وتابع: "إن المبادرات الخارجية من الدول الشقيقة والصديقة ، لحل الأزمة اللبنانية ، هي عامل خير وحلحلة للعقد والعقبات . والإصرار والعزيمة لإنجاح أي مبادرة ، هو هدف أصحاب المبادرات، بمساعيهم الطيبة، لن تذهب هدرا بإذن الله ، مهما واجهتهم عراقيل بعض السياسيين ، الذين يسعون إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب الشعب والوطن".
وشدد دريان على أن "الحراك الداخلي هو الأساس في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، والحراك الخارجي هو عامل مساعد وداعم، وهذا يعني أن على القوى السياسية والكتل النيابية، أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية أمام الله والوطن والناس، وينبغي على اللبنانيين التقاط الفرص التي تقدم لهم، فالفرصة لا تعوض إذا لم نحسن التعامل معها، على أساس مصلحة الوطن الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، والاستحقاق الرئاسي سيحصل، مهما اشتدت العواصف، كي نضع حدا لآلام اللبنانيين، وكي يعود الدور الفاعل إلى الدولة ومؤسساتها ، فإنه لا تغيير في النظام اللبناني ، وسيبقى اتفاق الطائف الضامن للشراكة الإسلامية - المسيحية، والعيش المشترك ، ولا مكان للطروحات التي تمزق الوطن وتفرق اللبنانيين في وطنهم لبنان، بلد الوحدة والتنوع".
وتوجه دريان للبنانيين بالقول: "إن بناء وبقاء الدولة ، دولة الحق والقانون، الدولة القوية والعادلة، التي تساوي بين الجميع، وتؤاخي بين الجميع ، تحتاج إلى مصلحين وأصحاب اختصاص وكفاءة، وقادة متبصرين، يضعون مصلحة الناس فوق مصالحهم الخاصة، ومصالح البلاد العليا ، والمصلحة العامة فوق طموحاتهم الشخصية، فلتتنح السياسة عن الميدان، لتخلي الساحات لأصحاب الكفاءة والاختصاص، الذين لا تعنيهم السياسة إلا بمقدار ما تعني أنها تدبر شؤون الناس، وتغني حياتهم، وتحافظ على كراماتهم، وتعمر بلدهم.
تعب اللبنانيون من السياسة ، قضت السياسة مضاجعهم ، فرقتهم السياسة ومزقت صفوفهم ، أفقرتهم السياسة ، وهجرت أبناءهم وشردتهم .
آن الأوان للاستجابة لآلام الناس ومطالب الشعب الحياتية والاجتماعية والمعيشية ، آن الأوان ليستعيد الشعب ثقته بالدولة ومؤسساتها الدستورية والإدارية ، آن الأوان لاحترام مبادئ الديموقراطية وقيمها، ومعايير ممارسة الحكم الديمقراطي والبرلماني وقواعده، وفي مقدمته مبدأ الفصل بين السلطات ، والمساءلة والمحاسبة والحكم الرشيد".