تطرقت وسائل إعلام غربية إلى النتائج التي تمخضت عنها قمة سنغافورة، وقلل عدد منها من أهميتها، ووصفت إحدى صحافيات "واشنطن بوست" القمة بأنها لا تعدو عن كونها "لوحة جميلة".
ورأت الصحافية آن أبلباوم أن هذه "اللوحة الجميلة" يحتاجها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أجل "تعزيز الشرعية"، وترامب لاكتساب الثقة في النفس، بحسب ما نقلت "روسيا اليوم".
وذهبت هذه الكاتبة الصحافية إلى أن الوثيقة التي خرجت بها القمة، ليست ضمانة لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، مضيفة "هذا يعني أن المفاوضات الآن ستتواصل بشأن المفاوضات".
وافترض الصحافي ديفيد أيكس من "The Daily Best" أن الاتفاقية "السنغافورية" لا تلزم مطلقا كيم الامتناع بشكل تام عن السلاح النووي، بل ورأى أن كيم جونغ أون تفوق على دونالد ترامب، وذلك لأن الرئيس الأميركي، بحسب قوله قد فضّل الثقة في كلمة الزعيم الكوري الشمالي، عن التوصل إلى اتفاق واضح بشأن نزع السلاح النووي كاملا.
وينقل الصحافي على لسان خبراء أنه على الرغم من تدمير جزء من موقع التجارب النووية الرئيس، إلا أن كوريا الشمالية يمكنها أن تستأنف بسهولة تطوير الأسلحة النووية.
أما في "The New York Times" فكتب نيكولاس كريستوف مرجحا أن يكون ترامب قد خُدع في سنغافورة، وأنه قدم تنازلا ضخما بإيقاف التدريبات العسكرية مع كوريا الجنوبية، وأسبغ بذلك، في الوقت ذاته، الشرعية على كيم جونغ أون.
وزاد على ذلك بأن الرئيس الأميركي اعترف بكوريا الشمالية كقوة عظمى مساوية، ومنحها ضمانات أمنية مقابل تأكيد كيم ببساطة بأنه "متمسك بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية"، وهو الموقف الذي رددته بيونغ يانغ مرارا منذ عام 1992.
ورصد كريستوف أن البيان المشترك يخلو من أي شيء عن "تجميد كوريا الشمالية لبرامج البلوتونيوم واليورانيوم، ولا يوجد فيه شيء عن تدمير الصواريخ العابرة للقارات، ولا شيء عن السماح للمفتشين بالعودة إلى المنشآت النووي.. ولم يكن هناك حتى مجرد وعد واضح بوقف التجارب النووية أو الصواريخ بعيدة المدى بشكل دائم".
الصحافي توصل إلى استنتاج يقول إن كيم حشر ترامب في الزاوية تماما، ورأى أنه من المخيف أن الرئيس الأميركي لا يعي ذلك، وأن لديه الآن حظوظا أقل بكثير مما كان لدى المفاوضين السابقين الذين توصلوا إلى صفقة مع كوريا الشمالية في السابق.