هكذا تم التخطيط لاقتحام وزارة البيئة

2015-09-02 | 08:44
هكذا تم التخطيط لاقتحام وزارة البيئة

روى أحد مؤسّسي حملة "طلعت ريحتكم" تفاصيل ما جرى وكيف اتخذ القرار باقتحام وزارة البيئة يوم امس، اذ قال: "عند الساعة الثالثة إلا ربعا من فجر أمس، تم حسم "القرار السرّي"، بصورة شبه نهائية".
واضاف المصدر في اتصال مع صحيفة "السفير" قبل الرابعة فجراً: "اليوم الثلاثاء (أمس) سنقوم باقتحام مقرّ الوزارة قبل الواحدة ظهراً، سلمياً، بالتزامن مع انعقاد اجتماع حملات ومجموعات وجمعيات الحراك المدني. لكن حتّى الساعة، لا أحد يعرف بالقرار السرّي إلا أنا وثلاثة أفراد في حملتنا، وأنت".
وتابعت الصحيفة ان المصدر نفسه ارسل رسالة هاتفية نصّية لـها، توضح: "الوزارة: البيئة"، ثم تلتها رسالة ثانيّة: "حتى الآن، لا أحد من أفراد الحملة يعرف بالقرار، لكننا سنخبر المعنيين منهم ومن حملتين ثانيتين، قبل الموعد بنصف ساعة، لنحشدهم للاقتحام، وسندعو ممثلي وسائل الإعلام المرئية إلى الحضور بحجّة عقد مؤتمر صحافي، ثم يدخلون معنا إلى مقرّ الوزارة ليتم توثيق التفاصيل، ونقلها مباشرة".
ولفتت الصحيفة الى انه قبل اتخاذ القرار النهائي فجراً، كان الاجتماع السرّي الذي عُقد بين ثلاثة أفراد من مؤسسي حملة "طلعت ريحتكم" عند العاشرة ليلاً، يأخذ منحاً متعرجاً، بدأ بأسئلة عدة، أبرزها: هل نعلن الثلاثاء (أمس) عن فك ارتباطنا نهائياً بمجموعات وحملات وجمعيات الحراك المدني؟ كيف نفعل ذلك؟ ما هو شكل الرّد على انتهاء المهلة الزمنية التي حددناها لتحقيق مطالبنا؟ هل نتظاهر أمام وزارة الداخلية؟ متى؟ اليوم أم الأربعاء بالتزامن مع صدور نتائج تحقيقات وزارة الداخلية؟ هل نرسل مندوباً عن حملتنا لحضور اجتماع ممثلي حملات الحراك عند الساعة الواحدة اليوم، أم نقاطع الاجتماع؟
في تلك الأثناء بحسب المصدر، كان أحد أبرز الناشطين في الحراك المدني يتصل هاتفياً بشخصين من المجتمعين الثلاثة، لسؤالهما عن اسم المندوب الذي سترسله الحملة إلى الاجتماع "المصيري" الذّي حدّد عند الواحدة ظهرا للاتفاق على الخطوات التصعيديّة إلا أنهما لم يجيبا على اتصالاته المتكررة، فأدرك أن "أمراً غريباً يحدث"، موضحاً أن "ثمة معطيات لدينا مفادها أن أفراداً في حملة طلعت ريحتكم يتجهزون لإبلاغنا بجملة من الاعتراضات تتعلق بالمشاركين في الاجتماعات اليومية".
إلا أن ما كان يجهزّه المسؤولون في حملة "طلعت ريحتكم" وفق إفادة مؤسس الحملة عماد بزي لـ "السفير"، بدا أبعد من ذلك: "بعد قليل (عند الثامنة من مساء أمس الأول الإثنين)، سأتوجه للمشاركة في حلقة تلفزيونية أخيرة، ثمّ، وبعد انتهاء الحلقة مباشرة، سنعقد، أنا وشخصين من حملتنا، اجتماعاً سرّياً. وما سأقوله لك الآن سيبقى سراً حتى يوم غد الثلاثاء"، مضيفاً: "لدينا نيّة غير مكتملة بعد، تقضي بالإعلان عن فك ارتباطنا بكل الحملات والجمعيات والمجموعات في الحراك المدني، ولم نعرف بعد كيف سنردّ على وزيري البيئة والداخلية محمد ونهاد المشنوق، لكن عند حلول الفجر تقريباً، سنكون قد توصلنا إلى القرارات اللازمة، وسأبلغك بالتفاصيل".
وصل بزي إلى الاجتماع. كان في انتظاره اثنان من المسؤولين في الحملة، وبعد مرور نحو ساعتين، قائلاً: "ساعة هيك، وساعة هيك. بعدنا ما عارفين شو نعمل. أنا ضد انتظار نتائج تحقيقات وزارة الداخلية الأربعاء لنتحرك بعد صدورها، لأنو منكون رضخنا لاستفزاز نهاد المشنوق، بس أنا مع فك الارتباط بكل حملات الحراك، علماً إنو ما عارف كيف ومتى"، مبرراً رغبته بالقول: "للصراحة، الوضع ما منيح أبداً معن. فيه نصف منهم بده يستدرجونا لمحل نكون فيه مع حزب الله، والنصف التاني بده منا نكون مع تيار المستقبل، بينما نحن ضد الحزب وضد المستقبل، بالإضافة إلى انه فيه أشخاص عم يفرضوا علينا قرارات، علماً إنّو هنّي ما بمثّلو أي مجموعة".
وقال بزي، في المكالمة الهاتفية عينها "بدّن بالحراك يعملوا ائتلاف جامع لكل الحملات والمجموعات، وبالتالي يلغوا اسم حملة طلعت ريحتكم، وهيدا أمر نحن ما موافقــين عليه، لأنو نحن بدأنا التحــركات من اليوم الأولّ، ولأنو ما منعرف مين بمثّل مين بهيدا الائتلاف، لدرجة فيه أوقات بكون موجود مخبرين بالاجتماعات، وأشخاص ما منعرف هنّي شو وضعن وليه معنا!".
بعد انتهاء "الاجتماع السرّي" فجراً، كشف بزي لـ "السفير" عن التوصّل إلى القرار النهائي، القاضي باقتحام مقرّ وزارة البيئة سلمياً، من أجل الضغط على الوزير محمد المشنوق بـ "ضرورة الاستقالة فوراً"، موضحاً: "إذا نجحنا واستقال، سننتقل، بعد يوم أو أكثر بقليل، إلى شركة الكهرباء للاحتفال بتحقيق مطلبنا الأوليّ، ومن هناك نعلن عن الخطوة التصعيدية من أجل تحقيق المطلب المتعلق بتوفير الطاقة الكهربائية 24 ساعة".
وأكد بزي، قبل حلول الرابعة فجراً، أن "خلافنا مع الحملات الباقية، يكمن في أنّهم يرفعون مطالب من المستحيل تحقيقها في الوقت الراهن ويريدون أن نكون مع 8 أو 14 آذار، بينما نحن في حملة «طلعت ريحتكم» مستقلّون سياسياً، ونريد حصر مطالبنا، كخطوة أولى، في معالجة أزمة النفايات فوراً، ثم ننتقل إلى المطلب الرقم 2 وبعده المطلب الرقم 3 تدريجياً، لنضمن بقاء ثقة الناس بعقلانية تحركاتنا"، مؤكداً "انني لا أتلقى دعماً مالياً من أي سفارة أجنبية، بل إنني، مالياً، مديون، ثم إذا كان أي أحد يملك دليلاً في شأن ارتباطي بجهة داخلية أو خارجية، فليقدّمه أمام الرأي العام".


Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق