اشار مصدر ميداني الى أن الإعداد لمعركة الجرود بين حزب الله وجبهة النصرة وتنظيم "الدولة الاسلامية" المنتشرة على الحدود الشرقية اللبنانية يوازي من حيث العدّة والعديد ما تم التحضير له إبان معركة القصير.
غير أن المرجّح بحسب المصادر لصحيفة "الاخبار" هو بدء حزب الله بهجومه من الجرود المقابلة لبريتال ونحلة، حيث ينتشر إرهابيو "النصرة".
واشارت المصادر الى انه في "الوقت المستقطع" الذي فرضه الشتاء القاسي، أجرى حزب الله والجيش السوري سلسلة عمليات استباقية، تساهم إلى حدٍّ كبير في تطويق إرهابيي "النصرة" وقطع الطريق عليهم جنوباً وشرقاً. فإلى جانب عزل مدينة الزبداني وحصارها، (التي يسيطر عليها مسلحو النصرة وحركة أحرار الشام ومسلحون محليون)، أتت سيطرة الجيش السوري وحزب الله على التلال الغربية للزبداني، بهدف قطع الطريق بين المدينة السورية وجبال القلمون، وإغلاق الممرات الجبلية التي كان يستفيد منها مسلحو القلمون باتجاه بلدتي مضايا وسرغايا، لتبقى طرق إمدادهم نحو الشمال والشرق، حيث يبسط إرهابيو داعش سيطرتهم.
كذلك سيطر الجيش السوري في الأسابيع الماضية على تلال جديدة في الجرود من الجهة السورية، وهي شعبة الخشيعة وتلال الحمرا وعزّز مواقعه المطلّة على الممرات الجبلية. وسجّلت أربع محاولات للتقدم من "النصرة" باتجاه بلدة فليطا السورية، باءت بالفشل، آخرها قبل أسبوع وأدت إلى مقتل قيادي بارز في "النصرة" إلى جانب 12 آخرين.
ووضعت المصادر الحديث عن خروج "الدولة الاسلامية" من القلمون باتجاه الرّقة والبادية السورية في إطار "التضليل الإعلامي".
وأشارت المصادر إلى أن "القول بأن داعش خرج من الجرود اللبنانية الشرقية والقريبة من لبنان يصبّ في سياق تبييض صفحة المسلّحين الذين يهدّدون لبنان من الشرق، وفي السياق ذاته لما يحاول البعض ترويجه عن أن إرهابيي النصرة الموجودين على الحدود لا يستهدفون لبنان".
ولفتت المعلومات إلى أن "تنظيم داعش لا يزال موجوداً بفعالية في جرود عرسال، وصولاً إلى جرود مشاريع القاع، وخلفها إلى داخل الأراضي السورية في جبال الحسياء ومحيطها"، كما أن "خطوط إمداد داعش إلى القلمون انتعشت في الفترة الأخيرة، مع تقدّم التنظيم في مناطق سورية موازية لمشاريع القاع".