"الجوعان" خضر سلامة: "الأنا" الإفتراضية أطاحت بالحراك!

2016-04-11 | 13:00
views
مشاهدات عالية
"الجوعان" خضر سلامة: "الأنا" الإفتراضية أطاحت بالحراك!
- رزان شرف الدين -   

 

"مواطن جوعان" قد يكون خضر سلامة أو أي مواطن آخر يعيش صراع الجوع والكفر في هذا البلد، والجوع بالطبع يأتي "نتيجة لنظام اقتصادي مشرّع على رأس المال والعائلات الصغيرة الحاكمة لأغلبية".. من هنا كانت مدوّنة "جوعان" للناشط والمدوّن اللبناني خضر سلامة والتي "تدّعي"، على حد تعبيره، "الاصطفاف دائماً إلى جانب من هم تحت"، مستشهداً بمقولة رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي.
 
يعود نشاط سلامة على الانترنت إلى عام 2005 ولكن انطلاقته الفعلية كانت في آواخر عام 2009 عندما أطلق مدونته "جوعان"، والتي يرى اليوم أنها قامت بواجبها خلال المرحلة العمرية التي عاشتها، وحان الوقت للانتقال نحو مرحلة أخرى من التدوين، لم يحدد معالمها بعد، ولكن الاتجاه سيذهب أكثر نحو التدوين المرئي لمواكبة الجمهور.
 
"أنتمي إلى نظرية العمل على الأرض أفضل"
 
يولي سلامة الجمهور اهتمامه الأكبر، يحاول أن يبني توزاناً بين العالم الافتراضي والواقع، يبتعد قدر المستطاع عن هالة "الأنا" التي تصنعها السوشيال الميديا، وهنا يؤكد انّ "نجاح المدوّن أو الناشط يعتمد على الصياغة التي يقدّم فيه آراءه، شكل التقديم، أسلوبه في مخاطبة الناس ونوع الجمهور المُستهدف، بالاضافة الى شبكة العلاقات الحقيقية لدى الناشط".
 
يتابع: "أنا مواطن لبناني أهتم بالشأن العام ولدي رأي معيّن أعبّر عنه.. لا أطرح نفسي كشخصية عامة أو قائد رأي أو صانع قرار، كما يحب بعض النشطاء أن يصفوا أنفسهم، بل نحن مقدّمي آراء، لا يمكن لأحد أن يراهن على السوشيال الميديا لبناء تغيير حقيقي، فالتدوين على السوشيال ميديا يجب أن يتم بالتوازي مع نشاط على أرض الواقع مدعمّاً بالعلاقات الشخصية الحقيقية قبل الافتراضية".
وعلى عكس ما يبدو لمعظم متابعيه على مواقع التواصل الإجتماعي، يؤكد سلامة أنّه من أصحاب نظرية العمل على الأرض، الأكثر تأثيراً من العالم الافتراضي الذي يغرق فيه معظم المدونين اللبنانيين والعرب.
 
أول مدوّن لبناني يُستدعى للتحقيق .. 
 
عُرف خضر سلامة بآرائه الحادّة الثائرة على النظام والسلطة الحاكمة، وانتقاده اللاذع أحياناً، فكانت أولى الاستدعاءات للتحقيق مع مدوّن لبناني من نصيبه عام 2010، على خلفية انتقاد رئيس الجمهورية  ميشال سليمان، عندما كتب "سلسلة جمهورية الفساد"، والتي تطرق فيها إلى الرئاسات الثلاث (الجمهورية والنيابة والحكومة)، ومن ثم جرت العادة أن يُستدعى في كل مرّة ينتقد فيها الحكومة. 
ثأره مع القوى الأمنية، على حد تعبيره، هو ما دفعه إلى النزول للمشاركة "كمواطن" في "التحركات الاحتجاجية".
 
"العالم الافتراضي لا يعوّل  عليه للتغيير"
 
ويقول: " شاركت "كمواطن" في اليوم الذي بدأ فيه العنف مع القوى الأمنية، لم أكن متحمساً، على الرغم من أني كنت أدعو الناس الى النزول ولكن إلى رياض الصلح وليس الى ساحة الشهداء، لأني كنت أعرف مسبقاً أنهم سيصلون إلى طريق مسدود.. كوني أعرف جيداً الأشخاص الذين بادروا وأعرف الدوامة التي يدورون فيها، بالإضافة إلى افتقار التحركات إلى مطالب موحدة.. وبالفعل أصابت توقعاتي بأن انتهى الحراك إلى مشاكل شخصية وشتم القيمين عليه بعضهم البعض".
 
 ويستطرد سلامة هنا بالقول: "لا بد من الانتباه إلى أن السوشيال الميديا تعمل أساساً على تعزيز "الأنا"، وهذا ما حصل في التحركات الاحتجاجية التي أدّت إلى خلافات شخصية ظهرت برفض التنظيم الجماعي، والإنجرار إلى العمل الفردي والفردوية المطلقة، في حين يكمن نجاح الناشط والمدوّن في اللحظة التي يكتشف فيها الفرد زيف هذا الغرور الذي تصنعه السوشيال ميديا". 
بواقعية مفرطة يعترف سلامة بأن كثرة المتابعين على صفحات الفايسبوك مثلا، لا يمكن البناء عليها للتغيير فعملية "الإعجاب"(LIKE) أو المتابعة (FOLLOW) ما هي إلا ّعملية آنية ولا يمكن أن يعوّل عليها. 
 
"مواقفي تتغيّر ومبادئي ثابتة" 
 
خضر سلامة اليوم ليس كما كان في الأمس، فهو في عملية تغيير دائمة لمواقفه، "لكن مبادئي لا تتغير".
درس سلامة علم الاجتماع في فرنسا ويعمل حالياً في شركة للانتاج في لبنان. تأثّره بناجي العلي يبدو جليّاً حتّى في عمله، فقد أنتج العام الماضي مسلسلاً كرتونياً بعنوان "حنظلة" يضم جميع أعمال العلي، وفي الوقت الحاضر في صدد التحضير لعمل يحيي من خلالها شخصية الشاعر السوري الراحل محمد الماغوط.
 
وفي السياق، يقول سلامة: "أحاول أن يبقى عملي المهني قريباً من أفكاري ومبادئي، ودائماً أقوم بتوجيه عملي لخدمة القضية التي أؤمن بها". 
تضم صفحة خضر سلامة الشخصية على الفيسبوك نحو ثمانية عشر ألف متابع، في حين يتابع نحو ستة عشر ألفأً مدوّنة "جوعان". 
 
صفحة خضر سلامة على "فيسبوك": 
https://www.facebook.com/khodors?fref=ts
صفحة مدونة "جوعان" على "فيسبوك": 
https://www.facebook.com/Jou3an/?fref=ts 
 
 
 
"الجوعان" خضر سلامة: "الأنا" الإفتراضية أطاحت بالحراك!
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق