سنا السبلاني
تطوّرات جديدة تطرأ على شبكة العلاقات السوريّة - الخليجية، يمكن القول عنها إنّها فاتحة تبشّر بعودة للعلاقات السياسية بين البلدين. فهل تَحمِل التحرّكات الأخيرة ما تُحمَّل من تطلّعات ودلائل؟ وهل يمكن الحديث عن عودة "التطبيع" الخليجي - السوري، خصوصًا بعد المقابلة الإعلامية الأولى التي تجريها مؤسسة إعلامية خليجية مع الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الحرب السورية، واللقاء الذي جمع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بنظيره السوري وليد المعلم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
"الأراضي السورية يجب أن تعود إلى سيطرة الحكومة"... هذا ما صرّح به وزير الخارجية البحريني عقب لقائه الذي "لم يُرتّب له مسبقًا" مع المعلّم. يقول الصحافي والمحلل السياسي جوني منيّر في هذا الإطار إن "دول الخليج تعلم أن المناخ العام هو بعودة العلاقات مع سوريا"، ويعتبر أن ما يحصل هو "نوع من بداية تقارب... تمهيدًا لتقبّل وجود النظام السوري والرئيس بشار الأسد".
"صار الأمر محسومًا لكن هل يعني ذلك أنّ التطبيع في العلاقات يبدأ غدًا؟ طبعًا لا، من المبكر أن نشهد علاقة تطبيع جدّيّة الآن والعملية بحاجة الى قليل من الوقت، لكنّهم جاهزون"، يقول منيّر في اتّصال مع موقع "الجديد"، مضيفًا: "الأمر بحاجة الى مزيد من الوقت، مثله كمثل المعرض الأوروبي. إنّهم يتحضّرون للأمر لكنّهم ينتظرون التوقيت المناسب.. التوقيت له علاقة بانتهاء موضوع التسوية السياسية في إدلب والدستور السوري الجديد".
يلفت منيّر الى أنّ "الولايات المتّحدة الأميركية تحضّر لشيء في سوريا اسمه 'قوّة ناتو عربيّة'، ألمح إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأمم المتحدة عندما تحدّث عن الأردن ومصر"، مشيرًا الى أنه "في مطلع السنة المقبلة سيُعقد لقاء قمة بين الدول العربية في الولايات المتّحدة، إضافة الى الدول الخليجية، وسيكون مكان عملها في سوريا".
يشرح منيّر أن "الناتو العربي" أوّل مجالات عمله هي في سوريا ويقول إنه "سيُعطي مكانًا للمعارضة أو الدول التي هي ضد النظام السوري لأن تتنفّس قليلًا"، مضيفًا: "تريد (دول الناتو العربي) أن تحفظ مكانًا لها في سوريا، ولذلك هي تمهّد العلاقات مع النظام السوري لتتمكّن من أن تدخل الأراضي السورية في المرحلة المقبلة".
"هذا كلّه هو بداية ترتيب الوضع لحكومة تقارب في ما بعد. وطالما أن ذلك محسوم، فالمناخ العام سيكون جيّدًا وسيؤدّي الى الأمور التي تحدّثنا عنها"، يختم منيّر بذلك حديثه.