اسباب نشأة العنصرية اللبنانية ضد السوريين...

2017-07-20 | 13:16
views
مشاهدات عالية
اسباب نشأة العنصرية اللبنانية ضد السوريين...

هند الملاح
شهدنا في الآونة الاخيرة عددا من الممارسات العنصرية تجاه بعض النازحين السوريين، منها ما تجسد بتحديد ساعات تجوّلهم في المناطق، ومنها ما تطور ليصل الى حد الاعتداء عليهم ضربا ونشر فيديوهات توثق اهانتهم خلال عمليات الضرب.
يعرّف الدكتور في علم النفس الاجتماعي وفيق ابراهيم العنصرية على انها "سياسة تقوم على اختلاق اسباب معينة للاستعلاء على مجموعة من الاشخاص، اسبابها العميقة دائما ما تكون اقتصادية اي ان هناك فئات من جماعات ما تجد جماعات اخرى تسيء اليها اقتصاديا فتحاربها في البداية اقتصاديا لتتحول بعدها الى المستوى المعيشي الاجتماعي".
ويعود ابراهيم في حديث لموقع "الجديد"، بالعلاقات اللبنانية السورية الى اربعينيات القرن الماضي "عندما تمكنت بعض الاطراف السياسية المارونية في لبنان بالتعاون مع السلطات الفرنسية من سحب لبنان من سوريا. يومها بدأوا بالكلام الطبقي معتبرين ان السوريين ليسوا متحضرين ولا متعلمين وانهم هم وحدهم اصحاب الحضارة، كما زوروا التاريخ. هذه المجموعة بدأت تروج لثقافة عنصرية وهي ثقافة الاستعلاء على العرب ليبرروا تقسيم لبنان فأسسوا لعنصرية لا تزال سارية حتى يومنا هذا".
الزحف السوري الكبير الى لبنان الذي فاق معدلات الاحتمال لدى اللبنانيين، وفق ابراهيم، قد يكون السبب الابرز للممارسات العنصرية "فأساس العنصرية لدى اللبنانيين هو ان السوري دائما بالنسبة له هو العامل والمزارع وفقير الحال مع العلم ان هناك طبقات في سوريا اصبحت اغنى من اللبنانيين بكثير لكن هناك نظرة تاريخية اسسها كتاب تاريخ لبناني مزور على ان السوري هو صاحب البؤس".
يخاف بعض المسيحيين، بحسب ابراهيم "من ان يؤدي استقرار هذا الكم الكبير من السوريين في لبنان، الى اخلال بالتوازنات اللبنانية الداخلية، فبدأ اعتراضهم بموقف سياسي اقتصادي وانتقل الى سبل العيش".
ويرى ابراهيم في "الخطاب السياسي اللبناني الذي يروّج منذ فترة بأن اليد العاملة السورية هي سبب البطالة في لبنان وان النزوح السوري هو سبب مشكلة الكهرباء والمياه والاخلال بالامن، هذه الخطابات هيأت بيئة للاعتداءات على السوريين. فهم أخذوا يروجون لهذه المقولة، ليغطوا على عجز الدولة عن بناء شبكات للكهرباء او المياه صالحة وعلى سرقة اموال الدولة عندها وجدوا ان السوري هو الافضل لاستهدافه نتيجة فكرة مسبقة. القوى السياسية اللبنانية لم تقم بعملها فانتجت موقفا عنصريا لتهرب من مسؤولياتها ومن سرقة المال العام".
من غير المستبعد ان تولّد هذه التصرفات العنصرية عمليات قتل تستهدف النازحين، يقول ابراهيم، الا انه يجد ان" القوى المتحالفة مع النظام السوري لن تسمح بوصول الموقف الى هذه الدرجة، اي قوى المقاومة التي ستسعى الى ضبط الامر لمنع استغلاله من قبل قوى ارهابية من جهة وردع من يحاول الاعتداء وتكرار ما حصل في الدكوانة مؤخرا من جهة اخرى".
ومن نافل القول ان هناك عنصرية سورية ضد اللبنانيين تختلف ظروف نشأتها واسبابها عن تلك التي عالجناها في السطور اعلاه، وهي تحتاج الى مبحث اخر ذي صلة.


Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق