أحيا الأرمن اليوم الذكرى المئوية للإبادة الجماعية بمسيرة انطلقت من أنطلياس إلى ملعب بلدية برج حمود رُفعت خلالها الأعلام الأرمينية ولافتات كُتب عليها: "نريد العدالة"، "لن ننسى أبداً الإبادة الأرمنية"، و"الإبادة الأرمنية.. لن ننسى ولن ننسامح".
واختتمت المسيرة بمهرجان خطابي أُقيم في ملعب بلدية برج حمود للأحزاب الأرمنية الثلاثة.
وخلال الاحتفال، طالب الأمين العام لحزب الطاشناق النائب آغوب بقرادونيان في كلمة السلطات التركية بـ"الاعتراف بمسؤوليتها عن الإبادة الأرمنية وتعويض الخسائر البشرية والمعنوية والاقتصادية"، مؤكداً أنّ "على دول العالم وعلى رأسها أميركا وتركيا، الوارث الشرعي للسلطنة العثمانية، مسؤولية كبيرة لاعادة إنعاش الذاكرة والمصالحة مع ماضيها وحاضرها".
كما طالب الدول العربية "بالاعتراف بمسؤولية تركيا عن الإبادة، فالشعوب العربية عاشت الظلم والقهر 4 قرون من الاحتلال وقتل المسيحيين والمسلمين في لبنان وسوريا والعراق والمجاعة المفروضة على جبل لبنان، ومشانق 6 أيار تجعل من قضية الإبادة عربية أرمنية واحدة، أقوى من المصالح الاقتصادية والتسويات مع دولة قامت على أشلاء الشهداء الأبطال وأبقت على تحالفاتها مع العدو الإسرائيلي".
وأضاف: "كلفني رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم رئاسة المجلس النيابي الإشارة إلى أن رئاسة المجلس كانت ولا تزال على موقفها من قرار المجلس الصادر عام 2000، والذي تمّ إبلاغه للجمهورية الأرمنية"، شاكرا بري على "موقفه المشرف"، ومثمناً موقف مجلس الوزراء ورئيس الحكومة تمام سلام بالتضامن مع الشعب والموافقة على قرار وزير التربية الياس بو صعب تعطيل المدارس اليوم".
وشدّد على أنّ "هذه المواقف خير دليل على إنعاش الذاكرة الجماعية والشعور بضرورة التكاتف والتضامن لمراجعة التاريخ ومواجهة مؤمرات تقسيم المنطقة وإعادة تنفيذ مخططات مر عليها الزمن وسقط مئات الآلاف الشهداء لإفشالها".
وقال: "في زمن الصمت والشعارات الرنانة وإنكار الحقيقة، وفي زمن ارتكاب الجرائم باسم الدين، والدين بعيد عن هذه الجرائم، والاستغلال الدائم لمصالح اقتصادية، وفي زمن الهروب من تحمل المسؤولية ورفض معاقبة المجرمين، نجتمع لنتذكر كي لا يتكرر، ولنطالب ونجتمع نحن ضحايا الإبادة وضحايا الصمت الدولي ومصالح الدول التي تتحدث عن العدالة وتشن الحروب باسم حقوق الإنسان".