الاسد: أي مبادرة ليس فيها بند مكافحة الإرهاب ليست لها قيمة

2015-08-26 | 01:41
الاسد: أي مبادرة ليس فيها بند مكافحة الإرهاب ليست لها قيمة


اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أنّ الحوار السياسي والمسار السياسي ضروري لحل الازمة ولتطوير سوريا، مضيفاً: "لكن حتى الآن لم تتكون العوامل الضرورية لكي نصل بهذا الحوار الى نتائج نهائية خاصة مع استمرار دعم الارهاب".
وشدد الاسد في حديث تلفزيوني ان المسار السياسي في سوريا لكي يكون له تأثير لا بدّ أن يكون بين قوى سياسية سوريّة مستقلة وتنتمي للشعب السوري و"ليس كما نراه الآن في كثير من القوى المرتبطة بالخارج مالياً وسياسياً".
كما اكد الاسد أنّه لو لم يكن هناك أمل بالنصر لدى الشعب لما صمدت سوريا 4 سنوات ونصف، وقال:"هذا الأمر هو الذي شكّل الحافز لمواجهة الارهابيين والمخطط الذي وضع لضرب سوريا".
وتابع: "لا يمكنني القول أننا وصلنا الى الربع ساعة الأخيرة حتى يتوقف أساس المشكلة في سوريا التي تبدوا معقدة وفيها تفاصيل كثيرة، فعندما نصل الى المرحلة التي تتوقف فيها الدول المنغمسة بالتآمر على سوريا وسفك دم الشعب السوري من تقديم المال والسلاح للارهابيين نستطيع القول أننا وصلنا الى الربع ساعة الاخيرة"، مشددا على انه عندما يتوقف الدعم الخارجي للإرهاب تصبح مكافحة الارهابيين أسهل، معتبراً أنه في الجو العام هناك تحوّل ولكن هذا التحوّل شيء والوصول الى نهاية الأزمة شيء مختلف.
ولفت الرئيس السوري الى أن اللقاءات التي تحصل في عمّان تهدف الى استطلاع التصوّر السوري لكيفيّة الحل. وعن دور المبعوثين الامميين الى سوريا رأى الأسد انه  من الصعب أن يأتي شخص أو مبعوث الى روسيا بمواقفة الولايات المتحدة والغرب ويكون حيادي. وتابع ان " العلاقة مع المبعوثين الدوليين ومنهم ديمستورا هي علاقة آليات وإن لم يطرحوا طرح يناسب مصالحنا الوطنية لن نسير معهم ولن ندعمهم".
كما اشار الى ان الولايات المتحدة عبر تاريخها تراوغ بتصريحاتها، فيما اعتبر ان السياسة الروسية هي سياسة مبدئية وثابتة مع التأكيد على أنّ روسيا لا تدعم شخص أو رئيس وإنما مبادئ محددة منها سيادة الدولة وقرار الشعب. 
وقال " نثق بالروس ثقة كبيرة وأثبتوا أنهم صادقين وموسكو لديها علاقات قويّة مع دمشق".
وشدد الأسد على انه "لن يكون هناك اتفاق على شيء الا اذا جلسنا كسوريين مع بعضنا البعض وروسيا لن تفرض أي شيء"، لافتاً الى ان "اللقاءات التي تحصل في روسيا يمكن أن تحضِّر إمّا الى جنيف 3 أو موسكو 3 وهذا أيضا يعتمد على الأجواء الدولية".
واكد الاسد التمسك بسيادة سوريا ووحدة أراضيها وبان يكون القرار للشعب السوري من دون إملاءات من أي جهة، وقال "يجب أن تكون هناك قاعدة لأي مبادرة ،  تبدأ وتستند وترتكز على مكافحة الإرهاب، أي مبادرة ليس فيها بند مكافحة الإرهاب كأولوية ليست لها قيمة".
واضاف: "طالما أنها قرار سوري ونتيجة حوار واتفاق وطني لا توجد فيها مشكلة، أما انتخابات بإشراف دولي فلا، هذا تدخل بالسيادة السورية. من هي الجهة الدولية المخولة أن تعطينا شهادة حسن سلوك “بهذا المعنى” لا نقبل بهذا الشيء".
وردا على سؤال حول أن العالم مقبل على شكل جديد من التكتلات وسوريا ربما تكون أقرب إلى تكتل مع إيران منها إلى أي تكتل يمكن أن يحدث قال الرئيس السوري ان "تحالفنا مع إيران عمره الآن ثلاثة عقود ونصف، فما هو الجديد عندما نكون مع إيران نحن في الأساس علاقتنا قوية ونحن حلفاء، نحن مع إيران وإيران مع سوريا في مفاصل مختلفة".
وبشأن الفارق بين وجود مقاتلين لـحزب الله على الأرض السورية، وبين أن يكون لدى الطرف الآخر مقاتلون من جنسيات غير سورية، قال الأسد: "الفارق هو الشرعية. دخول حزب الله أتى بالاتفاق مع الدولة السورية، وهي دولة شرعية، وبالتالي هي تمثل الشعب السوري... ومن حقها أن تدعو قوى للدفاع عن الشعب السوري، في حين ان القوى الأخرى إرهابية أتت من أجل قتل الشعب السوري، وذلك من دون إرادة الشعب والدولة التي تمثل هذا الشعب".
وفي سياق آخر رأى الرئيس السوري ان التصّعيد الإعلامي للمملكة العربية سعودية ليس له وزن، ما يهم هو الممارسات الفعلية، "إذا كانت السعوديّة بالأساس تدعم الإرهاب فما قيمة التصعيد أو غيابه، لافتا الى ان التشدد والتساهل هو مظهر من مظاهر الموقف الأميركي، ولا يُبنى عليه بالنسبة لنا، موضحا ان ما يقوم به الأميركي اليوم بالمختصر لا يسمح للإرهاب ربما بالانتصار ولكن لا يسمح له بالضعف بدرجة أن يكون هناك استقرار".
ورداً على كلام الأردن حول إقامة منطقة عازلة، قال الأسد "عندما تتحدث دولة أو مسؤول ما، علينا أن نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه"، لافتا الى انه حتى الآن معظم الدول العربية تسير بحسب المقود الأميركي، وليس لديها أي دور.
كما تطرق الاسد الى المخططات التركية لاقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، مشيراً الى ان "أردوغان لديه أحلام.. أحلام كبيرة أن يكون زعيماً، أن يكون سلطاناً إخوانياً"، وتابع: "هو يريد أن يدمج ما بين تجربة السلطنة (العثمانية) وتجربة الإخوان المسلمين الجديدة التي بنى آماله الكبيرة عليها في البدايات في مصر وتونس بالدرجة الأولى"، مشدداً على ان هذه الأحلام انهارت بحكم الواقع".
وعن العلاقة مع مصر قال الاسد "اننا نحرص على العلاقة مع مصر، حتى خلال وجود الرئيس المخلوع محمد مرسي وكل إساءاته لسوريا لم نحاول أن نسيء لمصر، والتواصل بين البلدين لم ينقطع"، لافتا الى "اننا نريد من مصر أن تلعب دور الدولة الهامة الفاعلة الشقيقة التي تساعد بقية الدول العربية انطلاقاً من تاريخها العريق".
تابع "أعتقد أن هذا الوعي نما اليوم.. وسوريا تعتقد أنها في خندق واحد مع الجيش المصري ومع الشعب المصري في مواجهة الإرهابيين الذين يبدلون مسمياتهم كما تبدل مسميات أي منتج فاسد".
وعن الاعتداءات الاسرائيلية على السيادة السورية قال الأسد ان الأداة الاسرائيلية الحقيقيّة الاهم من العدوان الاسرائيلي هم الارهابيون وما يقومون به اخطر بكثير مما تقوم به اسرائيل من وقت لآخر من اجل دعمهم، وأضاف "اذا ارادنا مواجهة اسرائيل علينا مواجه أدواتها داخل سوريا ولا بد من حسم هذا الموضوع داخل سوريا وبعدها لن يتجرأ أحد على سوريا لا اسرائيل ولا غيرها".


Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق