خمسُ ساعاتٍ اميركيةٍ في بيروت كانت جسرَ العبور من النارِ الى التهدئةِ التي أرادها آموس هوكستين معزولَةً عن محيطِها الفلسطينيِّ الدامي، وموصولةً على شبَكةِ مسارٍ سياسي وحلٍّ قالَ إنه طويلُ الامد. وفي اجتماعاتِه مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وعددٍ من القُوى السياسية وفعالياتِ المعارضة، عَكَسَ هوكستين رغبةً اميركية في ايجادِ حلٍّ ديبلوماسيٍّ يُنهي العملياتِ الحربيةَ على الحدودِ بين لبنانَ واسرائيل، وبدا أنَّ عودةَ المستوطِنين الى الجليل كان اولويةً في رأسِ لائحةِ الموفد الاميركي ، معتبراً أنَّ التصعيدَ لا ينفعُ ولا يساعدُ في عودةِ النازحين الى منازلِهم على جانبيّ الحدود، ولا يساعدُ لبنانَ بالتالي في إعادةِ البناءِ والتقدم / لذلك فإنَّ وَقفاً مؤقتاً لإطلاقِ النار هو غيرُ كافٍ، وكذلك الحربُ المحدودةُ لا يمكنُ إحتواؤها بحسَبِ كبير ِمسؤولي البيتِ الابيض ، ووصولا ًنحو الحلِ الدائم، فإنَّ هوكستين وبحسَبِ مصادرِ الجديد طرحَ خلالَ لقاءاتِه الرسمية توحيدَ الرؤيةِ لتطبيقِ القرار 1701، وتَثبيتَ النِّقاطِ السبعئ على الخطِ الازرق حالياً ليُعادَ لاحقاً البحثُ في النِّقاطِ الاخرى العالقة من نقطةِ الـ "بي وان " في الناقورة الى الغجر . وهذه المهامُّ ألقاها هوكستين على هِمَّةِ الرئيس نبيه بري بعدما مَنَحهُ رُتبةَ " صانعِ الحلوِل والقرار" ، إذ إنَّ للطرفينِ تَجارِبَ سابقةً منذ زمنِ " اتفاقِ الاطار " على الترسيمِ البحري، فخاطبَ الموفدُ الاميركي رئيسَ المجلس بوصْفه: he is the boss who makes the decision
وبهذه الترقيةِ الاميركية لنبيه بري سيكونُ رئيسُ المجلس قد غَطَس بالبر بعد البحر، من دون ان يتبينَ عمقُ المِساحةِ التي سيفاوضُ عليها الاميركي. لكنَّ لبنانَ الرسمي سواءً عبر بري او الرئيس نجيب ميقاتي ووزيرِ الخارجية، لم يُظهِرْ حتى اليومِ ايَّ اشارةٍ عن التخلي البري كما كان الامر على البحر، وكان التمسكُ بنُقطةِ الـ "بي وان" اكثرَ تشدداً في كلِّ المحادثات التي أُجريت معَ الوسيطِ الاميركي
وفي لقاءاتِ ما قبلَ المغادرةِ استمعَ هوكستين الى نوابٍ من كتل القوات والتكائب وتجدد والذين ابلغوه بحِرصِهم على عدم توسيع رُقعة الحرب. وقال النائب سامي الجميل إنَّا حَذرنا من ايِّ تسوية تحمل تضحيةً بلبنان لان هذا الامرَ سيواجَهُ من قِبلنا بكلِّ الوسائلِ المُتاحة .واشار النائب جورج عدوان الى ان اولويات الوسيط الاميركي هي عدم توسيع القتال وابلغناه ان الحل ههو بتطبيق القرار 1701
من دون تجزئة وهي الاشارة التي تحدث بها النائب ميشال معوض مطالبا بحلول جدية عبر تطبيق القرار الدولي.
وانتهت زيارةُ المسؤول الاميركي على تقديرٍ بان عودتَه قريبةٌ لاستكمال النقاش في البنود العالقة
وذلك بالتزامن مع حديث عن استبعاد ايِّ عودة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان قبل شهر رمضان
لكن الخبرَ المنتظر .. يقيم في القاهرة منذ ايام ولا يخرج بعد من اتفاق الاطار الى اعلان صفْقة التبادل مع اقتراب الشهر الفضيل
واختمار ُ مفاوضات القاهرة لم يمنع اسرائيل من صب نيرانها على الغزيين اضافة الى التصعيد جنوبا حيث استشهد
ثلاثةُ اشخاص من الهيئة الصِّحية في بلدة العديسة .
اما التسللُ البري ليلا.. فانتهى قبل ان يبدأ ,
حافظاً للدرس من تسلل تموز.