سورية تبيع اطفالها في لبنان

2015-04-27 | 01:54
سورية تبيع اطفالها في لبنان
 أطفالٌ حَديثو الولادة يُباعون ويُشترَون يغادرون أحضانَ أمّهاتِهم إلى أحضانٍ جديدة أو... إلى المجهول! هذه الظاهرة المأسوية واللاإنسانية، تَحدُث في لبنان، بحسب ما اشارت اليه صحيفة "الجمهورية".
ولفتت الصحيفة في تحقيق للصحفية باسكال بطرس الى ان أبطال هذه الظاهرة "وسَطاء سوريّون يتبوَؤون مناصبَ في التنسيقيّات السوريّة، يستغِلّون أزمةَ النازحين الإنسانية، للمتاجرةِ بأطفال رُضَّع تلِدُهم "نساءٌ"، بغرَضِ بَيعِهم إلى عائلاتٍ أجنبية ميسورة ليس لديها أطفال، ومبادلةِ أجسادِهم الطريّة بالأموال".
وفي السياق قالت ياسمين: "الفَقر يدفعنا إلى القيام بالمستحيل لإعالة عائلاتنا، في وقتٍ أجبرونا على تسَوّلِ الرغيف على أعتاب الجمعيات والمؤسسات التي تُتاجر بنا وبكرامتنا"، وقد اختصرت ياسمين الواقعَ المأسوي الذي يعيشه بعض السوريين في لبنان منذ اندلاع الحرب في بلادهم وتهجيرهم، مبَرِّرةً "العمليات السرّية" التي تمتهنُها والتي تدرّ عليها 3 آلاف دولار أميركي للطفل.
وتابعت بطرس "إلتقيتُ ياسمين (26 عاماً) في بوتيك إحدى مَعارفي في محلّة سنّ الفيل، والتي كانت ياسمين تقصدها شهرياً للحصول على مساعدات تودِعُها إحدى الجمعيّات عندها بهدفِ توزيعها على النازحين السّوريّين.
لم يكن اللقاء وليدَ الصدفة، بل بتدبير من صديقتي التي سَرَّبت لي سَهواً سِرَّ ياسمين، وذلك خلال حديثٍ دارَ بيننا عن أوضاع النازحين في لبنان. فما كان منّي إلّا أن طلبتُ منها لو تجمعُني بياسمين بذريعةِ أنّ قريبةً لي تريد تبَنّي طفلٍ، وأنّني أريد المساعدة.
وهكذا، ادَّعيتُ أمام ياسمين أنّ ابنةَ عمّي التي مضى على زواجها أكثرَ مِن 8 سنوات، ولم تستطع إنجابَ الأطفال، تسعى وزوجَها لتبنّي رضيعٍ يُدخِل الفرحة وبراءَة الطفولة إلى منزلهما".
وكشفت ياسمين "أنا حامل في شهري الرابع"، بعدما تعهّدتُ بالتكتّم والسِرّية التامّة، لافتةً إلى أنّها ستُرزَق بعد خمسة أشهر بطفلٍ، "ولكنّه محجوز. فهناك مَن دبَّره لإحدى العائلات الأجنبية".
وأضافت: "إذا لم تكن قريبتُك مستعجلة، وتستطيع الانتظار سَنة ونصف السنة، قد أتمكّن مِن أن أؤمّن لها طفلاً أو طفلةً في نهاية السَنة المقبلة. ولكنْ عليّ أن أسألَ أوّلاً أحدَهم لأتأكّد هل وعدَ إحدى العائلات بإعطائها الطفلَ المقبِل، عِلماً أنّني سأبذل ما في وسعي لأدبّر طفلاً آخر من صديقةٍ لي. ماذا قلتِ؟".
واضافت المرأة السورية "يَحصَلون على الجنين بـ 3 آلاف دولار أميركي كاش"، مشيرةً إلى أنّه "السِعر الذي نكسَبه زوجي وأنا عَ البَيعة، معلِنةً أنّها تُسَلّم الجنين لوسيطٍ يتكفّل بدوره بتسليمَه إلى العائلة الأجنبية التي تطلبُه".
واشارت الى ان الوسيط يتبَوَّأ منصباً رفيعاً في "التنسيقيات السوريّة" ولديه معارف كثيرة في لبنان.
وأضافت: "هذا لا يَهمّ. سأتحدّث إليه غداً صباحاً وأخبرُه عنك، وسنرى هل سيَسمح لنا ببَيع الطفل المقبل لابنةِ عمّك، لأنّه كما تعلمين، هناك لائحة انتظار". وعن كِلفة العملية في حال تدَخّل الوسيط، قالت: "لا أعلم المبالغَ التي يطلبونها، كلّ ما أعرفه هو أنّني أقبض 3 آلاف مقابل الطفل، فإذا وافقَ على التواصل معكم، سأترك لكِ رقمَ هاتفه، وسأشَدّد عليه حتى "يتوصّى فيكِي"".
وبحسب التحقيق فان ياسمين تنتمي إلى عصابة كبيرة لبَيع الأطفال، ضِمن شبكةٍ تضمّ سيّدات سوريات مهمّتهنّ الحَمل والولادة، وبالتالي بيع الأطفال. وهنّ يحصَلنَ على القليل جدّاً من المال مقارنةً مع ما يَحصل عليه "الوسَطاء" الذين يديرون العرضَ والطلب مع العائلات.
وفي ردها على سؤال "هل تبيعين كلّ طفل تُرزَقين به؟ ألا تشعرين بالسوء في كلّ مرّة تتخلّين عن قطعةٍ منكِ، فلذةِ كبدِك؟"ن قالت ياسمين: ""لديّ توأمان: صبيّان وفتاتان، ربيّتُهم بدموع العين ولا نتخلّى عنهم. الفتاتان تبلغان 8 أعوام والصَبيَّان 7".
وأضافت: "للأسَف، بعدما اتّخذنا قراراً بتأمين أطفال للعائلات التي حُرِمت منهم، لم يحالِفني الحظ بإنجاب أيّ توأم، وإلّا لكنتُ تقاضيتُ 6 آلاف دولار خلال عام، عوضَ 3 آلاف".
واشارت الى انها أنجبت خلال 5 أعوام، 5 أطفال: 3 صبيان وبنتين، و"السّادس على الطريق"، وكشفَت "أنّنا نخَطّط للعودة إلى سوريا بعد انتهاء الحرب، لإعادة إعمار بيتنا وتحسين ظروف حياتنا هناك. فالحياة هنا قاسية جداً، خصوصاً بعد تخفيض المساعدات الدولية والمحَلّية، وإلغاء بعضِها، عدا عن انحسار المساعدات الغذائية والماليّة التي كانت تُغدَق علينا من كلّ حدبٍ وصوب عبر جمعيات ومؤسسات محلّية وعربية".
وعن سُبلِ تسجيل الطفل على اسم العائلة التي تشتريه، اشارت ياسمين الى ان كلّ شيء مجَهَّز ومدبَّر، "فالوسيط يُعرِّف العائلة التي تشتري الطفل على طبيب نسائي وتوليد يعطيها مستنَداً رسمياً أو شهادةً رسمية تفيد على سبيل المثال، أنّه اضطرّ لتوليد الأمّ في عيادته إثر تعرُّضِها لحالةٍ صحّية طارئة".
وفي هذا الإطار، أعلنَ مسؤول أمنيّ رفيع لـ"الجمهورية" أنّ "قوى الأمن الداخلي نجحَت يوم 11 نيسان الماضي، عبر مخبِرين لها في المناطق، بتوقيفِ عصابة تتاجر بالأطفال السوريين، في بلدة بدبا قضاء الكورة، مؤلّفةٍ من أربعة أشخاص: امرأتين ورجلين"، موضحاً أنّ "الأدوار كانت موزّعةً وفقَ الآتي: إمرأةٌ تتعاطى الدعارة وحَملت، ما اضطرّها لبَيعِ طفلِها بعد الولادة، وامرأة أخرى لعبَت دورَ السمسارة واقتصَر دورُها على تدبير الشارين للطفل، فيما تبيَّنَ أنّ الرجلين هما زوجُ المرأة الأولى السابق، وآخر تعاونَ معهم للحصول على نسبةِ معيّنة من الأرباح، عِلماً أنّهم كانوا يبيعون الطفلَ بـ 60 ألف دولار"، مشيراً إلى أنّهم أحِيلوا "إلى مكتب الآداب للتوَسّع في التحقيقات، فيما أحيلَ الطفل إلى مكان مخصَّص للرعاية، وخُتِم البيت الذي كان مرتَعاً للدعارة بالشمع الأحمر".


Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق