هند الملاح
منذ سبعة اشهر رأى سمعان انه لا بد له من ان يعود من الماضي وأن يتدخل لاصلاح وضع البلد وما آلت اليه الامور، ارتدى سرواله، وضع قبعته، شذّب شاربيه وفعّل صفحة خاصة به على "فايسبوك" كان قد أنشأها عام 2013 بعدما أعلن يومها مدير الصفحة وفاة ضميره وولادة سمعان "الشخصية التي تحن الى الماضي حين كان لبنان اشبه بسويسرا الشرق"، على حد قوله.
"البساطة والصدق" هما ما يحن اليهما سمعان وفق دردشة عبر صفحته الفايسبوكية مع موقع "الجديد"، يعرب خلالها عن أمله "بزمن بعيد عن الطائفية والشعوب التي تمشي وراء زعمائها، بزمن يفصل فيه الدين عن السياسة"، ومبديا استياءه من وجود "الزعماء الذين شاركوا في الحرب الاهلية" في الحكم اليوم "ايام الحرب مشينا وراهم في زمن التبعية واكملوا هذه السياسة في زمن السلم".
"سمعان جمع السياسيين إيد بإيد ونزلوا عالدبكة والجنرال عالاول" في فيديو مركب نشر على الصفحة ظهر فيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري والنائب ميشال عون يدبكون. الفيديو انتشر بشكل واسع بين مستخدمي فايسبوك، لتصبح هذه الدبكة تاريخية بعد تبني رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
يواكب سمعان كل جديد وتحديدا وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك واسنتغرام وتويتر "كي أحاكي الشعب اللبناني بكل فئاته"، مؤكدا للجديد أنه لا يقصد التجريح بأي شخصية "لكن أتناول المواضيع بشكل ساخر لأن السخرية اسرع طريق للوصول الى الناس".
وبعد الفيديو الشهير الذي نشره سمعان عقب تبني الحريري ترشيح عون والذي اظهر عون وجبران باسيل والياس بو صعب يرشقان سليمان فرنجية بعبوات مشروب لتسقط واحدة على سيارة تاكسي كان يقودها الرئيس نبيه بري، اعلن سمعان ان مرشحه للرئاسة هو "فؤاد شهاب فحكمه تميز بالاصلاح"، مضيفا "ما ضل في دولة غير ما تدخلت بالملف الرئاسي مش مسموح بقا حدا يقلنا الرئيس صناعة وطنية.. ارحمونا هيدا التفاح صناعة وطنية.. وتاركينو عالارض وما عارفين نصرفوا".
بغصة ينتقد سمعان "المحبط" الوضع الراهن "لاهيينا بالانتخابات الرئاسية ولا كهربا في ولا مي في ولا بنى تحتية والزبالة عالطرقات اذا شتت الدني منغرق بشبر مي، موازنة ما في من عشر سنين، قانون انتخاب معفن، الحقائب الحكومية تتوزع بناء على طوائف، مش على كفاءات". إلا انه لا يلوم بشكل تام الطبقة السياسية " نحن شعب علينا مسؤولية ما فينا نقضي اليوم كلو عم ننق شو هالبلد وبالاخر نصف سيارتنا بمكان غلط بحجة انو "هيدا لبنان عادي".. ما فينا نسب السياسيين ونقول عنهن سراقين وبالاخر ننتخبهن".
الصفحة التي يديرها شخصان رفضا كشف هويتهما، تعلّق على اللقاءات السياسية، وتتنبأ تارة بما دار خلالها وتارة تنتقد نتائجها، ولا يقتصر نقدها على السياسة فقط بل تنتقد ايضا "سرعة"(بطء) الانترنت والبرامج التلفزيونية والاوضاع الاجتماعية، وبات لها 75 ألف متابع. يشير مديرا الصفحة لـ"الجديد" الى ان "سمعان عم يحكي من حرقة شعب بدو بلد يحترم انسانيته".