لو أن في هذي الجموع رجالاً

2017-12-06 | 16:23
views
مشاهدات عالية
لو أن في هذي الجموع رجالاً
مقدمة النشرة المسائية 06-12-2017 - لو أن في هذي الجموع رجالاً

أولى القِبلتين وثالثُ الحرمينِ الشريفَينِ مرهونةٌ بقرارٍ أميركيٍّ سيغيّرُ وجهةَ مدينةِ الصلاة دربِ مَن مرُّوا إلى السماء مدينةِ المعابدِ التي تعانقُ الكنائسَ القديمة والمساجد هي القدسُ التي تُشبهُ وجهَ اللهِ الغامر تترقّبُ بعدَ دقائقَ قرارًا مِن عقيمِ سلطةٍ سيُنفّذُ وعدَه الانتخابيَّ بالاعترافِ بالقُدسِ عاصمةً لإسرائيل ونقلِ سِفارةِ الولاياتِ المتحدةِ مِن تل ابيب الى المدينةِ المقدسة يَكسِرُ الرئيسُ دونالد ترامب" مَحظوراً لم يتجرّأْ على كسرِه أيٌّ مِن أسلافِه بمَن فيهم أكثرُهم تَطرّفًا وانحيازًا إلى إسرائيل ولا سيما رونالد ريغان وجورج بوش الابن الذي دمّرَ أفغانستانَ والعراق وسيقلِبُ ترامب بخُطوتِه تلك الشرقَ الأوسط كلَّه وسيتخلّى عن عمليةِ السلامِ برمتِها بضربِ مرجِعياتِها مسقِطاً اتفاقياتِ أوسلو وحلَّ الدولتينِ التي تركت وضعَ القدس والحدودَ الى مفاوضاتِ الحلِّ النهائي وسيُعطي ترامب ضوءًا أخضرَ للاستمرارِ في الاستيطانِ بالضفةِ الغربية والقدسِ المحتلَين. وحتى ولو قرّر إرجاءَ نقلِ السِّفارة فإنّ الاعترافَ بالقدس عاصمةً لفِلَسطين سيمنحُ دولةَ الاحتلالِ والقياداتِ اليمينيةَ المتطرفةَ فرصةً للتغوّلِ اليهودي على حسابِ العربِ مسلمينَ ومسيحيين بإخراجِ المخطّطاتِ المُرعبة من الأدراجِ عبرَ تهويدِ البلدةِ القديمة وطردِ المقدسيين. ترامب فعلَ فَعلتَه ظنًا أنَ أهلَ القضيةِ نسُوا قضيتَهم وأن العربَ في وادٍ آخر. لكنْ رُبَّ ضارةٍ نافعة ذلك أنَّ في استطاعةِ القيادةِ الفلسطينية أن تستخدمَ سلاحَ الدفاع عن حقوقِها الوطنية، شعبياً بالتوحّد خلفَ بَرنامَجٍ نضاليٍّ لحمايةِ القدس، ودبلوماسياً بمقاطعةِ واشنطن أو بالتوجّهِ إلى مجلسِ الأمنِ والأممِ المتحدة لتقديم شكوىْ ضِدّ الإدارة ِالأميركية لكونِها شارَكت في خرقِ القوانينِ والقرارات الدولية التي وقّعتها بنفسِها. كما يمكنُ أن تطالبَ فِلَسطينُ بصفتِها مراقبًا في الاممِ المتحدةِ بعقدِ جلَساتٍ طارئة لمجلسِ الأمن بشكلٍ يومي، وإعادةِ فتح مِلفَي "الجدارِ الفاصل" والمستوطناتِ من جديد على المُستوى الدَّوليّ لكنّ التعويلَ على الدِّبلوماسية وحدَها لا يكفي، فالمطلوبُ إعادةُ النظر في طبيعةِ المواجهة والتأسيسُ لفكرٍ فِلَسطينيٍّ جديدٍ يتجاوزُ أفكارَ القيادةِ الفِلَسطينيةِ الحالية والسابقة، ودرسُ مستقبلِ الفِلَسطينيين كوحدةٍ واحدةٍ وصوغُ بَرنامَجِ المواجهةِ الذي يتكئُ على قدراتِ الشعبِ الفِلَسطينيِّ وتضحياتِه ليس إلا أما العربُ ففي يدِهم كثيرٌ من اوراقِ القوةِ لمواجهةِ القرارِ الأميركيّ إذا ما كانوا فعلاً لا يزالونَ يعتبرونَ فِلَسطينَ قضيتَهم والقُدس بُوصَلتَهم. يكفي أن تسحبَ دولُ التطبيع بَعَثاتِها الدِّبلوماسيةَ من اسرائيلَ وتوقفَ الاتصالَ بها وفي حالِ كانوا أعجزَ عن قطعِ علاقاتِهم الدبلوماسيةِ بأمريكا فعلى الاقلّ هم قادرونَ على وقفِ مدِّ الخِزانةِ الأميركيةِ بالملياراتِ مِن الدولاراتِ عَبرَ وقفِ صفَقاتِ شراءِ الخُردةِ مِن الأسلحة وفي حالِ الضرورةِ يشترونها مِن دولٍ أخرى مثلِ الاتحادِ الأوروبيّ أو روسيا لن تطلُبَ الشعوبُ الى حكامِها الذَّهابَ أبعدَ مِن ذلك  فزمنُ قطعِ النِّفط قدِ اغتيل باغتيالِ الملِك فيصل ولم يكن ترامب ولا نتنياهو ليتجرّأَ  على العرب لو أنهما وجدا عربًا على وجهٍ أدبيّ أدق: مَا كَانِتِ الْحَسْنَاءُ تَرْفَعُ سِتْرَهَا, لَوْ أَنَّ فِي هَذِي الجُمُوعِ رجَالاَ ويدركُ الرئيسُ الاميركيُّ نِقاطَ الضُّعفِ هذهِ لا بل عمِل لتسعيرِها من خلالِ اتصالاتِه عمداً تباعاً بزعماءِ الدولِ العربيةِ لابلاغِها أنه عازمُ على التنفيذِ  تطبيقًا لشعاراتٍ قامت عليها حملتُه الانتخابيةُ واستهدف فيها العربَ والمسلمين وترامب بأتصالاتِه وقرارتِه يستهدفُ استجرارَ مزيدٍ مِن الاحتضارِ والصراخِ العربي وسوف يكون سعيدًا جدًا بحناجرِهم وهي تفقِدُ أصواتَها لأنَها ستمنحُه لقبَ البطولة الاولَ في معاداةِ العربية.


العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق