حرب بالشاحنات الحية

2017-04-26 | 16:03
views
مشاهدات عالية
حرب بالشاحنات الحية
يا لها مِن دولةٍ على ظهرِ شاحنة.. ومِن حُكمٍ قرّر أن يُعطّلَ عجَلاتِه الأربعَ عند منتَصفِ الطريق بعد أن يَدهسَ الناسَ ويعبّئَهم رهائنَ نِصفَ نهار معركةٌ بالشاحناتِ الحية وبذخيرةٍ انتخابيةٍ مزوّدةٍ بما تيسّرَ مِن سلاح.. جرى خوضُها اليومَ عالمشكوف وعلى توقيتٍ سياسيٍّ انتخابيّ مُرمّزٍ وهادفٍ إلى استعمالِ الإضراباتِ والاعتصاماتِ وسيلةً للضغط وبلا وَجَل استُخدم الناسُ أوراقاً لحربٍ قريبةِ المدى وجرى إذلالُهم والاعتداءُ على سياراتِهم وقهرُهم واستخراجُ مرارتِهم.. ودفعُهم إلى لعنةِ وطنهِم على مَن فيه مِن حكّامٍ ساقطينَ يَسعَونَ للنهوض مجدّداً مِن بينِ الأمواتِ السياسيين فعلى ظهرِ الشاحنةِ فريقان: الأولُ عَطّلَ مجلسَ النوابِ دُستورياً ويرفُضُ انعقادَ مجلسِ الوزراء.. والثاني قرّر أن يُعطّلَ بالشارع فإن لم يَنفعِ المياومونَ فهناك المشحونون.. وصواريخُ الرماية كانت تنطلقُ مِن عينِ التينة باتجاهِ بعبدا وبالعكس.. ليسقطَ العابرونَ ضحيةً وسجناءَ طرُقٍ مِن دونِ أن تعتذِرَ الدولةُ إلى مواطنيها.. أو أن تقدّمَ لهم المتسبّبَ الأساسي َّبكلِّ ما جرى اللهمَّ إلا إذا اعتَبرنا أنّ المدعو "سين.فاء" الذي أوقفتْه قُوى الأمن هو الفاعلُ الأوحدُ وصاحبُ النيّاتِ المبيتةِ في خرابِ البلد فتحتَ الشاحناتِ وعلى سَطحِها تَسلّقَ سياسيونَ ونِقابيونَ بالأحرفِ الأولى والأخيرة وإذا كانَ النائب هاني قبيسي قد نَفى ضلوعَ أمل في الحربِ الشاحنة.. فإنّ التوقيتَ يتكلّم فلماذا تُستحضرُ أرواحُ أصحابِ الشاحناتِ على الزمنِ الانتخابيِّ الحاسم.. ومَن حرّكَ المياومين قبلَ ذلك.. ومَن هو المعلّمُ والأستاذُ في قيادةِ الشاحناتِ الثقيلةِ على الطُّرُقاتِ السياسيةِ سوى الرئيس نبيه بري؟ هو السائقُ النبيهُ العالمُ بالطرقاتِ الفَرعيةِ الرئيسة.. الذي يعرفُ كيف يحرّكُ الشارعَ ثُم يستلحقُه بالأسفِ والرفضِ والاستنكارِ الى حدِّ الغضبِ الجاهز وتأكيداً لذلك فإنّ اجتماعَ مجلسِ الأمنِ المركزيّ في وِزارةِ الداخلية قد بلغَه دعمٌ مِن الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري من دونِ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري والمجلس الذي عَقد اجتماعاً طارئا تحلّى بقراراتٍ عَزَمَ عليها الوزير نهاد المشنوق للمرةِ الأولى في وجهِ مافيا الكسارات والمرامل التي لم تلقَ على مرِّ التاريخ مَن يلجمُ تمدّدَها واستهتارَها بحياة ِالناس وقد وَضع المشنوق حداً لدولةٍ مِن بَحصٍ ورمل.. لعِصابةٍ كانت تحيا وتستمرُّ على رشى توزّعُها على سياسيينَ وأجهزةٍ وقضاء.. لتستحصلَ على الحمايةِ الدائمة ولكنْ هلِ انتهتِ الأزْمةُ هنا.. أم إنّ غداً يومٌ آخرُ مِن الحِصار؟
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق