هند الملاح
مطلع شهر ايلول الفائت انتشر خبر عن نية الأجهزة الامنية اللبنانية بناء جدار يحيط بمخيم عين الحلوة في صيدا يفصله عن المدينة. المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم نفى ذلك يومها، والقيادات الفلسطينية أكدت بدورها في تصريحات لـ “وكالة القدس للأنباء”، عدم تبلغها بوجود خطة لبناء جدار حول مخيم عين الحلوة، معتبرة أن "ما يطرح على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف هو مجرد شائعات وأقاويل هدفها هدم جسور الثقة بين الجانب الفلسطيني واللبناني، وزعزعة أمن واستقرار المخيم والجوار"، إلا ان منشوراً لأحد الشبّان يظهر بدء عملية بناء الجدار انتشر اليوم ليؤكد الموضوع. الشاب لفت ان هذا الجدار "على نمط جدار الفصل العنصري في فلسطين"، مشيرا الى ان "كُل البطولات التي أثمرت بهذه المدينة الممزوجة بدماء الفلسطينيين واللبنانيين هي الآن رهينة بيد العُنصرية.. نصدق القول الآن بأننا أصبحنا اليهود الجُدد وننتظِر المحرقة".
الدولة اللبنانية ابلغت الفصائل الفلسطينية ان هذه الخطوة اتت حفاظا على أمن المخيم وأمن المنطقة المجاورة له، يقول قائد القوى الأمنية المشتركة اللواء صبحي أبو عرب في اتصال مع موقع "الجديد"، لافتا الى ان هذه الخطوة لا تؤثر عليهم.
يشير ابو عرب الى ان التنسيق بين الفصائل الفلسطينية والدولة اللبنانية حول هذا الجدار قائم "وعندما شعرنا بانزعاج من برجين من الابراج التي يجري بناءها طلبنا تغيير موقعيهما وحصل ذلك بكل تعاون".
ابراج المراقبة تبنى في محيط المخيم لناحية البساتين التي تليها الطريق المؤدية الى الجنوب وبين البرج والبرج يتم بناء سور عليه اسلاك شائكة، إلا ان سبل الدخول والخروج من والى المخيم ستبقى متاحة عبر الحواجز.
أبو عرب لا يرى في الأمر عنصرية كما يصفها رواد مواقع التواصل الإجتماعي رافضاً تسميته بجدار الفصل العنصري او جدار العزل، "هذه ارض لبنانية في النهاية ولهم حرية التصرف بها ولا تأثير لذلك على المخيم فنحن كشفنا على مكان انشاء الجدار وابدينا ملاحظاتنا".
الدولة اللبنانية كانت تحضر لهذا المشروع منذ عشرة اعوام ، يكشف ابو عرب، إلا انه كان يؤجل دائماً.