ارهابيون من "عين الحلوة" ينتقلون الى تركيا ... هدفهم الحقيقي أوروبا

2018-06-08 | 01:21
ارهابيون من "عين الحلوة" ينتقلون الى تركيا ... هدفهم الحقيقي أوروبا
 
رُصِد على مدى الأشهر الماضية خروج مجموعة مطلوبين من مخيم عين الحلوة، تباعاً، عبر سكك التهريب التي تمرّ بقرى الشمال اللبناني، باتجاه الداخل السوري قبل أن يظهر اثنان منهم في ألمانيا، بحسب ما اشارت صحيفة "الاخبار" في مقال للكاتب رضوان مرتضى.
وفي هذا السياق لفت مرتضى في مقاله الى ان أبناء الشيخ أحمد الأسير يتحضرون للانتقال إلى ألمانيا. فالمطلوبون الثلاثة عمر ومحمد وعبدالرحمن الذين شاركوا في معارك عبرا ثم تواروا في حي حطين في مخيم عين الحلوة خلال الفترة الماضية، عَبَروا مع العابرين إلى إدلب عبر سكك التهريب.
واشار الكاتب الى ان  قِبلتهم الأولى كانت تركيا حيث هم اليوم. قبل هؤلاء، وصل إلى تركيا في بداية العام الحالي، وتحديداً في شهر كانون الثاني، المطلوب أمجد الأسير، شقيق الشيخ الأسير، يرافقه المطلوبون الشيخ أحمد الحريري وفادي البيروتي وفراس الدنا.
الى ذلك ترددت معلومات أنّ كل مطلوب من هؤلاء دفع مبلغاً مالياً كبيراً مقابل تهريبه، فاق العشرة آلاف دولار للشخص الواحد. كذلك رصدت الأجهزة الأمنية خلال الأشهر الماضية خروج عشرات المطلوبين بملفات الإرهاب من مخيم عين الحلوة باتجاه إدلب.
وكشفت المعلومات أنّ سكك التهريب تتعدد، مشيرة إلى أنّ إحداها عبر مرفأ صغير على شاطئ البحر شمالاً والثانية تمر عبر وادي خالد باتجاه الأراضي السورية، وصولاً إلى إدلب، المحطة الأساسية قبل الدخول إلى تركيا. ومن هؤلاء، الفلسطيني صالح محمد الموعد والفلسطيني خالد السالم واللبناني عبدالرحمن علي حيدر. كذلك رصدت الأجهزة الأمنية أخيراً خروج "المسؤول العسكري" لدى الأسير شاهين سليمان الذي تولى تدريب المجموعات وعمد إلى تشكيل الخلايا النائمة عقب معارك عبرا (2013) لتنفيذ عمليات أمنية انتقامية.
واشار كاتب المقال الى ان سليمان عمد إلى إرسال صورة عبر الواتساب إلى أحد أقربائه يظهر فيها مرتدياً سترة عليها العلم التركي، يُبلغه فيها أنّه بات في الأراضي التركية، غير أنّه جرى تداول هذه الصورة لاحقاً مع معلومات غير مؤكدة تفيد بأنّ سليمان هذا بات في قبضة الأمن التركي. أما أبرز القياديين في صفوف جماعة الشيخ الأسير والذي لم يُغادر مخيم عين الحلوة بعد، فهو معتصم قدّورة، الموظّف السابق في وزارة المالية الذي تقول الأجهزة الأمنية أنّه انضم إلى كتائب عبدالله عزام.
الى ذلك كشفت المعلومات أنّ معظم المطلوبين الذين يدفعون مبالغ مالية كبيرة لنقلهم إلى تركيا، هدفهم الحقيقي أوروبا. إذ إنّ هؤلاء يرون في أوروبا واللجوء الذي يحصلون عليه هناك، حبل نجاة. وبالنسبة إليهم، تركيا تُعدّ البوابة التي سيخرجون عبرها إلى الدول الأوروبية.
 وفي هذا السياق، كشفت المصادر الأمنية أنّ المطلوب صالح أبو السعيد تمكّن من الوصول إلى ألمانيا. أبو السعيد الذي كان يقطن في حي الطوارئ في عين الحلوة وهو أحد أفراد تنظيم "جُند الشام" ترك عائلته قبل أشهر لينجح في الوصول إلى ألمانيا. كذلك الأمر مع المطلوب نعيم النعيم، وهو أحد أفراد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقد وصل إلى ألمانيا أيضاً.
وكشفت المصادر أنّ بعض المطلوبين تمكنوا من العبور إلى اليونان تمهيداً للانتقال منها إلى بلدان أوروبية أخرى. وفي خضم هجرة المطلوبين، كانت لافتة عودة اثنين من أبرز المطلوبين إلى المخيم من سوريا: بلال بدر ومحمد العارفي. الأخير هو أحد الوجوه البارزة في تنظيم "جبهة النصرة" كان يدرّب عناصرها في إدلب السورية.
كما كشفت المعلومات أنّ الاثنين غادرا إلى إدلب قبل أشهر، لكنهما عادا منذ أسابيع قليلة إلى عين الحلوة. واشارت مصادر أمنية إلى أن بدر عاد مع اثنين من أفراد مجموعته، علماً أنّه كان قد توارى عن الأنظار على خلفية المعركة الأخيرة في عين الحلوة، بين مجموعته وحركة "فتح".
وبحسب الكاتب فان أبرز ما تتوقف أمامه المصادر الأمنية معلومات تتحدث عن نوعين من المهاجرين. النوع الأوّل الذي يريد الخروج من جحيم المخيم للبحث عن حياة أفضل. أما الثاني، وهو الأخطر، فذلك الذي يحمل مشروعاً جهادياً يُريد استكماله في أوروبا، لا سيما الأفراد الذين يرتبطون فكرياً وتنظيمياً بكل من تنظيمي "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" أو معظم الذين يدورون في فلك تنظيم القاعدة والجهاد العالمي. وبحسب المصادر، فإنّ معظم الذين تركوا المخيم رافضين تسليم أنفسهم لاستخبارات الجيش، أُدينوا بقضايا إرهاب ويرتبطون تنظيمياً بالتنظيمات المتشددة.
وعلى رغم أنّ المبالغ المالية التي تُدفع لتهريب المطلوبين تُعدّ مؤشراً تتوقف أمامه الأجهزة الأمنية، ملمحة إلى مشروعٍ مرتقب يُعمل عليه، إلا أنّ مغادرة هؤلاء المطلوبين مخيم عين الحلوة يُعدّ مكسباً كبيراً لأكثر من جهة. المستفيد الأول أهالي مخيم عين الحلوة والدولة اللبنانية. المستفيد الثاني تيار المستقبل الذي يتخلّص بمغادرتهم من عبء التفاوض لكي يشملهم العفو العام الذي يُعمَل عليه. حزب الله الذي يرتاح بمغادرتهم من عدو محتمل يتربّص به. والدولة الإسلامية وجبهة النصرة التي تستفيد منهم كخلايا نائمة أيضاً.
 
 
ارهابيون من "عين الحلوة" ينتقلون الى تركيا ... هدفهم الحقيقي أوروبا
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق