مقدمة النشرة الاخبارية 15-09-2018
تعذّر مواصلةُ جُنونِ البشر فاستُؤنِفت المعركةُ على محورِ جنونِ البقر في كل الاتجاهات لتحمل بين مواقفها جمراتٍ سياسيةً خبيثة تعود جذوُرها الى تعثر تأليف الحكومة .
واندلعت الاتهامات الطائرة مِن جِزين الى بَعْلَبك الهرمل ومن حاصبيا الى بعبدا .. ومن مونتريال الكندية الى كل من يعنيهم الامر
على ان آخر مراحل التصعيد جاء من حيث لا يحتسبون .. ومن صوت الذين لا صوت مرتفعا لهم إذ قرر النائب انور الخليل ان يفتح المعركة ومن ابوابها العالية فخاطب رئيس الجمهورية
بوصفه العُقدةَ الوحيدةَ في تأليفِ الحكومة عندَ فخامته وليسَت عند غيرِه، فهو يُطالِبُ بما لا يُطالَبُ به متهما الوزير جبران باسيل من دون ان يسميه بزرع الفتنة بين الطوائف .
لكن الخليل سرعان ما استدرك واعفى نفسَه من صفته كأمين عام لكتلة التحرير والتنمية التي يترأسها الرئيس نبيه بري وقال انه يتحدث بصفته الشخصية كنائب . اما في حروب المواشي السياسية والحيوانية فقد اندلع سجال بين وزير الزراعة غازي زعيتر والنائب زياد اسود الذي اعلن ان باخرةَ البقر ستدخُلُ مرفأَ بيروت كما دَخلت قبلَها باخرةُ العلفِ الفاسدِ سابقًا ومِن اغترابِه الكنديّ كان وزيرُ الخارجية جبران باسيل يوجّهُ الرسائلَ " جوًا وبرًا ومش فارقة معنا " مستغربًا اتهامَ التيارِ بالتعطيل سائلًا : : "هل منَ المنطقيّ أن يعرقلَ أحدٌ نفسَه؟". وقال باسيل : إذا لم يكن هناك حكومةٌ فسيكونُ الوضعُ أحسن، وهدفُهم معروف، إفشالُ رئيسِ الجُمهورية وجُزءٌ مِن سهامِ باسيل أصابتِ الاشتراكيَّ الذي كان رسولُه النائب وائل أبو فاعور يَحُجُّ إلى المملكةِ في زيارةٍ خاطفةٍ طالباً المؤازرةَ في التأليف
والكَتِفُ السُّعوديةُ إذا ما وُضعت إيجابًا في مساعي الخلاصِ الحكوميّ فإنها ستستبقُ المبادرةَ الفرنسيةَ التي يضطلعُ بها الرئيس مانويل ماكرون شخصيًا عَبرَ سفيرِه لدى لبنان برونو فوشيه ومن خلالِ شبكةِ اتصالاتٍ هاتفيةٍ يُجريها ماكرون معَ المعنيينَ في بيروت
وسواءٌ أجاءَ المسعى الإيجابيُّ مِن الرياض أم من باريس فإنّ الرئيسَ المكلّفَ يكونُ قد اجتازَ كماشةَ المُعطلين وتحلّل مِن أسرِهم .. وربما كانَ التدخّلُ الفرنسيُّ مستوحىً مِن إيماءةٍ للرئيسِ المكلّف الذي لم يتمكّنْ أن يؤلّفْ للشهرِ الرابعِ على التوالي .
ولبنانُ الباحثُ عن دولةٍ تَحُلُّ أزْمة ..كاد يدخُلُ في أزمةِ عَلاقاتٍ معَ دولةٍ هي الأقربُ إليه في الوجدانِ والعُمران ..
فدولةُ الكويت احتجّت على كلام الاعلامي سالم زهران على قناةِ المنار واعتبرته إهانةً لأميرِها الشيخ صُباح الاحمد الصباح لكنّ قناةَ المنار المستضيفةَ للحدث أعلنت أنّ ضيوفَها يعبّرون عن آرائِهم الخاصة وأنّ ما ذُكرَ على شاشتِها لا يعكِسُ مواقفَها أبداً التي كانت ولا تزالُ تقدّرُ وباحترامٍ كبيرٍ أميرَ الكويت والحكومةَ والشعبَ الكويتيَين .
وادعاءات زهران يدحضُها اعلان ُ الكويت سابقاً ان اميرَها تلقى دعوةً للقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب فيما حدد البيت الابيض تاريخ َاللقاء ونشرَ موعدَه قائلا انه سيتم في صباح الاربعاء في الخامس من ايلول سبتمر محددا ايضا العناوين التي سيتناولها .
وهذا يؤكد ان ما زعمه الصحافي زهران هو محض افتراء وكذب وكاد ان يوتّر علاقاتِ دولة بدولة .