لهذه الاسباب اختار الحريري فرنجية

2015-11-26 | 02:57
لهذه الاسباب اختار الحريري فرنجية
يصِرّ الداعون إلى التعاطي مع لقاء "باريس" الذي جمع الرئيس سعد الحريري والنائب الممدد لنفسه سليمان فرنجية بكثير من الجدّية وخصوصاً لجهة ما يمكن أن ينتجَه على التروّي في قياس حركة الأطراف والمواقف.
وقد اشارت صحيفة "الجمهورية " في مقال للصحافي " جورج شاهين" الى ان في الكواليس عملٌ موازٍ لم يطفُ على السطح، ذلك انّ اللقاء لم يكن لقاءً اجتماعياً ولا بالصدفة.
كما ان الروايات التي تحدّثت عن مشوار الفكرة التي انطلقت من عوكر حيث كان يستقر السفير الأميركي السابق دايفيد هيل الى الرياض وربّما إلى طهران مروراً بالمراحل الأخرى التي عبَرتها من الضاحية الجنوبية وعين التينة إلى المختارة وبنشعي فبكفيا فباريس، توحي بأن شيئاً ما قد تحَقّق.
وتابعت الصحيفة انه اذا صحّ ما نُقل عن الحريري أنّه اتّخذ قراره بتأييد ترشيح فرنجية وأنّه سيفعل ما بوسعه لوصوله، مستنداً إلى توافقات إقليمية ودولية عبَرت بالرياض وعواصم ومرجعيات أخرى اعتادت التعاطي في هذا الإستحقاق وقد حان أوان الانتهاء من حال الشغور الرئاسي، فإنّ على الجميع أخَذ ذلك في الاعتبار.
ولفتت الصحيفة الى ان في سلسلة اتصالاته التي أجراها مع قيادات وشخصيات لبنانية أعقبَت لقاءات باريس مع رئيسَي الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والكتائب اللبنانية سامي الجميّل ظهرَ أنّ الحريري واثِق ممّا يقوم به وأنّه اتّخذ خيارات نهائية ولا بدّ مِن تسويقِها بالتشاور مع الجميع. وهو لم ينُبس بكلمة واحدة ليعتقد محدّثه أنّه صاحب القرار الأوّل والأخير، "وإن كان عليه ان يبادر فقد فعلَ ذلك".
ويعترف الحريري انّ امامه الكثير من العقبات، لكنّه جنّد كلّ ما لديه من طاقات لعبور المرحلة. فهو يعرف حجم الحساسيات الوطنية ولا سيّما على المستوى الماروني، وهو ما عبّر عنه في اتصالاته من خلال سؤالين اساسيين انطلق منهما ليبرّر "الطحشة" بفرنجية.
الأوّل: هل إنّ البلد يحتمل المزيد من الفراغ؟ وهل يمكن ان نواكب ما يجري في المنطقة بأشباه مؤسسات مشلولة ومعطلة وبنزاع على الصلاحيات كرّس حجماً مِن الأعراف التي لا نعرف كيف نقاربها في كلّ مرّة يداهمنا استحقاق مالي أو اقتصادي أو دولي.
والثاني: هل تريدون رئيساً بالفعل ينهي الشغور في قصر بعبدا لتنتظمَ العلاقات بين هذه المؤسسات ولتعود الى ممارسة أعمالها؟ وألا تريدون القيام بما علينا لنلاقي المظلّة الدولية التي تحمي لبنان رغم كلّ ما يجري في محيطنا ولمواجهة ما يمكن ان يكتب لمستقبلنا في هذه المنطقة ونحن من دوَل الجوار السوري والأكثر تأثّراً بما يجري فيها؟
في الردود على هذين السؤالين سَمع الحريري آراء مختلفة، فمنهم من باركَ على اساس انّ ملءَ الشغور اولوية أياً كان من سيتبوّأ الكرسي في بعبدا. فثنائية معراب – الرابية سَقطت، والبلد لم يعُد يحتمل، وسيكون علينا نحن اللبنانيين ان نبني علاقاتنا الداخلية من جديد فنكبر بحجم التوافق والدعم الذي يمكن ان يَحظى به الرئيس العتيد أياً يكن.
فبعبدا ستعطيه ما يحتاجه من شرعية، وما علينا سوى دعمه بما أوتينا من قوّة توازي ما منحَه إيّاه الدستور متى كنّا على استعداد لإعادة قراءته وإنهاء مرحلة التناتش في البلد.
كما قال آخرون للحريري، بحسب "الجمهورية": "نحن مع ملء الشغور الرئاسي بالتأكيد. فالشغور قاتل كما أثبتَت الأشهر الماضية وقد باتَت البلاد على شفير إعلانها دولةً مارقة أو فاشلة، ولكن لا يمكننا ان ننَصّبَ سليمان فرنجية في قصر بعبدا والعالَم أجمع يريد إبعادَ الرئيس السوري بشّار الأسد من دمشق".
وقد ردّ الحريري بمنطق يشير الى انّ على اللبنانيين الإفادة من الفرصة الحالية بوجود تفاهم ينهي الحال الغريبة التي تعيشها البلد. وألمحَ الى انّ المستقبل سيَشهد على متغيّرات كبرى لا يمكن من خلالها النظر الى فرنجية من هذه الزاوية بالذات، فهو من الأقطاب الموارنة الأربعة الذين كرّستهم لقاءات بكركي برعاية وبمبادرة من البطريرك الماروني، ولم نأتِ بأحد من خارج السرب الماروني.
وأمام خريطة المواقف التي تُقاس بـ"ميزان الجوهرجي" يَعتقد من تابع كلّ هذه الإتصالات في شكلها ومضمونها انّها رسَمت مخرجاً محتملاً إلى إنهاء الشغور الرئاسي، وأنّ ما جرى أولى الدعسات على طريق طويل وشاقّ لا يمكن عبوره إلّا بأكثرية موصوفة.
وختم الصحيفة ان "ما ينقص هو التثبُّت من دور إيراني إيجابي تترجمه الضاحية الجنوبية بشكل من الأشكال، وكما تقول عملية توزيع الأدوار للتثبّت من وجود خطوات جدّية للخروج من نفَق الاستحقاق، وما علينا سوى الانتظار لربّما لن تكون اللحظة الحاسمة بعيدة جداً!."


Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق