وفاء أيوب
يكثّف العدوّ الإسرائيلي مساعيه الدبلوماسية للحؤول دون "تجذّر" نفوذ إيران وبالتالي حزب الله في سوريا، لا سيّما بعد الانتصارات المتلاحقة التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه أخيراً على الأراضي السورية، ويندرج اللقاء الأخير الذي عُقد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا السياق، عقب الزيارة التي قام بها وفد أمني إسرائيلي لواشطن.
ومن هذا المنطلق، بدأ إعلام العدو يروّج لما سمّاها "أوامر" روسية لكلّ من إيران وحزب الله والرئيس السوري بشار الأسد بعدم الردّ على مهاجمة "إسرائيل" الأراضي السورية، وذلك إثر الغارة الأخيرة التي نفذها العدو باتجاه مدينة مصياف جنوب غرب حماه من المجال الجوي اللبناني.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن مسؤولاً روسياً بارزاً أرسل لـ"إسرائيل" رسائل طمأنة بشأن "تدخل إيران وحزب الله في سوريا"، مضيفة أن المخابرات العسكرية الروسية "نصحت سورية وحزب الله بعدم الرد عقب الهجوم المنسوب لإسرائيل ضد منشأة كيميائية الأسبوع الماضي".
فهل تسعى روسيا فعلاً إلى طمأنة "إسرائيل" عبر الحدّ من نفوذ إيران وحزب الله في سوريا؟
"منذ اندلاع الحرب في سوريا، تسعى روسيا إلى تحييد بعض الدول المتدخلة في الشأن السوري ومنعها من التأثير في مجريات الأحداث لكي لا تدخل في متاهات جديدة أو في حرب مع إسرائيل"، يؤكد الخبير في الشأن الروسي اسكندر كفوري لموقع "الجديد".
وبحسب كفوري، فإنّ "المهمة التي أتى من أجلها العسكريون الروس واضحة وليس فيها أيّ لبس، وهي تهدف إلى محاربة الإرهاب على الأراضي السورية وفي المنطقة".
ويرى الخبير في الشأن الروسي أنّه "عندما تظهر بوادر جديدة لإمكانية حصول اشتباكات يمكن أن تؤدّي إلى حروب، كالاعتداءات الإسرائيلية التي تطال الأراضي السورية وأحيانا الأراضي اللبنانية، يسعى الجانب الروسي جاهدا إلى الحؤول دون نشوب حرب، وبهذا المعنى يحصل التدخل الروسي، وكذلك الأمر يحصل مع تركيا عندما تحاول التدخل بهدف مناصرة فريق من الإرهابيين".
ويضيف أنّ "الواقع اليوم لا يحتمل إمكانية نشوب جبهات ومحاور عدة، وعندما تشعر إسرائيل بأن هناك تراجعا للإرهابيين ولنفوذها، تتدخل روسيا لإطفاء أيّ جمرة يمكن أن تؤدّي إلى إشعال الحرب".
وفي ما يتعلق بلقاء بوتين مع نتانياهو، يؤكد كفوري أنّ "الأمور لم تجرِ كما خطط لها رئيس وزراء العدو، لأن تطرف الأخير يتجاوز الدبلوماسية، ولا كيمياء بين الجانبين".
ويؤكد كفوري أنّ "نتنياهو التقى بوتين ليفرض حلولاً، لا سيّما أن هناك انزعاجاً إسرائيلياً من التقدم الذي يحرزه النظام السوري وحلفاؤه نحو الحدود، وهذا الأمر لا يتقبله الجانب الروسي، لذلك فإن هذه الزيارة كانت فاشلة في المطلق".