عَزلت السلطةُ نفسَها سياسياً عن خميسِ الحَراك وتدججت أمنياً فهرّبتِ الحوارَ وإستَقدمت أدواتِها الأمنية كمَنْ يستعدُ لمواجهةِ حرب انقطعت أخبارُ جلَساتِ مجلسِ الوزراء معَ برلمانٍ مُقفلٍ مِن أولِ التكوينِ الممدِّد فيما ظلَّ وزيرُ زراعةِ النُفاياتِ أكرم شهيب يبحثُ عن حلولٍ تَحمِلُ طابَعَ السريةِ للمطامر منعاً لمواجهةِ الناس تنحَّى رجالُ الدولة وتقدّمت مجموعاتُ الحَراكِ إلى ساحاتِ وَسَطِ البلدِ التي لُفّت بالمكعباتِ الأسمِنتيةِ والأسلاكِ الشائكةِ العازلةِ عن السرايا ومجلس النواب وقد رَفع الحَراكُ مطالبَ موحّدةً بينَها استقالةُ وزيرِ البئيةِ محمّد المشنوق ورفضُ سياسةِ الطمْرِ وأيِّ حلٍّ يُفرَضُ بالقوةِ على المواطنين وتوقيفُ عقودِ سوكلين ومعَ إعلانِ بيانِ الحَراك أقدمت القُوى الأمنيةُ على توقيفِ أربعةِ ناشطين بينَهم وارف سليمان وبيار الحشاش ومنعت ناشطينَ آخرينَ من الوصولِ إلى ساحةِ النجمة بعدما اجتازوا السياجَ الشائكَ أمامَ مبنى النهار وفي قرابةِ السابعةِ تحوّل المشهدُ إلى عُنفيٍّ معَ استعمالِ القُوى الأمنيةِ خراطيمَ المياهِ والقنابلَ المسيّلةَ للدموعِ ضِدَّ المتظاهرين ومنعِهم مِنَ التقدّمِ بقوةِ الهِراوات معَ اللجوءِ إلى قطْعِ التيارِ الكهربائي عن ساحاتِ الحَراك لكنّ المعتصمينَ أبدَوا إصراراً على التوجّهِ إلى ساحةِ البرلمانِ المحاطةِ بحواجزَ بشريةٍ أمنيةٍ وعوائقَ حديدية.