ماذا تفعل "داعش" في حلب إذا كانت تحررت فعلاً؟!

2017-01-20 | 14:29
views
مشاهدات عالية
ماذا تفعل "داعش" في حلب إذا كانت تحررت فعلاً؟!
سنا السبلاني 
 
منذ يومين، أعلنت الأركان الروسية أن قواتها نفذت ضربة جوية مشتركة مع تركيا على مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي في ريف حلب في سوريا. لكن الحكومة السورية أعلنت مسبقاً أن مدينة حلب تحررت بالكامل، فهل عادت "داعش" الى المنطقة؟ أم أن حلب لم تتحرّر بالكامل؟
 
حلب لم تتحرر بالكامل على المستوى الاداري؛ فهي ما زالت تتعرض لرمايات من الجماعات المسلّحة الموجودة في ضهرة عبد ربو، والزهراء وقصر العدل مقابل المخابرات الجوية في ريف حلب الشمالي، والمنصورة والبحوث العلمية والراشدين 4 و5 و1 ومنطقة خان العسل في الريف الغربي، يشرح الخبير العسكري عمر معربوني في اتصال مع "الجديد"، لافتاً الى أن هذه كلّها مناطق قابعة تحت سيطرة الجماعات الارهابية على رأسها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وحركة نور الدين الزنكي.
 
لكن هذه المناطق هي جزء من المساحة الإدارية لمدينة حلب، أي أنها تقع على أطراف المدينة لا ضمنها إلا أنها مع ذلك تُحسب عليها"، يوضح معربوني، مؤكداً أنه يجب الفصل بين الجانبين الاداري والعسكري، فالمعارك اليوم غير مرتبطة بالنطاق الإداري للمدن أو المحافظات على قدر ما هي مرتبطة بخطوط تماس متداخلة لها خاصيتها الجغرافية، مثل حي جوبر الذي يعتبر من أحياء العاصمة دمشق، وحي بابيلا، والحجر الاسود. لذلك، يضيف، يمكن اعتبار حلب محررة بالكامل -على المستوى العسكري- وذلك بعد تحرير أحيائها الشرقية.
 
ما مدى جهوزية المجموعات المسلحة لخوض معركة فعلياً؟
 
ما يحصل الآن في منطقة تواجد النصرة في محيط حلب سواء في الريف الشمالي أو الغربي أو الجنوبي الغربي هو أنها تعمل على صيانة معداتها وإعادة تجهيزها وتجهيز الوضع العسكري بشكل أساسي، بحسب معلومات دقيقة يشير اليها معربوني "هذه القوى تمتلك مستودعات أسلحة قرب الحدود مع تركيا". ويضيف "تشير عمليات الإستطلاع الى وصول أسلحة ثقيلة وذخائر الى المجموعات المسلّحة عبر الحدود التركية - السورية في إدلب، الى المنطقة ومناطق أخرى في غرب وجنوب غرب حلب، لكن لا معلومات دقيقة حول كمية أو نوعية الأسلحة أو الأطراف التي تزوّد المجموعات المسلحة بها".
 
ويبدو أن المسائل تتجه نحو حسم جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) لنطاق سيطرتها في إدلب وأرياف حلب الغربية والجنوبية، يقول معربوني "هذا الامر إن حصل، ستضع جبهة فتح الشام نفسها في مواجهة كل الأطراف؛ روسيا وتركيا ودمشق، وبالتالي ستكون أمام مواجهة كبيرة". فالنصرة سيطرت بالكامل تقريباً على مقار وحواجز حركة "أحرار الشام" في إدلب، (خصوصاً جبل الزاوية الذي يعتبر من أهم مناطق المحافظة على المستوى العسكري والجغرافي) إذ تتهم النصرة أطرافاً أخرى بمن فيها "أحرار الشام" بأنها تزود الأميركيين والروس بشكل أساسي بإحداثيات لمقارها ومناطق تجمعاتها.
 
هناك مؤشرات إلى أن الأتراك حتى اللحظة لن يخرجوا من دعمهم لهذه الجماعات بانتظار تبلور نقاط إيجابية أفضل، بحسب معربوني "وهذا جائز في السياسة ولا مانع أن تمتلك تركيا أوراق القوة نفسها التي تمتلكها روسيا، طالما أن المسائل تتجه باتجاه الحوار والمفاوضات".
 
لكن في المقابل، يتقدّم الجيش السوري اليوم باتجاه مدينة الباب عبر طريقين، الأولى هي مدينة شامر في شرق المنطقة الصناعية في حلب، التي تؤدي الى مدينة الباب عبر منطقة اسمها الديوانية، والثانية عبر مطار كويرس شمالاً حيث تتموضع قوات الجيش على بعد 5 كلم تقريباً من جنوب الباب، وفقاً لمعربوني.
 
"المشهد المقبل قد يكون مختلفاً ويتبدل بتأثير مفاعيل الأستانة خصوصاً أن الجماعات التي ذهبت الى المفاوضات قدمت طرحاً يقضي بتشكيل قوات مشتركة تنضم الى الجيش السوري بقيادة روسية تركية. لكن التطبيق العملي لهذا المقترح مرهون بالنتيجة النهائية لهذه المحادثات، فإذا كانت إيجابية سيتحسّن الوضع، أما إذا لم تصل الأمور الى تفاهمات جدية، فقد تذهب الى مشهد أكثر سلبية مما كان عليه في المرحلة السابقة".
 
 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق