الأسعار في سوريا تنتصر على "السوشيال ميديا"

2017-06-24 | 13:27
views
مشاهدات عالية
الأسعار في سوريا تنتصر على "السوشيال ميديا"
علاء حلبي

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بعشرات الصور التي تظهر ألبسة معروضة بأسعار غير منطقية مقارنة بمتوسط دخل المواطن السوري، الأمر الذي أصبح شغل السوريين الشاغل مع حلول عيد الفطر.

مجموعة من الصور تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت مثلاً سعر بنطال وقميص بـ300 ألف ليرة سورية، ما يعادل راتب ستة أشهر بالنسبة لموظف راتبه الشهري 50 الف ليرة سورية، الأمر الذي أثار استياء كبيراً، وسط سخرية كبيرة من هذه الأسعار.

وعلى الرغم من تناقل بعض الناشطين تبريرات لهذه الأسعار مقارنة بسعر الدولار، حيث يبلغ سعر صرف الدولار حوالي 530 ليرة سورية الأمر الذي يجعل الرقم 300 ألف ليرة سورية أقل من 600 دولار، رد آخرون بأن الأسعار يجب أن تتوافق مع مستويات الدخل والتي لا تتجاوز الـ 80 دولار في أفضل الحالات.

ووسط هذه الضجة "الفيسبوكية"، أظهرت جولة على الأسواق تفاوتاً كبيراً في الأسعار بين ما يتم تناقله على "السوشيال ميديا" والأسعار على أرض الواقع. ففي منطقة الشعلان في دمشق، والتي تعتبر أسعار البضائع فيها باهظة بالنسبة للسورين، تفاوتت الأسعار بين 20 و30 ألف ليرة سورية، ما يعني أن الأسعار على أرض الواقع لا تتجاوز الـ 10 % من الأسعار المتداولة على "السوشيال ميديا".

في مولات دمشق، التي تضم مجموعة من أشهر محلات الألبسة و"الماركات" أظهرت أسعار الملبوسات أيضاً انخفاضاً مقبولاً مقارنة بما يتم تداوله، حيث لم تتجاوز الأسعار عتبة المئتي دولار.

أحد أصحاب محلات الألبسة في دمشق رأى خلال حديثه موقع قناة "الجديد" أن ما يتم تداوله على موقع "فيسبوك" هي صور قديمة تعود للعامين الماضيين، حيث قام التجار هذا العام بإعادة دراسة السوق وتعديل الأسعار بشكل يصبح أقرب للواقعية، نسبة لمستويات الدخل المنخفضة.

وقال التاجر "لم يعد ممكناً حساب الأسعار اعتماداً على سعر الدولار وسط الهوة الكبيرة بين سعر صرف الدولار ومستويات الدخل، لذلك تمت إعادة دراسة الأسعار وتخفيضها بشكل كبير".

بدورها، رأت أحلام، وهي سيدة كانت تتجول بصحبة أولادها في سوق العنابة في اللاذقية أن الأسعار تبدو منطقية أكثر هذا العام، إلا أن جودتها منخفضة جداً.

ويميل كثير من السوريين إلى سوق البالة، التي وفرت مع استمرار الحرب في سوريا ملاذا لذوي الدخل المنخفض في سوريا، والذين تتجاوز نسبتهم في الوقت الحالي ال 80% من السوريين، الأمر الذي ساهم بتوسع هذه الاسواق بشكل كبير.

وتبدو الأسعار في أسواق البالة منطقية جداً، حيث لا يتجاوز سهر "التيشرت" الأوروبي الـ 1500 ليرة سورية (أقل من 3 دولار)، وسعر البنطال الـ 1000 ليرة سورية.

وفي حلب عادت الحركة التجارية بشكل نشط إلى الأسواق الرئيسية في المدينة، في أول عودة لها بعد استعادة الجيش السوري لكامل مدينة حلب مطلع العام الحالي، حيث ضجت الاسواق بالباعة، وازدحمت بالمواطنين الذين عادوا لممارسة طقسهم المفضل بالتسوق قبيل حلول العيد.

عموماً، يرى كثيرون أن الأسواق السورية انتصرت باستمرارها، وأن الأسعار في هذه الاسواق باتت أكثر منطقية، في حين يصر آخرون على أن الهوة ما زالت كبيرة بين مستويات الدخل والأسعار، ولكلا الرأيين حجته التي المقنعة.


 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق