وجه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين، بمناسبة شهر رمضان المبارك، وقد اشار في رسالته الى اننا "ونحن خارجون من انتخابات نيابية، زادت من النزاعات بين الناس، وأنتجت حالات من القطيعة والمماحكات التي لا ينبغي أن تبقى، لأنها تثير الأحقاد، وتحبط إمكانات التعاون، واستعادة المودة بين الناس. لقد نجح من نجح، وعلى الجميع التوجه للخدمة الوطنية، ولتشكيل حكومة قادرة على أداء الخدمات للمواطنين، وإنفاذ المشروع النهضوي الإصلاحي، الذي على أساسه انعقدت المؤتمرات الدولية لمساعدة لبنان."
وتابع دريان متوجهاً الى اللبنانيين، "إن وطننا لبنان، لا يحكم إلا بالتوافق والتعاون. ومهما اختلفت الرؤى السياسية، فإن مستقبل لبنان الواعد، هو ما يجب النظر إليه، والعمل له، ولا يمكن مطلقا أن يساس لبنان بمنطق الرابح والخاسر، ففي النهاية، لا يربح إلا لبنان، ولا ينتصر إلا لبنان، وبربحه يربح اللبنانيون كل اللبنانيين.. وبخسارته، يكون مآل كل اللبنانيين، إلى الخسران المبين."
ودعا دريان القوى السياسية جميعا، إلى التعالي وتغليب المصلحة الوطنية على ما دونها، في ظل الوضع الإقليمي والدولي المتأزم . ولبنان يستحق منا جميعا التنازلات المتبادلة، لبناء الدولة على أسس متينة، لا تشوبها شائبة، فلبنان لا يستطيع أن يتحمل تداعيات التجاذبات الإقليمية والدولية التي بدأت تظهر في أكثر من بلد في شرقنا العربي والإسلامي.
واضاف مفتي الجمهورية: "ونحن من موقعنا الديني، نأمل من المواقع الدينية الأخرى، أن تتلاقى وتدعم مسيرة نهوض الدولة ومؤسساتها، التي هي بحاجة إلى المزيد من المنعة والقوة، على قاعدة: يد الله مع الجماعة."
وتطرق دريان في رسالته الى الوضع الفلسطيني مشيرا الى ان الاماكن المقدسة فيها تتعرض بعد الاحتلال والاغتصاب لتغيير الهوية، وفقد المعنى، "وها هم الصهاينة، يريدون جعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاشم."
وتابع ان "الواجب هو التضامن مع فلسطين وشعبها العربي، ومع القدس وأهلها، والمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وصحيح أن القدس ومساجدها وكنائسها هي حق للعرب لا شك فيه. لكن حتى الحق لا بد من أن يتجدد استحقاقه بالنضال، وبعدم التسليم. ينبغي أن يظل واضحا، أننا لن نقبل استعمار القدس، ولا استعمار فلسطين، أيا تكن وسائل القهر والإرغام."