عززت القوات التركية من وجودها في المناطق الجنوبية من "جيلان" المقابلة لمدينة "رأس العين" بريف الحسكة شمال سوريا، كما نقلت مجموعات كبيرة من المدرعات إلى المناطق الجنوبية من مدينة "أورفا" المقابلة لمدينة "تل أبيض" الواقعة بريف الرقة الشمالي.
وحسب موقع "داماس بوست" جاء التحشيد بعد تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقابله انتشار عمليات حفر للأنفاق والتحصينات الهندسية من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن، الأمر الذي يشير إلى احتمال صدام مباشر جديد بين القوات التركية والفصائل التي تدعمها من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" الذي تشكل "الوحدات الكردية" عامودها الفقري من جهة أخرى.
وقالت مصادر محلية إن "الجيش الوطني" المشكل في سوريا من اندماج مجموعة من الفصائل بتوجيه مباشر من أنقرة، أعلنت عن استعدادها للمشاركة إلى جانب "الجيش التركي" في الهجوم على مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" شرق الفرات، علما إن مكونات هذه القوات كانت قد شاركت في عمليتي تركيا على الأراضي السورية والذين حملا اسمي "درع الفرات" و "غصن الزيتون"، وقالت مصادر محلية إن الفصائل المنتشرة إلى الشمال من "نهر الساجور" استهدفت مجموعة من نقاط "قوات سوريا الديمقراطية" إلى الجنوب من النهر نفسه، علما إن "الساجور" يشكل خط الفصل بين مناطق "درع الفرات" و"قوات سوريا الديمقراطية" شمال مدينة "منبج" بريف حلب الشرقي الواقع إلى الغرب من نهر الفرات.
وفيما يبدو أن المعركة التي يريدها أردوغان شرق الفرات ستكون على عدد من المحاور، تقول مصادر ميدانية إن النية التركية على ما يبدو ستذهب نحو السيطرة عبر توظيف الفصائل السورية إلى السيطرة على الشريط الحدودي ما بين مدينتي "رأس العين" و "تل أبيض" كمرحلة أولى، كما إن المنطقة الممتدة ما بين "تل أبيض" و "عين العرب" بريف حلب الشمالي الشرقي مرشحة أيضاً لتشهد عمليات عسكرية من قبل الجيش التركي والفصائل الموالية له.
وتحصر أنقرة محاربة الإرهاب في سوريا بقتالها لـ "الوحدات الكردية" نتيجة لارتباطها بحزب العمال الكردستاني الموضوع على لائحة مجلس الأمن للمنظمات الإرهابية، ولا يبدو أن القوات الأميركية ستذهب نحو التدخل في حماية من تسميهم بـ "حلفاءها" في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية على الرغم من نشرها في وقت سابق لمجموعة من "النقاط" بحجة المراقبة في مناطق "غرب الفرات"، كما سيرّت مجموعة من "الدوريات" في مناطق شمال غرب الحسكة وشمال الرقة.
وتحدثت مصادر محلية في مدينة "منبج" عن زيارة ثانية لـ "عسكريين" من الإمارات والسعودية إلى قرى "قرى العطّو - وزور مغار- والشيوخ تحتاني"، إضافة إلى منطقة المطاحن بمحيط مدينة منبج، نفسها، وكانت المعلومات قد تحدثت في وقت سابق عن نية كل من الرياض وأبو ظبي إقامة قاعدة عسكرية بالقرب من قرية "الضعيف" الواقعة جنوبي نهر الساجور، وستكون هذه القاعدة قريبة من القاعدة الأميركية المقامة بالقرب من قرية "عون الدادات" في المنطقة نفسها.