وإذا بليتم بالخطف فاستتروا!

2017-12-15 | 16:37
views
مشاهدات عالية
وإذا بليتم بالخطف فاستتروا!

وتُركت القدسُ وحدَها .. انتَهتِ القِممُ والاجتماعاتُ الطارئة .. جامعةٌ عربيةٌ .. قِمةُ دولٍ إسلامية ومُنظمةُ تعاون .. مجلسُ برلمانيينَ عرب .. لكنّ مَن تظاهَرَ في جمُعةِ الغضب هم الفِلَسيطنيونَ أنفسُهم .. مَن استُشهدَ هُم أهلُ القضيةِ المتروكونَ لمواجهةِ عدوِّهم مِن الضَّفةِ الى القطاع فالقدسِ العاصمة حيث عمّتِ التظاهراتُ المدنَ الفِلَسطينيةَ واندلعت المواجهاتُ التي استخَدم فيها الاحتلالُ الرصاصَ والغازَ المسيّلَ للدموع ما أسفرَ عن سقوطِ ثلاثةِ شهداءَ ومئاتِ الجرحى نارُ فِلَسطين لم تَحرُقْ إلا أهلَها ..في وقتٍ تقيمُ المدُنُ العربيةُ جداراً عازلاً يَحجُبُ شعبَها عن الغضب فإذا كانت مكةُ أدرى بشِعابِها لماذا يسودُ في شوارعِها الصّمت ..فهي مَسقَطُ رأسِ الرسول .. أولُ الحرفِ الإسلاميّ .. حاضنةُ الحرَمينِ الشريفين وتوأمُ الحرَمِ القُدسيِّ الثالث على أرضِها المسجدُ الحرام والكعبةُ المشرَّفةُ قِبلةُ المصلين  تحت وصايتِها المسجدُ النبويّ والحجَرُ الأسودهي جبلُ النور و غارُ حِراء  حيثُ تعبّدَ النّبيُّ ونزَلَ عليه الوحيُ  
قبل أن يُسرَى به ليلاً  مِن المَسجدِ الحرامِ في مكةَ إلى المَسجدِ الأقصى .. بيتِ المقدسِ في فِلَسطين أرضِ الإسراءِ والمِعراج 
فأين المؤمنونَ الذين يحفَظونَ أرضَهم المقدسة ؟ وأين علماءُ الدين والمُفتونَ الذين لم يَتركُوا بِدعةً دينيةً أو فتوىْ حربيةً إلا وأفرغوها في الحربِ السورية فأجّجوا وثاروا وكفّروا ووقفوا حاجبًا على أبوابِ الجنةِ والنار ووضعوا لِحاهم بوليصةَ تأمينٍ للعبور . 
ليسَ على هذهِ الأرضِ ما يَستحقُّ الثورةَ اليوم ما دامَ العنوانُ فِلَسطين لا تمزيقَ سوريا ولا تفتيتَ اليمن أو اللعِبَ بمصائرِ المدنِ  وتوتيرِ شوارعِها واحتجازِ رؤوساءِ حكوماتِها . 
وإذا ابتليتُم بالخطفِ فاستتروا ولا ترسلوا لنا بقصائدَ عن بلادِنا وتتغنّوا بتنوعِها الطائفي .. إذ قال وزيرُ خارجيةِ السُّعودية عادل الجُبير : نحن نريدُ لبنانَ مُستقراً ومزدهرًا، ولو لم يكُن لبنانُ موجودًا لَوجَبَ ابتكارُه واختراعُه فهناكَ أكثرُ مِن سبعَ عشْرةَ طائفةً تعيشُ فيه بتجانس وهذا نموذج. واذا خسِرناه نخسرُ كلَّ الأقليات ونَخسرُ هذهِ الثروةَ لثقافِتنا".
لم يطلُب لبنانُ نَظْمَ بيتِ شعرٍ ولا سألَكم دخولَه في سوقِ عكاظ .. فكلُّ هذا الغزلِ لن يَنفيَ حقيقةَ الاحتجاز .. 
أما توغّلُ الجبير في الحديث عن أسبابِ الاستقالةِ والصدمةِ الإيجابية ودخولِه في تفاصيلِ قانونِ الانتخاب فذلك لن يعدَّ سوى تدخّل ٍ سافرٍ في الشؤونِ اللبنانيةِ وخَرقٍ لمعادلةِ النأي بالنفسِ التي يُطالبوننا بتنفيذِها . 

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق