باسيل: النظام الذي يفرّط بنا مستعدون لفرطه

2015-07-07 | 00:36
باسيل: النظام الذي يفرّط بنا مستعدون لفرطه

قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان "النظام الذي يفرّط بنا مستعدون لفرطه لأنهم لا يطبّقونه ولا يقبلوننا فيه"، مضيفاً: "عندما تضعني بين خيارين سأختار ما يبقيني حياً. وإذا أرادوا حشرنا للاختيار بين دورنا ووجودنا وكرامتنا وبين الفيدرالية سنكون معها بالطبع".
وتابع باسيل في حديث لصحيفة "الاخبار" "اننا ذاهبون الى ما يبقينا في الدولة. سوء التصرف وصل الى مستوى بتنا نشعر معه بأننا، كمسيحيين غير مرغوب فينا إلا إذا كنا مطواعين كما في مرحلة التسعينيات حتى 2005، وإلا فإن البلد يمشي من دوننا. هذا هو مستوى المواجهة حالياً".
واذ لفت وزيرا لخارجية الى ان المسألة تتعدى إغلاق طريق أو تظاهرة أو اعتصام اشار الى ان الأمر لن يقتصر على حركة واحدة أو ميدان واحد أو قطاع واحد، موضحاً: "منذ عشر سنوات، نعمل على مشاريع وقوانين تتعرض للعرقلة والإبطاء في مجلس الوزراء وغيره. اليوم سيرون شيئاً جديداً والأمور ستذهب في منحى آخر".
واشار الى ان موضوع إسقاط الحكومة من داخل أو خارج، واحد من الخيارات، لكنه لا يكاد يشكل شيئاً يذكر أمام مروحة الخيارات الموجودة، وقال: " الحراك الذي نحن في صدده ليس تقليدياً بمعنى أنه تظاهرة أو اعتصام أو ما شابه. نحن في صدد الدخول في كل بنية الدولة ومؤسساتها وماليتها وكل ما تحويه لإعادة النظر فيه".
ورأى ان الآخرون ينفّذون عصياناً، وقال :"مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، مثلاً، الوحيدة التي تتقاضى الرسوم وهناك فائض تصرفه على مشاريع المياه. مؤسسات البقاع والشمال والجنوب مفلسة غيرنا لا يدفع".
وشدد باسيل على ان الموضوع لم يعد موضوع قيادة جيش ورئاسة جمهورية، بل يتعلق بصلاحيات الرئيس وقانون المناصفة واستعادة الجنسية وتطبيق اللامركزية الإدارية والمالية. 
وقال: "هذا اليوم أهم من أن يكون الجنرال عون رئيساً للجمهورية. يبدو واضحاً أكثر فأكثر أنهم لا يريدون انتخاب رئيس، وهذا يؤكد ما قدّره البطريرك بشارة الراعي في إحدى الفترات بأنه لو اتفق المسيحيون على رئيس لن يوافق الطرف الآخر". واضاف: "في غياب الرئيس، يسعون إلى القضاء على ما تبقى من صلاحياته واختزال رئاستي الجمهورية والحكومة في شخص رئيس الوزراء ليكون الآمر الناهي. هذا أمر لا يمكن القبول به وهو مسألة حياة أو موت بالنسبة إلينا. رئيس الحكومة هو رئيس حكومة، ونحن الوزراء وكلاء عن رئيس الجمهورية، وعليه احترام هذه المعادلة. أنا سأتصرف في مجلس الوزراء كأنني رئيس جمهورية ولن أسمح لأحد بالانتقاص من صلاحيتي".
وتابع: "نحن لم نوقّت شيئاً. لسنا من اختار الإقدام على مخالفات قانونية ودستورية في موضوع قيادتي الجيش والأمن الداخلي، ولسنا من انقلب على الاتفاق بيننا وبين المستقبل على هذين الموضوعين، ولسنا من وقّت مخالفة مجلس الوزراء للآلية التي اتفقنا على العمل وفقها منذ أكثر من عام، ولسنا من قرّر مخالفة الدستور وسرقة صلاحيات رئيس الجمهورية".
وراى باسيل ان تيار "المستقبل" يريد أخذ البلد الى تحديد قواعد جديدة للعبة، وقال "إما أنه يفعل ذلك بقرار أو أن هناك من يأخذه الى ذلك من دون أن يدري".
واعتبر ان من أخذ المنطقة الى كل هذه التغييرات على أساس "ربيعي" وشجّعها وطبّل لها، قد يكون هو نفسه من يأخذ تيار المستقبل اليوم في هذا الاتجاه، مع التأكيد له أن قواعد اللعبة لا يمكن أن تتغير. 
واذ شدد باسيل على ان اختزال رئاستي الجمهورية والحكومة في شخص رئيس الوزراء "مسألة حياة أو موت بالنسبة الينا"، محذراً من أن "تيار المستقبل يريد أخذ البلد الى قواعد جديدة للعبة وهناك من يدفشه الى هذا الخطأ المميت".
وقال: "الجنرال ابن الدولة وليس ابن النظام. النظام الذي يفرّط بنا مستعدون لفرطه لأنهم لا يطبّقونه ولا يقبلوننا فيه".
وشدد وزير الخارجية على ان المعركة ليست معركة التيار الوطني الحر وحده، بل معركة كل المسيحيين حول وجودهم وحقوقهم ودورهم وكرامتهم. "الجميع تعلّموا من تجربة 1989 و1990 وحتى حكومات ما بعد 2005، أننا عندما ننتصر ينتصر الناس معنا، وعندما نُهزم يُهزمون. الناس تعلمت ولن تكرر الخطأ".
واذ شدد باسيل على ان دستور الطائف لم يترك لرئيس الجمهورية إلا حضور مجلس الوزراء وترؤسه، قال: " صلاحية الرئيس في الدستور ليست فقط أن يطّلع على جدول الأعمال، وإلا ما الذي يميّزه عن أي مواطن يمكنه أن يطّلع على الجدول أيضاً. إذا كانت هذه هي الصلاحيات كما يرونها، فهذا يعني أن البلد مكفّي بلا رئيس ومن يعترض في الحكومة يمكنه الخروج منها".
وفي رده على مسالة طرح الفدرالية قال باسيل ان الخيارات كثيرة جداً منها الفيدرالية، وتابع:" الفيدرالية، كما في سويسرا وأميركا والإمارات، ليست تقسيماً. على أي حال، إذا أرادوا حشرنا للاختيار بين دورنا ووجودنا وكرامتنا وبين الفيدرالية فسنكون معها بالطبع، عندما تضعني بين خيارين سأختار ما يبقيني حياً."
ورأى باسيل ان هناك سوء تقدير لأهمية الدور المسيحي في لبنان، وقال: "هذا يأخذ البلد الى انفجار أكبر طابعه ليس فقط سنياً ــــ شيعياً، بل أيضاً مسيحي ــــ إسلامي. هناك سوء تقدير كبير للضرر الذي سيلحق بالجميع".
ولفت باسيل الى ان حزب الله كان مصراً عندما شغر موقع الرئاسة، على توقيع الوزراء الـ 24 على المراسيم في الحكومة، وقال:"الحزب اليوم يدافع عن كل لبنان في المعركة ضد الإرهاب ويقدم الدماء، وهو بالتالي لديه انشغالاته الأخرى. نأخذ ذلك في الاعتبار جيداً، ولكن فيما هو يدافع عن اللبنانيين جميعاً ضد قاطعي الرؤوس، هناك من يريد قطع رأسنا في السياسة".
وعن العلاقة مع تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري اشار باسيل الى ان المتضرر الأول من كل ما يجري هم آل الحريري، واضاف ان "التطرف في البلد يضرّ بهم، وكذلك المسّ بالنظام واللااستقرار وغياب الشراكة الكاملة مع المسيحيين الممثلين فعلياً، والأهم أن ما يحصل في المنطقة، سواء من الصراعات أو من تفاهمات سياسية مقبلة، سيضرّ بهم أيضاً. مصلحتهم الوحيدة في التفاهم معنا ومع غيرنا".


Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق