أميركا تلفّ وتدور حول إيران

2017-10-13 | 16:02
أميركا تلفّ وتدور حول إيران
يفتعلُ الأميركيّ تشويقاً وحماسةَ جُمهورٍ قبلَ إعلانِ الرئيس دونالد ترامب موقفَه مِنَ الاتفاقيةِ النوويةِ معَ إيران وبهبوطٍ تدريجيٍّ وتمهيديّ أوفد ترامب رسائلَ تخفّفُ مِن وقْعِ القرارِ عَبرَ وزيرِ خارجيتِه ريك تيلرسون الذي أعلن أنّ الرئيسَ لن يُعيدَ الاتفاقيةَ إلى الكونغرس لبحثِها من جديد وأنه لن ينسحبَ مِنها لكنّه سيؤكّدُ أنّها لا تخدِمُ المصالحَ الأميركية ولكي يعطيَ ترامب تبريراً للبقاءِ على قيدِ الاتفاقيةِ معَ إيران فإنّه أوجدَ سلةً مِن العقوباتِ ستتطالُ الحرسَ الثوريَّ وابتدعَ ما سمّاهُ الإستراتجيةَ الجديدة وأوعزَ إلى تيليرسون التحرّشَ والتخصيبَ معَ نظيرِه الإيرانيّ محمد جواد ظريف بهدفِ الإعدادِ لتفاهمٍ آخرَ لا يُلغي اتفاقيةَ عامِ ألفينِ وخمسةَ عَشَرَ إنما يتناولُ بَرنامَجَ الصواريخِ الباليستية هي حركةُ لفٍّ ودورانٍ أميركية تُظهِرُ ترامب على صورةِ الرجلِ الذي تغلّبَ على نفسِه.. يسحبُ سلاحَ العقوباتِ على إيرانَ بيد ويُبقى على الاتفاقيةِ معها باليدِ الأخرى ويستحضرُ التبريراتِ لشعبِه والعالم ترامب الذي سيعلنُ قرارَه هذا المساء يقودُ عمليةَ احتيالٍ ثانيةً في الاونيسكو.. تلك المُنظمةِ التابعةِ للأممِ المتحدةِ التي انسحبت منها أميركا لأنها منظمةٌ انحازت إلى فِلَسطين عندما ضمّتها إلى عضويتِها لكنّ الدجَلَ الأميركيَّ بدا ظاهرًا منذُ عامِ ألفينِ وأحدَ عشَرَ يومَ قرّرت واشنطن عدمَ دفعِ مستحقاتِها المتوجبةِ عليها إلى الأونيسكو والبالغةِ ثمانينَ مِليونَ دولارٍ سنويُا تهرّبت أميركا مِن دفعِ ديونِها على المُنظمةِ العاملةِ وَفقَ معاييرِ الأممِ المتحدةِ الدَّوليةِ ما خلا حقَّ الفيتو.. وأقامت الخصومةَ معَ هذهِ المُنظمةِ التي لا تُدلي إلا بمواقفَ ديمقراطيةٍ تَخُصُّ الحضارات وفي المقابلِ حَكَمت أميركا العالَمَ مِن خلالِ مُنظمةِ الأمم ِالمتحدة وشهَرت سلاح َالفيتو على كلِّ القضايا العربية وصمَتَت عن جرائمِ إسرائيل لا بل ساندتْها بين الأمم فلماذا تنسحبُ اميركا اليومَ مِن اليونسكو غيرِ المُتضمّنةِ أيَّ فصلٍ سابعٍ أو حقّ النقض الفيتو.. ولا تكملُ جميلَها بحيث تنسحبُ أيضاً من منظمةِ الأمم المتحدة وتأخذُ معها إسرائيل.. ويستقيلُ الطرفانِ ويتركانِ العالمَ يرتاح هذا هو الموقفُ الشجاعُ المطلوبُ مِن الولاياتِ المتحدة بدلاً مِن معاقبةِ اليونسكو على مواقفَ مُحقّةٍ تتعلقُ بفِلَسطين والقدسِ والخليل وادّعاء الفجيعة في أثناءِ عمليةِ الانسحاب لَكأنّ العالمَ سوف يَذرِفُ دمعة وإذا كانت واشنطن تدّعي نشرَ العدلِ في أصقاعِ الأرض فأقلُّ واجباتِها هو دفعُ فاتورتِها قبلَ مغادرةِ المُنظمةِ الأُممية. في الفواتيرِ المحلية.. تمكّنت دائرةُ المناقصات من ردِّ التحية الى مجلسِ الوزراء بأحسنِ منها فطارت الشركاتُ الثلاثُ ما أقفلَ البابَ على كاردينيز ..وقد أثبت عمليةُ فضِّ عروضِ مناقصةِ البواخرِ أنّ دفترَ الشروطِ الذي فُرضَ على إدارةِ المناقصات مُفصّلٌ على هذهِ الشركة وعليه عاد المِلفُّ الى مجلسِ الوزراء في صفعةٍ وجّهها رئيسُ الدائرة جان العِلية الذي لم يكن وحدَه هذه المرة إنما مع شهودٍ مِن قلب ِالبيتِ الوزاري حيث لم يسجّلِ الاعضاءُ أيَّ ملاحظةٍ ولا أيَّ اعتراض وإذا كانت البواخرُ قد تجمّدت في بحرها فإن عمليةَ إقفال دورةِ التراخيص في التنقيب عن النِّفطِ في عمقِ البحر قد أقلعت بأمانٍ محصنَّةً بصياغاتٍ كان قد أعدها جبران باسيل اثناءَ قيادتِه وزارةَ الطاقة قبل سنوات.. وهي صياغاتٌ حفِظت للبنيانين ثروتَهم واقامت من حولِها جدارياتٍ عازلةً منعت مدَّ اليد ِالسياسيةِ اليها.
أميركا تلفّ وتدور حول إيران
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق