هكذا بدأت قصة ترشيح فرنجية

2015-12-01 | 02:16
هكذا بدأت قصة ترشيح فرنجية
 منذ اكثر من شهرين وتحديداً قبل إعلان روسيا تدخلها العسكري في سوريا، تولّى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب الممدد لنفسه وليد جنبلاط تقديم المشورة السياسية. 
فقد قال جنبلاط لمن يهمه الأمر، بحسب صحيفة "الاخبار": "فريقنا ليس في وضع جيد، لا في سوريا ولا في اليمن والعراق ولبنان، ويبدو أن التطورات قد تصبّ في مصلحة الخصوم. وإذا ربطنا مصير التسوية المحلية بما يجري من حولنا، فإن ما يمكن أن نحصل عليه اليوم، قد يصبح حلماً بعيد المنال لاحقاً. لذلك، يجب الإسراع باقتراح حل".
ولفتت الصحيفة الى ان جنبلاط أنجز مروحة من الاتصالات شملت، في المرحلة الأولى، سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية، كما تولى أصدقاء له، من مستشاري الحريري تبادل الأفكار بين بيروت والرياض وباريس، إلى أن حُدّد له موعد لزيارة السعودية. 
وهناك، بحسب الصحيفة عندما قابل جنبلاط الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، ثم رئيس الاستخبارات خالد الحميدان، هناك طرح الأمر بصورة أكثر وضوحاً، وبما يتناسب مع الأذن السعودية. 
واضافت الصحيفة ان "التدخل الروسي في سوريا كان قد بدأ، ما أتاح لجنبلاط التحدث براحة أكبر. قال إن التدخل سيمنع سقوط بشار الأسد، وأكثر من ذلك، سيحرّر حزب الله من ضغوط كثيرة نتيجة تدخله العسكري في سوريا."
وإذا سارت الأمور نحو انتصارات للفريق الآخر، فسوف يكون لبنان أمام واقع جديد. وفي دغدغة لمستمعه السعودي، اعتبر "أننا أمام فرصة تنظيم تسوية وفق اتفاق الطائف الذي يحمي مصالحنا ومصالحكم. أما إذا تأخرنا، فإن الشيعة، ومعهم المسيحيون، سيعملون على إدخال تعديلات تمنحهم المواقع الأكثر نفوذاً. لذلك، علينا المبادرة إلى اقتراح تسوية على أساس الوقائع القائمة اليوم، بما فيها من توازنات. وهذا يتطلب التنازل للطرف الآخر في نقطة حساسة، وأن نعرض عليه عرضاً لا يمكنه رفضه".
ولفتت الصحيفة الى ان جنبلاط، إلى ما قبل زيارته للسعودية كان يفكّر في عون رئيساً للجمهورية. لكنه لاحظ  إلى جانب أنه شخصياً لا يرى فيه إلا كميل شمعون آخر ــــ أن عون يمثل، بالنسبة إلى السعودية، ظلّ إيران في لبنان، لأن تحالفه مع حزب الله لا ينافسه عليه أحد. هنا، لمعت فكرة ترشيح فرنجية، "وإن قال أحد إنه صديق بشار الأسد، فالجواب جاهز: وإن يكن. هل الأسد قادر على فك حرف في لبنان الآن؟".
ولم يبد السعوديون ممانعة، لكنهم رفضوا إطلاق العنان لماكينة عمل سريعة. طلبوا من الحريري الراغب في العودة إلى الحكم بأي ثمن التفاعل مع جنبلاط، فيما عمدت الرياض إلى التشاور في الأمر مع الأميركيين، ثم مع الفرنسيين. وأبلغت الأخيرين: "سيزوركم الرئيس الإيراني حسن روحاني قريباً. قدّموا له المفاجأة الكبرى بالموافقة على انتخاب الحليف فرنجية رئيساً للجمهورية. عندها، ستفرض إيران القرار على حزب الله لتسير الأمور. على أن يُعقد، في غضون ذلك، لقاء بين فرنجية والحريري الذي اطلع على نتائج زيارات دبلوماسيين غربيين لبنشعي، وعلى محصلة الأجوبة عن أسئلة حملوها إليه."
وقد ألغت حادثة باريس الارهابية زيارة الرئيس الايراني لكن برنامج اللقاء بين الحريري وفرنجية ظل مقرراً. عولجت بعض الشكليات في اللحظات الأخيرة، والتقى الرجلان. بادر الحريري فرنجية بالقول: "نحن موافقون على انتخابك رئيساً للجمهورية. يجب أن نتحدث في بعض الأمور، وسنتفاهم على آلية إقناع الجميع في بيروت. ولنتفق: فريق 14 آذار من مسؤوليتنا، وعليك إقناع فريق 8 آذار".
ولفتت "الاخبار" الى انه قبل اللقاء، كان فرنجية قد تأخر حتى اطلع على كامل المشاورات. "وللأمانة، يجب القول إنه لم يبادر إلى تسويق نفسه لدى أحد، لا جنبلاط ولا الحريري ولا الأطراف الإقليمية والدولية. لكن الأخبار التي تواترت إليه، واستقبالاته السياسية والدبلوماسية، كوّنت لديه صورة عن وجود مقترح من جنبلاط والحريري، بمباركة أميركية ــــ فرنسية ــــ سعودية، لانتخابه رئيساً".
 وكعادته، بادر فرنجية إلى الاتصال بصديقه الرئيس السوري بشار الأسد، وزاره لتمضية يوم عائلي استمر ساعات طويلة، ووضعه في صورة الاتصالات مستمزجاً رأيه. لم يكن الأسد متحفظاً، لكنه قال لفرنجية: "تعرف أنني في لبنان أثق بما يقوله السيد حسن. اذهب إليه وشاوره، وما تتفاهمان عليه أسير به".
وبعد أيام، بحسب الصحيفة،  قصد فرنجية السيد حسن نصر الله وأثار معه الملف بكامله. كان نصر الله في أجواء غالبية المعلومات، لكنه استمع من فرنجية إلى ما يساعده على نصحه، وهو ما فعله. قال له: "تمهل ولا تستعجل، واسمع ما يقوله الطرف الآخر، ولا تدخل في التزامات. لدينا كل الوقت، ووضعنا من حسن إلى أحسن في المنطقة. وانتبه، فربما يكون هناك من ينصب لنا فخاً ليفكّك جبهتنا. وأنت تعرف أننا متفقون على العماد عون مرشحاً لفريقنا".
لم يخرج فرنجية من اجتماعيه مع الأسد ونصر الله بانطباع سلبي. لكنه لم يحصل على تفويض أو مباركة. وعندما ذهب إلى باريس، كان يريد التأكد من جدية الطرف الآخر. وحتى عندما عاد إلى بيروت، سمع من الرئيس نبيه بري العبارة الأوضح: "لماذا لا يرشحك الحريري وجنبلاط علناً؟ فهذا يسهّل الأمر على الحلفاء!.
كان جنبلاط قد سمع الكلام نفسه من بري، وكذلك الحريري، وفكر الاثنان بالخطوة المناسبة. لكن التأخير مرده إلى سعي الحريري وجنبلاط إلى انتزاع موقف واضح من حزب الله أولاً، ومن عون ثانياً. وهذا ما لم يحصل. وحتى مساء أمس، ظل جنبلاط يحاول مع حزب الله، لكنه سمع الجواب نفسه: "لا جديد لدينا. الأمر متروك للعماد عون. ونحن لن نضغط عليه، حتى لمصلحة فرنجية".
ورات الصحيفة ان موقف حزب الله لا يمثل اعتراضاً على ترشيح فرنجية، وهو أمر يعرفه الأخير جيداً، ولا وقوفاً في وجه التسوية. نصح الحزب العماد عون بعدم الانجرار إلى أي سجال يقود إلى خلاف مع فرنجية. وظل، ومعه أصدقاء، يشدّدون على الرجلين بتفادي الصدام، لأنه الهدف الأول الذي يريده الطرف الآخر. وهاجس حزب الله، هنا، ليس فقط خسارة عون، بل عدم ثقته أصلاً بسير الطرف الآخر فعلاً في ترشيح فرنجية، وأن الانجرار وراء لعبة جنبلاط والحريري سيعني، أولاً، مشكلة بين عون وفرنجية، ولا يعني ثانياً انتخاب أحدهما رئيساً للجمهورية. 

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق