بعد أسبوع من تلاوته بيان الاستقالة من السعودية، أطلّ رئيس الحكومة سعد الحريري مساء اليوم في مقابلة تلفزيونية مع الزميلة بولا يعقوبيان، أكدّ فيها أنه عائد إلى لبنان لتثبيت استقالته، ومن ثم يبدأ المشاروات والحوار مع الرئيس ميشال عون حول كيفية استكمال التسوية، مؤكداً أنه في حال عودته عن الاستقالة يجب احترام اتفاق "النأي بالنفس" عن صراعات المنطقة.
وأكد الحريري خلال اللقاء من منزله في الرياض أنه سيعود إلى لبنان "قريباً جداً"، ويقدم استقالته بالطريقة الدستورية، مشيراً إلى أن الاستقالة كانت لمصلحة لبنان واللبنانيين.
وقال رئيس الحكومة إنه كتب بيان الاستقالة بنفسه لأنه أراد "القيام بصدمة إيجابية"، وهو حر في السعودية ويستطيع السفر متى يشاء.
وكشف الحريري عن تهديد أمني على حياته، مؤكداً حقه بالحفاظ على عائلته، وأن كل ما قام به خلال عامين كان على حساب مصلحته الشخصية.
وبين الحريري أنه وصل لمعطيات اتخذ على أساسها قراراً بإنقاذ البلد، للحفاظ على لبنان، وأنه لم يقدم استقالته للابتزاز.
وأضاف أن بيان الإستقالة يختلف عن حواره التلفزيوني اليوم لأنه تمعن بالبيان لتشكيل "صدمة" لمصلحة لبنان، مؤكداً أنه لم يتنازل عن "النأي بالنفس"، كما توجه بالشكر لمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان "الذي يقول دائماً كلمة الحق"، واعداً بزيارته عند العودة إلى لبنان.
وأكد رئيس الحكومة أنه لن يسمح بشن حرب لحسابات إقليمية على لبنان، ولن يسمح بوضع لبنان في محور ضد "الأخوة العرب"، مشيراً إلى أن ما يحصل اقليمياً خطر على لبنان ويعرضه لعقوبات اقتصادية لا مصلحة له بها.
وأوضح الحريري أن "إسرائيل" كانت عدو دائماً، والسعودية أكثر من ساعدت لبنان بعد الاعتداءات الاسرائيلية حسب وصفه، وهي تحب بيروت ولكنها لن تحبها أكثر من الرياض.
الحريري قال إنه ليس ضد حزب الله كحزب سياسي ولكنه ضد أن يتسبب بخراب لبنان، وأنه يرفض أن يحاول فريق في لبنان ضرب استقرار الخليج من خلال لعبه دور خارجي من خلال وجوده باليمن، كما أوضح الحريري أنه ضد الانجرار لعلاقات مع "النظام السوري"، مشيراً إلى أنه مهدد دائماً من قبل "هذا النظام".
وحول ما حدث في السعودية تزامناً مع الاستقالة قال الحريري إنها "مجرد صدفة"، مؤكداً أن "حملة مكافحة الفساد" شأن داخلي سعودي.
وبخصوص اتهامه بالتدخل في الشأن السوري، قال الحريري إن ذلك الاتهام وسام يضعه على صدره، مشيراً إلى أن ذهابه إلى الإمارات بطائرة ملكية سعودية هو مسألة عادية والزيارة كانت لشرح موقف لبنان وكان اللقاء مميزاً حسب تعبيره.
وتساءل الحريري "هناك في الخليج نحو 400 ألف لبناني، إذا وضعنا أنفسنا في محاور ماذا سيحل باللبنانيين؟!.
وختم: "أكيد سوف تحصل الانتخابات وسعد الحريري لكم وأتطلع لمصلحة لبنان، وهذه الصدمة كانت لإيقاظ الوعي وأن نضع النقاط على الحروف، وأيام وأعود إلى لبنان".