سقطت إسرائيل من أعالي إقليمِ التفاح فقررت أن تَرُدَّ من رأس القلعة وتنفذَ غاراتٍ للمرةِ الاولى في محيطِ مدينةِ بعلبك/ وأعلنَ الجيشُ الإسرائيليّ أنَّ طائراتِه الحربية شنّت غاراتٍ جويةً على منطقةِ البقاع، مستهدِفَةً مجمَّعاتٍ تَستخدمُها وِحدةُ الدفاعِ الجويّ التابعة لـحزبِ الله/ لكنَّ المَشاهِد أظهرتْ قصفاً لمستودَعٍ ومنزلينِ في حوش تل صفية وعدوس/ وأسفرَ القصفُ عن استشهادِ عنصرين من الحزب وسقوطِ عددٍ من الجرحى/ والتجنيحُ الاسرائيليّ عن قواعدِ الاشتباك بعمقِ مئةِ كيلومترٍ بَلَغَته قيادةُ العدوّ بعد صفْعةٍ جوية تلقَّتها من وِحدة الدفاعِ الجوي في المقاومةِ الاسلامية، التي اسُترزقت بالمسيَّرة الاسرائيلية هرميز 450 وحوَّلتها الى كتلةٍ حمراءَ بصاروخْ أرض جو، بينما كانت تتراقَصُ لساعاتٍ من النبطية الى إقليمِ التفاح. ومقلاعُ داود الذي اقتلَع طائرةً بمِليونَيْ دولار خَرقتِ السيادةَ اللبنانية، اعقَبتهُ صَلْياتٌ من صواريخ الكاتيوشا التي طالت مقرَّ قيادةِ فِرقةِ الجَوْلان بستينَ حبَّةً وصلت الى مقرِّ اللواء الاقليميّ ومعسكراتهِ وتشكيلاتهِ البرية ومحطاتِ اتصالاتهِ وصيانتِه/ لكنْ هل سيُعَدُّ إثنينُ الصواريخ خَرْقاً لمسار الايامِ المئةِ والإِثنينِ والأربعينَ الحربية؟ في التقديرات العسكريةِ والسياسية أَنَّ الجبَهاتِ شَهِدت توسعاً لكن لم تنزلِقْ الى الأَوسع، أمّا في المواقف فقد رسمَ نائبُ الامينِ العامِّ لحزبِ الله الشيخ نعيم قاسم خطوطَ هذه الحرب، وقال: إذا اعتَدت اسرائيل على المدنيين سيكونُ ردُّنا متجاوزاً لبعضِ الضوابطِ التي وَضَعناها لأنفسِنا لأننا نريدُ معركةً محدودةً تؤدي غرَضَها.. لكنْ لو تمادى الاسرائيليُّ سنرُدُّ اكثر، وكلُّ ما استَخدمناهُ حتى الآنَ في القتالِ هو الحدُّ الأدنى مما نملكُ من امكانات/ وبهذا الموقفِ تبرُزُ ضوابِطُ يضعُها حزبُ الله للمعركة، والتي تتلاقى والجهودَ الرسميةَ في احتواء التصعيد، اذ اعلن وزيرُ الخارجية عبدالله بوحبيب بعد لقائه السفيرةَ الاميركية أننا مستمرون بجهودنا لوقف تدحرجِ الامورِ الى الاسوأ، ولاسيما من خلالِ ما نشاهدُه هذه الايام من اعتداءاتٍ مُقلِقة جداً تهددُ ليس فقط امنَ لبنان بل المنطقةُ بأسرِها/ وفي ظلالٍ تتأرجحُ على سلالِمِ حربٍ وسِلمٍ وصفْقةِ تبادلٍ قادمةٍ قبل شهرِ رمضان، تُطلِق أفواجُ الاعتدال مسيَّراتِها الرئاسيةَ فوقَ الاجواءِ اللبنانيةِ كافةً، ولا تشهدُ حتى اليومِ على ايٍّ من المضاداتِ الارضية ولم تعترضْها قِبةٌ حديديةٌ سياسية لايٍّ من المكوِّناتِ الفاعلة/ وحلّقَ وفدُ التكتل في مدار نوابِ التغيير ونوابِ صيدا في المجلس النيابي والذين اكدوا حضورَهم ودعوتَهم لانتخاب رئيسٍ جديد بأسرع وقت. ولم يضعْ حزب خط احمر ايَّاً من الخطوطِ الحُمرِ على الفكرة ، ورحبتِ الكتلةُ بالمبادرة الجديدة واعتبرت انه من الممكنِ ان تشكِّلَ مدخَلاً لحلِّ المُعضِلةِ الرئاسية. . وسارت تجدد على خُطى الكتلِ الاخرى لجهة الترحيبِ والحثِّ على ضرورة انتخاب رئيسٍ يعيدُ لبنانَ الى محيطِه العربي والإقليمي.
واذا ما كانت مواقفُ كلٍّ من حزبِ الله والمردة والاشتراكي مطابِقةً لايجابيات الكتل، فإنَّ الاعتدال سيَشرع بآلية التطبيق . فهل تتم صفْقةُ التبادلِ الرئاسية قبل الصفقةِ الشاملة في غزة ..وايُّ طبَقٍ سيقدَّمُ على موائدِ رمضان ؟ حتى الساعة فإنَّ الشَّيْطانَ يكمُنُ في التفاصيل في كلا الصفقتينِ اللتينِ تسيرانِ على كفوفٍ من العَفاريت .