قبل أن يرميَ العامُ الجاري آخرَ أوراقِه/ فَتحَ ملحقاً جديداً بين المختارة وبنشعي/ وفي المجلسِ السياسي/ جرى استحضارُ أرواحِ المجلسِ العسكري بعد تمديدٍ لقائد الجيش جوزف عون رأى فيه تيارُ المردة بديلاً كي لا تذهبَ البلادُ إلى المجهول/./ في اللقاء بين العيدين جرى ترميمُ الجسرِ التاريخي الذي يربِطُ الدارين/ "والدار دارهم" بحسَبِ تعبير النائب طوني فرنجية/ أما عنوانُ اللقاء فالعيديةُ أولاً مصحوبةً بمِلفِّ رئاسةِ الأركان وبما تيسَّرَ من تعييناتٍ رأى فيها تيارُ المردة/ حلولاً مجتَزأةً ورسَمَ حول مَبدئِها علاماتِ الاستفهامِ في ظِلِّ غياب رئيس الجمهورية/ لكنَّ التباينَ في بعض وُجُهاتِ النظر لا يُفسِدُ للوُدِّ قضية/ وعلى هذه القاعدة وَضع النائب أكرم شهيب الزيارةَ في إطار السعي لإخراج لبنانَ من الوضع الصعب الذي يمرّ به/./ واتفاقُ الإطارِ هذا، يهدِفُ إلى الحفاظ على رئاسة الأركان والمجلس العسكريّ وصَونِ المؤسسةِ العسكريةِ الأمّ التي حافظت على وجودها وعلى السِّلم الأهلي على الرَّغم من الظروفِ الصعبة والدقيقة/ والتي تقوم بدورها كاملاً في الدفاع عن لبنان بمواجهة العدوّ الإسرائيلي/./ وفي خلال اجتماع الاشتراكي المردة/ أكدت مصادرُ الحاضرين أن فرنجية الأب مستمرٌّ في الترشح لرئاسة الجمهورية/ وألاّ علاقةَ للِّقاء بعملية تبادلٍ بين رئاستي الأركان والجمهورية/ وأنَّ الاشتراكي لا يزالُ على موقفه الواضح بما خصَّ الرئاسةَ ربطاً بالتوافق المسيحي/./ الوضعُ في غزة شَغَلَ حيزاً من اللقاء/ لكنَّ حيِّزَهُ الأكبرَ كان في الإشغالِ المتنامي على طول الجبهةِ الحدودية المشتعلة معَ فلسطينَ المحتلة/ وفي كثافة النيران على اختلاف أنواعِها وأسلحتِها التي أصاب بها حزبُ الله مواقعَ الاحتلال حتى انقطاعِ أنفاسِ جنودِه ومستوطِنيه/ الذين تظاهروا في صفد وغيرِها من مدنِ الجليل المحتلة ضد بنيامين نتنياهو واتهموه بالتخلي عن الشمال/ في وقت كثفت مدفعيةُ الاحتلال قصفَها لكلِّ القرى الحدوديةِ الجنوبية/ واستهدفَتْها بالقذائفِ والصواريخ من سهل القليلة على ساحل صور حتى تلالِ بلدتي جبشيت وشُوكين في محافظة النبطية/
أما في غزة حيث وصل عددُ الشهداءِ المدنيينَ إلى ارتفاعٍ تَجَاوز العشرين ألفاً بالمئات/ فقد كشف انسحابُ جنودِ الاحتلال من مناطقِ القطاع التي توغَّلَ فيها حجمَ المجازرِ التي ارتكبَها والدمارِ الذي خلَّفه وراءَه/ والمشاهدَ الصادمة عن معتقلين بينهم أطفالٌ جرَّدهُمُ الجنودُ من ملابسهم وتركوهم في العَراء لصقيع كانونَ القارس/في مشهدٍ صَفَع وجهَ الإنسانية ودُعاتَها الذين دَفنوا رؤوسَهم في رمال غزة/ حيث المقاومةُ الفلسطينية تَتَفننُ في ضرب العدو وتستدرجُه إلى مقابرِ الأنفاقِ المفخخة بعدما أدت خدمتَها العسكرية/./ وصمودُ غزةَ الأسطوريُّ حَرَّك الصفائحَ الرَّخوةَ تحت أقدامِ بنيامين نتنياهو/ الذي فَقَد الثقةَ حتى بظلِّه/ وقد أبلغَ وزيرَ حربِه يوآف غالانت بأنه ليس من صلاحياتِه عقدُ اجتماعاتٍ معَ رؤساءَ ليسوا تحت قيادتِه/ والمقصودُ هنا رؤساءُ الموساد والشاباك/ وفَرض رقابةً عسكريةً مشددة على الموادِّ الإعلاميةِ قبل نشرِها/ ووضعَ أهالي الجنود القتلى في مواجهةٍ مع أهالي الأسرى/ ما دفع بدان حالوتس رئيسِ هيئةِ الأركان السابق في جيش الاحتلال إلى القول إن إسرائيلَ خَسرتِ الحربَ ضد حماس/ وصورةَ النصرِ الوحيدةَ التي ستتحققُ هي إسقاطُ نتنياهو/./ وفي محاكاةٍ لسقوطه وقادَتَهُ / بثت وَكالةُ مَهر الإيرانية شريطاً مصوراً/ تحت عنوان هذا ليس تهديداً/ عزرائيل ينتظرُكم/ وذلك غَداة اغتيالِ المستشار في الحرس الثوري رَضِي الموسوي / وفي حين قال وزيرُ الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنَّ على تل أبيب أن تبدأَ العدَّ التنازلي/ شدد وزيرُ الدفاع على إن إيران ستردُّ على الكِيان الصًّهيوني في المكانِ والزمان المناسبين/./