افادت مصادر لصحيفة "الجمهورية" في شأن ما تمّ تناقله عن انّ كلّاً من رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري عادا من قمة عمان وفي جعبتهما تحذيرات سمعاها من العاهل الاردني عبدالله الثاني عن إمكانية ان تضرب قوات الاحتلال الاسرائيلي حزب الله في لبنان، انّ العاهل الاردني لم يقدّم هذه المعلومة إنطلاقاً من صفته ناقل رسائل من العدو الاسرائيي الى لبنان، لأنه لا يقبل ان تكون له هذه الصفة، بل ما قاله هو ما نمي اليه من معلومات متداولة في محافل عالمية.
وتابعت الصحيفة ان مبادرة الحريري ومعه وزير الدفاع يعقوب الصرّاف وقائد الجيش جوزيف عون الى تفقّد الموقع نفسه الذي نظّم فيه حزب الله الجولة الاعلامية، أملاها التوجّس من ان يستغلّ الاحتلال الاسرائيلي خطوة الحزب لتبرر ما حذّر منه العاهل الاردني من رغبة مبيتة لديها لشنّ عدوان على لبنان.
و على رغم اجواء الحذر الموجودة في لبنان تجاه نيّات اسرائيلية حربية ضده، فإنّ حصيلة استكشاف هذا الامر على المستوى الدولي تؤشر الى انّ ما المرشح الحدوث هو تصعيد عسكري بين الحزب والكيان الاسرائيلي ليس في لبنان، بل في منطقة جنوب سوريا، حيث تل ابيب ومعها واشنطن تريدان إخراج ايران وأذرعتها العسكرية منها.
وفي شأن هذه الجزئية تفيد معلومات انّ مواجهة الحزب في سوريا ستكون مسؤولية التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، فيما قوات الاحتلال الاسرائيلي ستتولى متابعة طلعاتها الجوية لإضعافه في جنوب دمشق وشرقها وفي القنيطرة، وكل المناطق التي تتّصل جغرافياً مع حدود الجولان.
في المقابل وبحسب الصحيفة فانه ليس مُتاحاً في هذه المرحلة المبكرة، التوقع بثقة كيف ستتفاعل هذه الحرب الهادفة الى تغيير قواعد اللعبة في سماء سوريا وفوق ديموغرافيتها الجنوبية المتاخمة للحدود السورية مع اسرائيل، وما اذا كان لبنان سيتأثر بها، ولكن ما تؤكده المعلومات هو انه يوجد مَيل أميركي الى تحييد لبنان عن انعكاسات نزاع واشنطن وتل ابيب مع ايران في جنوب سوريا. غير انّ الامتحان الذي سيمر به هذا الميل، إذا صحّ، هو ما اذا كانت ايران ستقبل بلعبة الفصل بين ساحات وجودها في دول المشرق من العراق الى سوريا فلبنان، وحتى في قطاع غزة.