيا المنظمة على التحقيق في المزاعم بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما في خطوة تهدف فيما يبدو إلى تفادي أي تحرك بقيادة الولايات المتحدة.
وكانت اعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء عبر مصدر رسمي بوزارة الخارجية ان "سوريا تؤكد حرصها على التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لكشف حقيقة الادعاءات التي تقوم بالترويج لها بعض الأطراف الغربية وذلك لتبرير نواياها العدوانية خدمة لأهدافها السياسية".
وقال مصدر أوروبي إن حكومات أوروبية تنتظر أن تجري المنظمة تحقيقها وظهور أدلة دامغة عن الهجوم. وذكر المصدر أن خطة للولايات المتحدة وحلفائها للقيام بعمل عسكري ستظل معلقة إلى ذلك الحين.
ومن ناحية أخرى، قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه لا يوجد احتمال لحدوث مواجهة في سوريا تؤدي إلى اشتباك عسكري بين روسيا والولايات المتحدة.
ونسبت وكالة تاس إلى بوغدانوف قوله إن هناك ”اتصالات عمل“ بين مسؤولين روس وأمريكيين حول سوريا مضيفا أنه يرى أن الحس السليم سيسود في النهاية.
وقال مصدر في البحرية الفرنسية امس إن طائرة حربية روسية حلقت فوق سفينة حربية فرنسية على ارتفاع منخفض في شرق البحر المتوسط في مطلع الأسبوع في انتهاك متعمد للقواعد الدولية.
 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق