بالفيديو - ما سرّ القاعدة الروسية الجديدة في شمال سوريا؟!

2017-03-21 | 16:51
views
مشاهدات عالية
بالفيديو - ما سرّ القاعدة الروسية الجديدة في شمال سوريا؟!
علاء حلبي - سوريا 

تحت شعار "المصالحة" بدأت روسيا إنشاء قاعدة عسكرية جديدة لها في أقصى الشمال السوري قرب الحدود مع تركيا، وسط صمت تركي يعني القبول والتسليم، ضمن خريطة نفوذ جديدة بدأت موسكو ترسخها على الأرض السورية.

مركز "مصالحة" روسي أعلنت موسكو عن إنشائها في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد، إلا أن الصور الوافدة من تلك المنطقة تؤكد أن ما يجري أكبر من مجرد مركز مصالحة، وهو أيضاً ما أكده قيادي كردي تحدث إلى موقع قناة "الجديد".

المصدر الكردي كشف أن المركز الروسي جاء بعد سلسلة مشاورات كردية - روسية استمرت لأكثر من شهرين، تضمنت زيارات ميدانية لضباط روس قاموا بإجراء مسح ميداني لمنطقة عفرين وزيارة مواقع المواجهات بين القوات الكردية والفصائل المسلحة التابعة لتركيا والتي تعتبر الأكراد "عدواً" لها.

ويقول المصدر "أمام الإزعاج التركي المتواصل للأكراد طالبت القيادة الكردية بدعم لوجستي وغطاء سياسي أكبر لإزاحة الخطر التركي وإفساح المجال للوحدات الكردية للتفرغ لمقاتلة تنظيم "داعش" وهو ما تكلل بإنشاء قاعدة روسية في عفرين جاءت في سياق خطة "المصالحة" التي تتبناها روسيا، الأمر الذي خفف من وطأة التفاوض مع تركيا، وأمن غطاء للأكراد في تلك المنطقة.

حديث المصدر يتوافق مع تصريح الناطق الرسمي باسم الوحدات الكردية ريدور خليل الذي أشار في بيان صحافي أن التواجد الروسي في منطقة جنديرس التابعة لعفرين يأتي في إطار "التعاون ضد الإرهاب وتقديم القوات الروسية المساعدة لتدريب قواتنا على أساليب الحرب الحديثة ولبناء نقطة اتصال مباشرة مع القوات الروسية".

الصحافي الكردي مصطفى العبدي قال خلال حديثه إلى موقع قناة "الجديد" أن المركز الروسي سيقدم التدريبات اللازمة للقوات الكردية على أساليب الحرب الحديثة، كما يمثل "نقطة اتصال" بين الأكراد وموسكو بشكل مباشر، وتابع "الانتشار الروسي في سوريا كبير وخاصة في نقاط مراقبة وقف اطلاق النار وفي النقاط الساخنة. ولا يمكن استبعاد دور التهديدات التركية. التهديد التركي له دور مهم، اضافة الى تهديدات درع الفرات من جهة ومن جهة اخرى فصائل القاعدة في ادلب"، بالإضافة إلى وجود نقاط تماس مع الجيش السوري، موضحاً أن "عفرين محاطة بهذه القوى المتصارعة فيما بينها والتي تتصارع ايضا عليها وبالتالي وجود الروس هو ضمانة وضرورة عسكرية حتمية لدرء مخاطر وتهديدات هذه القوى"، وفق تعبيره.

خريطة علاقات معقدة بناها الأكراد في سوريا خلال سنوات الحرب، ففي الوقت الذي تبني فيه روسيا قاعدة لها في عفرين، ترعى الولايات المتحدة الأميركية تحركات الأكراد شرق سوريا، كما تقيم قاعدتين في مناطق الأكراد لها. 

الصحافي عبدي رأى أن " لكرد تجاوزوا مسألة ربط المكتسبات التي حققوها بالعامل الخارجي بشكل كلي فهم يعتمدون على الركائز الواقعية ومواكبة الفوضى المندلعة في المنطقة باتباع سياسة الانكفاء الذاتي والاعتماد على النفس والتوجه لبناء قواتهم الامنية والعسكرية والمؤسسات المتعددة وهو بالتأكيد ساهم بشكل فعال في صمودهم ضد كل التحديات الكبيرة التي ما تزال تواجههم داخليا وخارجيا. فهم اليوم ليسوا ورقة مهمشة، يظهرون عند تقاطع مصالح الدول ويختفون متى تصالحوا! بل أصبحوا ذا تأثير قوي على الارض".

في السياق ذاته، يرفض الصحافي الكردي الربط بين التواجد الروسي الجديد في عفرين والحديث عن انفصال الأكراد، ويوضح "لا يوجد للكرد اي مشروع انفصالي، هم يطالبون بالفدرالية لسورية المستقبل، والكرد ليسوا لوحدهم من يديرون الان شمال سوريا فيوجد معهم العرب وباقي المكونات ضمن تشاركية ادارية، وبالتالي كل هذه الاتهامات هدفها تشويه مشروع الفدرالية والادارة الذاتية".

ويتابع "لا يبدي الكرد في سوريا قلقا بخصوص المستقبل، فهم يؤمنون بقدرتهم على كسب التحديات إذا ما حلّت الأزمة السورية. وهم يثقون بقدرتهم على لعب السياسة. وأن حصولهم على الفدرالية حقّ مشروع"، وفق تعبيره.

التطور السياسي الجديد يعيد رسم خريطة النفوذ في سوريا، ويمثل اختراقا روسيا للشمال الذي تحارب تركيا لأجله، كما يمثل تطورا هاماً بالنسبة للمشروع الأميركي في المنطقة، إذ لم يعد الأكراد أداة أميركية، ولم تعد مناطق سيطرتهم مستباحة من تركيا، كذلك يبدو أن قضية "الحكم الذاتي" أو إنشاء فيدرالية كردية في سوريا بات مقبولاً لدى روسيا ومدعوماً أكثر من أي وقت مضى، في وقت مازالت تلتزم فيه دمشق الصمت على الصعيد السياسي، وتبدي نحوه مرونة عسكرية وميدانية.

 

 

 

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق