علاء حلبي - سوريا
تعيش مدينة السويداء في أقصى الجنوب السوري أياماً صعبة وسط انتشار حالات القتل والسرقة والخطف الأمر الذي اعتبره عدد من وجهاء المدينة بأنه "بوادر انفلات أمني"، مطالبين الحكومة بالتحرك العاجل لمنع وقوع "مزيد من الكوارث" في المدينة التي نأت بنفسها عن الحرب الدائرة في سوريا وتمكن وجهاؤها من ضبط الشارع طيلة السنوات الماضية.
وشهدت المدينة خلال الشهر الماضي أكثر من ثلاثين حالة سلب وخطف، بمعدل جريمة في اليوم، الأمر الذي بث الرعب في نفوس سكان المدينة، خصوصا أنه لم تعرف حتى الآن هوية مرتكبي هذه الجرائم، وسط انتشار عدة عصابات في المدينة ومحيطها والطرق الرئيسية.
وقام وجهاء السويداء مع اندلاع الأحداث في سوريا بتحييد أجهزة الحكومة الأمنية بشكل كبير وتشكيل فصائل محلية مهمتها ضبط الأمن في المدينة بسبب "خصوصية السكان الذين ينتمي معظمهم للطائفة الدرزية".
الصحافية جمانة حمدان، ابنة مدينة السويداء، رأت خلال حديثها إلى موقع قناة "الجديد" أن المدينة اعتادت على حل معظم مشكلاتها بواسطة مشايخ العقل والوجهاء، الأمر الذي حيد عمل أجهزة الحكومة إلى نحو ما، موضحة أنه " تم استغلال هذه النقطة من قبل الخارجين عن القانون حيث انتشر السلاح بشكل كبير وأصبح متوافراً لدى ضعفاء النفوس الذين يرتكبون هذه الجرائم تحت غطاء الفصائل الأهلية التي وجدت بالأساس لحماية المدينة".
وشددت الصحافية حمدان على أن الأهالي يستنكرون هذه الوضع المزري الذي وصلت له المدينة، مشيرة إلى أن "الأهالي يناشدون الحكومة للتدخل وإعادة الأمن للمدينة قبل أن تجر المدينة إلى وضع لا يحمد عقباه".
وطرحت عدة حلول للوضع الأمني في المدينة، أبرزها تشكيل هيئة اجتماعية من الفعاليات التي تمثل النسيج الاجتماعي على ساحة المحافظة ينبثق عنها لجنة مصغرة تمثل الحراك على مستوى المحافظة مهمتها تشكيل صلة الوصل بين مؤسسات الدولة الادارية والامنية من جهة والفعاليات الاجتماعية والدينية والثقافية في المحافظة من جهة اخرى، حيث تقوم هذه اللجنة باقتراح الحلول ونقل صيغ التنسيق والتعاون بين المجتمع والدولة لمواجهة المستجدات والتفويض بلقاء أعضاء اللجنة الامنية فرادى ومجتمعين عند الحاجة لنقل طبيعة المشاكل والحلول والمقترحات الى الجهات المعنية في الدولة.
وقالت الصحافية حمدان أن "الهدف من تشكيل هذه الهيئة الابتعاد عن الصدام المباشر بين الدولة والمخالفين فالهيئة تتواصل مع ذوي المجرمين للتأكيد على دور القضاء وضرورة محاسبة مرتكبي الجريمة عبر نشر الوعي وشرح القوانين"، علماً أن هذا المشروع لا يزال قيد الدراسة في الوقت الحالي.
وترى حمدان أن الحل لهذه المشكلة يبدأ أساساً بتشديد الرقابة على الحواجز في المدينة ومحيطها ومحاسبة الفاسدين منهم للحد من سرقة السيارات وحالات الاختطاف، واضاف " كذلك يجب أن يتعاون المجتمع لمحلي مع الجهات الأمنية وتسليم المطلوبين"، معتبرة أن ما تشهده المدينة التي تبدو ظاهريا آمنة هو " أحد تبعات الحرب التي تشهدها سوريا".
يذكر أن مسؤولين حكوميين وأمنيين رفيعي المستوى يزورون السويداء بشكل مستمر للوصول إلى حل يناسب طبيعة المدينة ذات الخصوصية في سوريا، وينهي ظاهرة انتشار العصابات، ليعود الهدوء إلى المدينة.