دمشق "آمنة" أكثر من أي وقت مضى!

2017-01-29 | 14:59
views
مشاهدات عالية
دمشق "آمنة" أكثر من أي وقت مضى!

حسين طليس 

في سيناريو  بات مكرراً معتاداً في الآونة الأخيرة على جبهات القتال في سوريا، كان اليوم خاتمة لـ38 يوماً من الحملة العسكرية التي أطلقها الجيش السوري وحلفاؤه على منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي. إتفاق على وقع القصف، أبرم ما بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة، أنهى قضية وادي بردى وقراه، وثبّت سيطرة الحكومة السورية على المنطقة بسلاحي "المصالحة" و"الحسم العسكري" في آن معا.

كانت تلك استراتيجية تفوق النظام في هذه المعركة، عبر إطلاق جهود "المصالحة" جنباً إلى جنب مع تكثيف العمليات العسكرية، وذلك بعد فشل محاولات التسوية والإتفاق في ظل الهدنة، "الذي استغلته فصائل المعارضة المسلحة لكسب وتقطيع الوقت حينها"، وفق ما أكدت مصادر مقربة من النظام السوري.

 وهو ما عاد وأشار إليه الجيش السوري في بيان أعلن فيه السيطرة على المنطقة، جاء فيه: " إن العمليات العسكرية للجيش في وادي بردى ساهمت في تهيئة الظروف الملائمة لإنجاز تسويات ومصالحات في عدد من هذه القرى والبلدات وتحرير بسيمة وعين الخضرا ودير مقرن وعين الفيجة ودير قانون وكفير الزيت والحسينية وكفر العواميد وبرهليا وإفرة وسوق وادي بردى بمساحة إجمالية بحدود 400 كم مربع."

وتضيف المصادر في حديثها مع موقع "الجديد" أن العمليات العسكرية التي نفذها الجيش السوري "اتسمت بالدقة الشديدة، وذلك لضمان الحفاظ على منشآت نبع فيجة، وتجنيبها الأضرار قدر الإمكان، وفي الوقت نفسه، إظهار نية الحسم الجدية لدى الجيش السوري لإجبار المسلحين على التراجع او التسليم."

بنود الإتفاق الذي بدأ تنفيذه ليل السبت، كشفته مصادر إعلامية في المعارضة السورية، مشيرة إلى أن "مراحله الأولى تضمنت وقفاً تاماً لإطلاق النار وكافة الأعمال العسكرية بين الثوار وبين النظام، تلاها دخول عشرين عنصرا من قوات النظام إلى منشأة نبع الفيجة لرفع علمهم وتصويره، في المقابل أخلى الثوار تمركزهم من المنشأة إلى محيطها، وبقي معهم أحد المندوبين عن الثوار لتنسيق تنفيذ النقاط حسب الاتفاق."

بعد ذلك بدأت سيارات الإسعاف بدخول المنطقة لإخلاء الجرحى، كمرحلة أولى لخروجهم بما يتناسب مع ظروفهم الصحية، وقد بلغ عددهم نحو 70 جريحاً وفق مصادر المعارضة. تبع ذلك إخلاء مقاتلو المعارضة لمواقعهم في "عين الفيجة"، في حين بدأ اليوم الأحد، التحضير لخروج مقاتلي المعارضة وعائلاتهم نحو إدلب، على دفعات برفقة الهلال الأحمر "كضمانة أممية"، وفق تعبير المصادر، التي أشارت إلى أن العدد الإجمالي للحافلات التي ستخرج من وادي بردى اليوم حوالي 25 ومعها 11 سيارة إسعاف. أما المرحلة الثانية فستبدأ بعد 48 ساعة، وتتضمن خروج مقاتلو المعارضة في جرود وادي بردى و عائلاتهم بإستثناء العائلات الموجودة في قرية مضايا، فيما العدد التقريبي لمن سيمشله الإتفاق يقدر بـ2100 شخص.

مصادر المعارضة، اتهمت النظام "بالتهجير القسري لسكان المنطقة، وسلبهم أراضيهم وبيوتهم، بهدف فرض تغييرات ديموغرافية على المنطقة بخلفيات طائفية"، وذلك لكون الإتفاق يلزم من سيبقى من المقاتلين بالخضوع لتسوية أوضاع مع الحكومة السورية، في حين يسمح لرافضي تسوية الاوضاع، الإنتقال إلى إدلب. وأضافت المصادر " أن الثبات عسكريا كان شبه إنتحار وسط الحصار والقصف ونقص الموارد، وبالتالي فإن التسوية السياسية هذه كانت ضرورية لضمان سلامة أهلنا المدنيين، وهذا كان الهم الرئيسي لفصائلنا، التي كانت في استانة للسبب نفسه، والتي تم تخوينها وضربها."

في المقابل، حقق الجيش السوري مكتسبات عدة من تسوية وادي بردى، أوضحها الخبير العسكري عمر معربوني في اتصال مع "الجديد"، مؤكدا أن هذا الإتفاق قد انهى سنين من ابتزاز المسلحين للعاصمة دمشق بمياهها، خاصة أن نبع فيجة يمثل المصدر الرئيسي وشبه الوحيد للمياه، وبالتالي فقد تحقق استقرار معيشي هام للعاصمة مع هذه السيطرة، وينتظر أن تدخل عربات الصيانة التابعة لمؤسستي كهرباء ريف دمشق والموارد المائية منشأة نبع عين الفيجة فور انتهاء وحدات الهندسة التابعة للجيش السوري من تمشيط وتفكيك العبوات الناسفة، لبدء صيانة الأعطال وإعادة ضخ المياه خلال الأيام القادمة".

أما الأهم، بالنسبة لمعربوني، فهو الإنجاز الجيوسياسي بالسيطرة على قرى وادي بردى، وذلك لكونها "واحدة من آخر نقاط الإرتكاز المهمة، كان يعول عليها مشروع المعارضة المسلحة القديم، الذي يمتد من حرمون إلى القلمون، لتطويق العاصمة دمشق ومداها الحيوي من حمص شمالا وحتى الجولان جنوباً وعزلها عن الحدود اللبنانية. كذلك فإن هذه السيطرة تأتي مكملة لخطة تأمين العاصمة دمشق واريافها مع الإنجازات السابقة التي حققها الجيش السوري"، ليختم معربوني مؤكداً أنه "بإستطاعتنها ان نجزم أن دمشق اليوم في أكثر مراحل الأزمة أمناً."

 

 

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق