اتكأتْ أبراجُ الزهور على أَيقونةِ غزة/ فتوحّدَ الدمُ الفلسطينيُّ بشريانَيْهِ المُسلمِ والمسيحي/./ وفي جُمُعةٍ حزينة/ تعمّدتِ الكنيسةُ بدمِ المعمداني وصُلِبَتْ أحياءُ القطاعِ على زُنَارِ نار/ أعداءُ اللهِ استَهدفوا عُمْقَ التراثِ الإسلاميِّ والمسيحيّ بمساجِدِه وكنائسِه في حيِّ الزيتون/ وشَطبوا عشراتِ العائلاتِ المسيحيةِ عن الهُويةِ الفلسطينية/ وباستهدافِ البشرِ والحجر، يقضي أحفادُ الهاغاناه على ألفٍ وسبعِمِئةِ عامٍ من ولادةِ ثالثِ أقدمِ كنيسةٍ في العالم هي كنيسةُ القديس بورفيريوس للروم الأرتوذوكس// وفي مشهدٍ استعادي/ حين رُفع نعشُ الشهيدة شيرين أبو عاقلة على أيادٍ مُسلِمةٍ فإنَّ من تبقَّى مِنَ الجِيرة أقاموا صلاةَ الغائب على أرواحِ الشهداءِ المسيحيين/./ وفي جُمُعةِ النفير، خرجت الشعوبُ دعماً لغزةَ وفلسطينَ ضدَّ إسرائيل/ التي تلقَّتِ اليومَ آلافَ الأطنانِ المتفجرةِ المحمولةِ على خمسٍ وأربعينَ طائرةَ شحنٍ دعماً للقضاءِ على القطاع// وفي مُقابلِها، أَفرجتْ حماس عن سِرْبِ الأبابيل، على شكلِ حَوَّاماتٍ مجهزةٍ بقنابلَ مضادةٍ للدروعِ والآليات استخدمَتْها في طُوفان الأقصى وأعادتْ تنشيطَ ذاكرةِ بنيامين نتنياهو حول ما ينتظرُه في حالِ أقدمَ على مغامرة البر/./ وعلى البَرِّ اللبنانيّ لا تزالُ معادلةُ النارِ بالنار تَضبطُ المعركة/ وإلى الصواريخِ الموجَّهةِ التي أعلنَ حزبُ الله استخدامَها اليومَ ضدَّ المواقعِ الإسرائيلية/ كان بارزاً تسللُ أحدِ المقاومين إلى إحدى مستوطَنات الشمال/ فنفَّذ مَهمتَه وعاد سالماً/./ وانسحاباً نحوَ الداخل/ فإن وَحدةَ الشارعِ السُّني الداعمِ لفلسطينَ ومقاومتِها رَسّختِ الموقف/ وبإجماعِها تعالت على محاولاتِ شقِّ الصفِّ الوطني والعروبي/ وبصورةٍ أوسعَ لما تعيشُهُ الساحةُ الداخلية من تداعياتِ الحرب على غزة والمخاوفِ من فتحِ الجَبَهاتِ المرادفة/ استدعاءاتُ دولٍ عربيةٍ وغربية لرعاياها بمغادرةِ لبنان/ وانقطاعٌ عن تسييرِ الرَّحَلاتِ إلى مطارِ بيروت، الأمرُ الذي دفع بشركةِ طيران الشرق الأوسط إلى اتخاذ إجراءٍ احترازيٍّ بتقليص عددِ الرحلات وإجلاءِ عشرِ طائراتٍ من أسطولِها إلى أماكنَ آمنة/./ لكنَّ رئيسَ مجلسِ إدارة الشركة محمد الحوت طمأنَ بأنّهُ لا توجدُ لديهِ معوماتٌ عن استهدافِ المطار وقال إنَّ كلَّ ما يصِلُنا يؤكدُ أنَّ التصعيدَ سيَبقى جنوباً ضِمنَ قواعدِ الاشتباك// وفي المسيراتِ السياسية المحمولةِ على رؤوسٍ تحذيرية/ اتصالٌ من وزيرِ الخارجيةِ الأميركيّ أنطوني بلينكن برئيسِ حكومةِ تصريفِ الأعمال نجيب ميقاتي/ وزيارةٌ من السفيرِ المصري لنقلِ أجواءِ قِمةِ القاهرة للسلام وجولةٌ استطلاعية لوزيرةِ الخارجية الألمانية حول ما يجري عند الحدود/./ أما خارجَ القُطْرِ اللبنانيّ/ فقد خرجت قِمةُ آسيان في الرياض بموقفٍ واضح لوليِّ العهد السعودي محمد بن سلمان رافضاً استهدافَ المدنيينَ والبُنى التحتيةِ في غزة/ فيما كان الأمينُ العامُّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ينتظرُ عند مَعبر رفح الإذنَ الإسرائيلي للعبور بالمساعدات الطِّبيةِ والغذائية/ إمعاناً من بنيامين نتنياهو في تضييقِ الخِناقِ على غزة حيث يلفِظُ القطاعُ الصِّحيُّ آخِرَ أنفاسِه/ ./ ونتنياهو المأزومُ يمددُ الحربَ لالتقاط النَّفَس/ بدعمٍ أميركي غيرِ مسبوق بلغ بحسَبِ البيتِ الابيض مئةً وستةَ مليارات دولار يوزعُها الرئيس بايدن بين حربين : اسرائيل واوكرانيا ويتحملُ وِزرَها المُكلَّفُ الاميركي .