هل يعرف العدو الإسرائيلي مكان مصانع سلاح "حزب الله"؟

2017-07-03 | 18:46
views
مشاهدات عالية
هل يعرف العدو الإسرائيلي مكان مصانع سلاح "حزب الله"؟
سنا السبلاني 
 
نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله إن العدو على علم تام بـ"إنشاء 'حزب الله' مصانع أسلحة تحت الأرض في لبنان بمعرفة إيران"، معتبراً أن هذا "حدث كبير لا يمكن لإسرائيل تجاهله تحت أي ظرف من الظروف، وتل أبيب ستفعل ما يجب القيام به".
 
ماذا يعني أن العدو الإسرائيلي لن يسكت؟ ما الذي سيفعله؟ يقول الخبير العسكري العميد الركن د. هشام جابر إن هناك احتمالين، الأول أن "تنفّذ (العدو) اسرائيل عملية نوعية إذا عرفت مكان هذه الأسلحة، أي ضربة محدودة. والإحتمال الثاني هو تنفيذ عملية عسكرية".
 
بالنّسبة للعملية العسكرية، يضيف جابر في اتّصال مع موقع "الجديد": "اسرائيل ليست إطلاقاً في وضع يسمح لها بفتح جبهة واسعة لا في سوريا ولا في لبنان لأن الجبهتين مترابطتين، وما يخيفها هو ردّة فعل قد تتطور الى حرب هي ليست في وضع يتحمّل تداعياتها". ويشير الى أن "ليبرمان قال منذ أسبوع: نحن لسنا مستعدّين لفتح جبهة لا في الشمال الإسرائيلي (مع لبنان) ولا في الجنوب الإسرائيلي (مع غزة)". وعليه، يعتبر جابر أن "التهديد بالحرب تعوّدنا عليه لأنه حرب نفسية هدفها خلق بلبلة وعدم استقرار وهو يضر بلبنان وبالأوضاع من دون أن يكّلف الإسرائيليين شيئاً"، متابعاً بالقول: "هذا الأمر لا يلتفت إليه المراقبون لكنني كمتخصص في الحرب النفسية أقول إنها توازي في أهمّيتها الحرب الميدانية. والحرب النفسية عادة تنطلق قبل الحرب الميدانية وتستمر معها وبعدها. وممكن أيضاً ألاّ تترافق الحرب النفسية ببحرب ميدانية".
 
أمّا بالنسبة للضربة المحدودة، يسأل جابر: "هل تعلم اسرائيل أين هي هذه المصانع؟"، مضيفاً: "اسرائيل حتى هذه الساعة لا تعرف أماكن الـ100 ألف صاروخ الذين تتحدّث عنهم ولو كانت تعرف مكانهم لكانت تحضّرت لقصفهم قبل ما انطلاقهم".
 
ليبرمان قال أيضاً إن "التفوق العسكري الإسرائيلي على 'حزب الله' اتّسع منذ حرب تموز 2006. وعلى هذه النقطة يعلّق جابر معتبراً أن هذا التصريح "يدخل في إطار الحرب النفسية وهو غير صحيح"، بحسب جابر الذي يشرح أن "'حزب الله' ليس بدولة ولا هو جيش كلاسيكي لنتكلّم عن تفوّق عسكري، فالمقارنة العسكرية قد تكون واردة إذا كانت المواجهة بين جيشين، وإذا كنّا نتكلّم عن حرب كلاسيكية فالمعادلة محسومة لصالح إسرائيل، لكن الحرب مع حزب الله ليست كلاسيكية لأن المقاومة ليست جيشاً وهي تقاتل بطريقة غير كلاسيكية مختلفة تماماً؛ طريقة كر وفرّ".
 
ويضيف: "اسرائيل أصبحت أقوى لكن حزب الله أيضاً أصبح أقوى. فصحيح أن اسرائيل تطوّرت في السنين العشر الماضية بشكل مهم جداً، إنّما بنفس الوقت تعترف هي والمراقبون والقناة العاشرة الاسرائيلية بأن حزب الله ازداد قوة 10 أضعاف عمّا كان عليه في العام 2006"، ويستطرد مشيراً الى أن "ألمانيا وافقت لإسرائيل على 3 غواصات نووية ضربت المعادلة العسكرية في المنطقة كلّها وهو أمر خطير جداً، لكن هذه الغوّاصات لا تهدّد 'حزب الله' بل تهدّد البحرية السورية أو البحرية اللبنانية وتجعل البحر المتوسّط كلّه مستباحاً والقوة فيه لإسرائيل".
 
وفي هذا الخصوص، يشرح جابر أن "حزب الله متفوق على اسرائيل بمسألتين مهمتين لا تستطيع الأخيرة تبديلهما ولا تغيير المعادلة"، هما على حد قوله:
 
"أولاً: اسرائيل غير قادرة على ردّ 100 ألف صاروخ يمكن أن ينهمروا عليها لأن الصواريخ المضادة للصواريخ من باتريوت الى 'حيتس 1' و'حيتس 2' و'حيتس 3' لا تستطيع حتى هذه الساعة أن تتصدى لأكثر من 30% من الصواريخ اللي بتنزل عليها من حزب الله، أي أنه من أصل 100 صاروخ، سيسقط 70 صاروخاً وهذا الأمر يقوله الخبراء الاسرائيليون.
 
ثانياً: عندما حاربت اسرائيل 'حزب الله' في حرب تموز 2006، حصل قتال متقارب (close combat) واقترب الحزب مسافة 50 متر أو أقلّ من الجنود الإسرائيليين، فتعطّل الطيران والمدفعية الإسرائيلي. 
 
حتى لو كان لدى اسرائيل أهم سلاح الطيران في العالم، فهي لن تتمكن من استعماله عندما تقترب من العدو مسافة 50 متر أو أقل، لأن سلاح المدفعية وسلاح الطيران عندها سيُصاب بالشلل. وهذا ما حدث عندما حاربت 'حزب الله' في حرب تموز 2006 وحصل قتال متقارب (close combat) فتعطّل الطيران والمدفعية الإسرائيلي."
 
وردًّا على سؤال عمّا إذا كان لإنشاء مصانع أسلحة لـ"حزب الله" في لبنان علاقة بما يجري في سوريا، يقول جابر: "حزب الله ما زالت تصله أسلحة وهو ليس بحاجة الى تصنيعها، لكن إذا صحّ الحديث عن مصانع الأسلحة في لبنان، فهذا يزيد من قوة الحزب وهو تخطيط ونظرة مستقبلية تأخذ في الإعتبار ماذا ستؤول إليه الأوضاع في سوريا ومن سيسيطر على الحدود السورية اللبنانية والحدود السورية العراقية، وبذلك يكون الحزب أمّن إستقلالاً ذاتياً في حال قُطعت الطريق عليه".
 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق