أثار التعادل السلبي للمنتخب السوري أمام نظيره الفلسطيني جدلاً واسعاً في سوريا، بعد أن خيب أداء المنتخب السوري آمال السوريين في مباراته الافتتاحية في بطلوة كأس آسيا المقامة في الامارات أمس الأحد.
واحتشد السوريون في ملعب المباراة في الشارقة، وفي المقاهي وأمام شاشات عملاقة تم تجهيزها في معظم المحافظات السورية لمتابعة منتخب بلادهم وسط أجواء من التفاؤل والانتظار على وقع أغان تم إطلاقها قبيل بدء المسابقة لدعم المنتخب السوري.
كذلك، تابع عدد كبير من السوريين المباراة عبر قنات قامت ببث المباراة بشكل غير قانوني، في حين احتالت الاخبارية السورية على موضوع حصرية البث الذي تملكه قنوات "بي ان سبورت" القطرية ببث مباشر من أحد المقاهي يظهر أجواء الحضور، وينقل بين حين وآخر لقطات من المباراة من شاشات المقهى.
وخيمت أجواء من الحزن على السوريين الذين كانوا ينتظرون فوزاً على المنتخب الفلسطيني لضمان ثلاث نقاط هامة لمتابعة مشوار المنتخب السوري الذي سطع نجمه بعد أدائه الكبير في تصفيات كأس العالم الأخيرة.
وما ان أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات التحليلات لسبب التعادل.
وناقل مئات السوريين تصريحات كابتن منتخب سوريا السابق فراس الخطيب الذي اتهم خلالها مدرب المنتخب السوري الألماني بيرند شتانغه بالتسبب بتعادل المنتخب، إضافة إلى انتقاده بشكل شخصي.
ولم يستدعي المدرب الألماني كابتن منخب سوريا فراس الخطيب بداعي أنه مصاب، الأمر الذي علق عليه الخطيب بأنه مجرد حجة كونه من الممكن أن يكون جاهزاً بعد تعرضه لاصابة طفيفة للالتحاق بالمنتخب في مبارياته المقبلة.
وكتب أحد المعلقين ساخراً "شتانغه لو ما جاي على سوريا كان حالياً عميقبض 400 يورو من الجوب سنتر ببلدو"، في حين طالب آخرون بعدم انتقاد المنتخب في الوقت الحالي ومؤازرته في هذه المرحلة الصعبة.
بدوره، طالب كابنت منتخب سوريا السابق، والمدافع الحالي في المنتخب أحمد الصالح المشجعين بمؤازرة المنتخب ودعمه في الوقت الحالي كون الفرصة مازالت قائمة.
وبعيداً عن التحليل الرياضي للمباراة، أثار معلق المباراة حفيظ دراجي ضجة على موقع التواصل الاجتماعي بعد أن كرر أكثر من مرة عبارة "فادئيو فلسطين الذين صمدوا بوجه العدو الصهيوني"، مشبهاً صمودهم بوجه المنتخب السوري بصمودهم أمام العدو الاسرائيلي، وتابع "صمود فلسطيني بوجه المنتخب السوري، كصمود فلسطين بوجه الاحتلال الصهيوني"!.
في غضون ذلك، ظهر الفلسطينيون الموجودون في سوريا في موقف حائر، بين تشجيع منتخب بلادهم، وتشجيع المنتخب السوري، خصوصاً وأن أجيالا من الفلسطينيين نشأت في سوريا وأصبحت تعتبر نفسها سورية، وفي وقت انحاز فيه قسم من فلسطينيي سوريا إلى المنتخب السوري الذي يعرفونه جيداً، قرر آخرون مؤازرة منتخب بلادهم.
وتناقل عدد من السوريين تسجيلات مصورة تظهر المشجعين السوريين الذين كانوا في الملعب وهم يقومون بتنظيف المدرجات بعد انتهاء المباراة، في لقطة اعتبرها كثيرون "الشيء الوحيد الايجابي في كل ما حصل".
وينتظر السوريون يوم الخميس المقبل لمتابعة مباراة منتخب بلادهم أمام منتخب الأردن المنتشي بفوز ثمين على استراليا، أحد المرشحين لحمل اللقب، في مباراة من شأنها أن تحدد مصير المنتخب السوري الذي لم يتمكن تاريخياً من تجاوز مرحلة المجموعات في البطولة الآسيوية.