زوبعة ترامب في فنجان طهران

2017-10-14 | 15:53
زوبعة ترامب في فنجان طهران






المقدمة: 
أدلى الرئيسُ الأميركيّ بخِطابٍ قَسّم ولاياتِه ووحدّ الدولَ المنضويةَ تحتَ الاتفاقيةِ النوويةِ معَ إيران فترامب وبعزفٍ منفردٍ خالفَ العالمَ ووزراءَه خارجيةً ودفاعاً ووقف على شفيرِ اتفاقيةٍ أبرمتها الصين وروسيا وانكلترا وفرنسا وأميركا وألمانيا لكنّه تحدّث كمَن يُلغي الخمسَ زائدة واحدة وقرّر أن يضعَ الاتفاقَ التاريخيَّ على مِزاجٍ متقلّبٍ ويترُكَه على حافَةِ الهاوية ويعرِّضَه لجنونِ الأداءِ الرئاسي هذا الاتفاقُ الذي وقّعَ قبلَ عامينِ صدّقه الاتحادُ الأوروربيُّ والأممُ المتحدة وخضعَ لشهادةِ الوَكالةِ الدَّوليةِ للطاقةِ الذَّريةِ التي أعطَت عَلاماتِ تقديرٍ لإيرانَ في مدى التزامِها البنودَ الموقعة سنتانِ مرَّ فيهما الاتفاقُ بمراحلَ ثابتةٍ نالت إشادةَ ترامب نفسِه عندما اعتَرف بأنّ طهرانَ التزمتِ التطبيق وأعطى توقيعَه مرّتينِ متتاليتنِ بمُهَلِ التسعينَ يومًا لكنّه اليومَ قرّر العودةَ إلى تطبيقِ ما دونّه خِطابُ ترشيحِه للرئاسه مستعيدًا عنفوانَه خلال حمَلاتِه الانتخابيةِ التي صَنعت له جُمهوراً فيومَذاك وَعد ناخبيه ويهودَه بإلغاءِ الاتفاقِ النوويِّ معَ إيران وسمِعت إسرائيلُ صدى صوتِه لمّا غابت منه الأسبابُ الموجِبةُ والذريعة ولم يجدْ في سلوكِ إيرانَ النوويِّ السِّلميِّ أيَّ مخالفة ابتدع ترامب مسائلَ خارجةً عن بنودِ الاتفاق فاستَحدَثَ خطَرَ الحرَسِ الثوريِّ ودَعْمَ طهرانَ المجموعاتِ المسلحةَ وبينَها حزبُ الله وقال إنّ إيرانَ أخلّت بروحِ الاتفاقِ لناحيةِ تطويرِ الصواريخِ الباليسيتة علمًا أنّ الاتفاقَ لم يطلبْ مِن ايرانَ وقفَ هذه الصواريخ لكنّه لم يضعْ شرطًا يمنعُها مِن ذلك لاسيما أنّ الصواريخَ الباليسية لم تَحمِلْ رؤوسًا نووية فما عَلاقةُ الدولِ الخمسِ بكلِّ مخاوفِ ترامب؟ وهل نصَّ الاتفاقُ على الحرَسِ الثوريّ وحِزب الله؟ لقد اختلقَ الرئيسُ الأميركيُّ أسبابًا لا تُقنعُ الشركاءَ ولا الحلفاءَ ولا سيما وزيرا خارجيتِه ودفاعِه وشارعُه الذي باتَ على أبوابِ فِقدانِ الثقةِ برئيسِه لأنّه غيرُ مؤتمنٍ على توقيع ولا يحترمُ اتفاقياتِه الدَّولية وعاملُ فِقدانِ الثقةِ دَفعَ الكونغرس الى تلزيمِ المِلفِّ لوزيرِ الخارجية ريكس تيلرسون الذي كُلّفَ إعادةَ النظرِ في الاتفاق وإضافةَ بنودٍ تَهُمُّ أميركا وحدَها لا العالَمَ كلَّه. وعلى التهويلِ الاميركيّ الذي لم يصارعْ إلا نفسَه فإنّ إيرانَ ردّت باحترامِها بنودَ الاتفاق وقالت عبرَ جوهوتِها النووية محمّد جواد ظريف إنّ الايرانيين هم اليومَ كلُّهم حرسٌ ثوريّ لكنّ مَن يرقصُ فرَحًا هو إسرائيلُ التي صفّقت لترامب وتوقّعت نهاياتٍ حربيةً تروقُها من دونِ أن يلتفتَ العالمُ أن هذا الكِيانَ الذي يسكنُ المتوسّط يقعُ على أكثرَ مِن مئتي رأسٍ نوويٍّ سام ليس سلميّاً خلاصةُ الخِطابِ الهوائيّ أنه زوبعةٌ في فِنجان فلا أميركا ستُلغي الاتفاق ولا هي قادرةٌ على تجاوزِ خمسِ دولٍ  فيما ايرانُ تمضي نحوَ تخصيبِها كالمعتاد وبحراسٍ ثوريين ولن تربحَ اسرائيلُ سوى صوتِ ترامب من وراءِ المحيط الذي بدا زعيقاً في سيرك ٍ يديره رجل ث البيت الابيض .
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق