وُضعت الاسماءُ الحكوميةُ بشخصياتِها وأوزانِها السياسية امامَ المِرآة تفنيدًا نقدًا وعدًا ووعدًا.. شرّح اللبنانيون اصلَ وفصلَ الوزراءِ الذين سوف يتسلّمون مَهامِّ السلطةِ التنفيذية حتى يَقضيَ اللهُ أمرًا كان مفعولا والوجوهُ السبعةَ عشَرَ القادمةُ الى العالمِ الوزاريّ كانت محطَّ قراءةٍ في السيرةِ الذاتية ومدى مطابقتِها للحقائبِ التي أُوكلت إليها.. وبمجمِلِ الوَصفِ والتقييم أننا "رح نخلق لبنان جديد.. كلو غناني وعناقيد" وأنّ أحدًا من المكوِّنات السياسية لم يُهزَمْ في معركةِ تقسيمِ القِطعةِ الحكومية فالعدلُ أساسُ المُلك الوازري ثلاث عشَرات لأربع قِطعاتٍ سياسيةٍ رئيسة.. كلُّهم ربِحوا.. توزّعت الغنميةُ وقضيَ الأمر لكنْ يبقى هناك تفصيلٌ صغير قد لا يكونُ مِن الكبائر وهو أنّ الخاسرَ الذي ستلحقُ به الهزيمةُ سيكونُ فقط : الشعب والوطن وتبرزُ علاماتُ الخَسارة في عودةِ الحُكمِ الوزاريِّ على هيئةٍ أخرى متنكرًا بوجوهٍ جديدة والعَلامةُ الفارقةُ أنّ وِزارةَ العهد الاولى الواعدةَ لمحاربةِ الفساد أطاحت وزارةَ الفساد التي لم تأتِ إلا "بتعب القلب ووجع الرأس" وزارةُ العهد الجديد لا تغيير ولا إصلاح ولا أمل والعشَراتُ الثلاثُ متساوون متحابّون واذا اختلفوا يكونونَ قادرينَ على تعطيلِ البلد كلُّ في عشَرتِه وبتحايلِه على استعارةِ وزيرٍ معطّل تَبَعاً للغرَض ولن تنقُصَنا البِدَعُ لأنّ الحكومةَ الصادرةَ حديثاً اجتَرَحت بعضاً منها في توليفِ حقائبَ لحاملِه.. فتمَّ ابتكارُ وِزارةِ دولةٍ لشؤونِ تكنولوجيا المعلومات ويصرفُ له وِزارةٌ لشؤونِ التجارةِ الخارجية في الوقت الذي يَرفُضُ لبنانُ فتحَ نقاشٍ على مَعبَرِ نَصيب لتصريفِ البضائع على أنّ موهبةَ الموسِم كانت في ابنبلاجِ فجرِ جرود المرأة مِن خلالِ وِزارةِ الدولة لشؤونِ التأهيلِ الاجتماعيِّ والاقتصاديّ للشبابِ والمرأة .. ولأنّ هذا المَنصِبَ لم يُعثرْ عليه في أيٍّ مِن القواميسِ الحكومية فقد صدر تعديلٌ على الاسمِ نتحفّظُ عن ذكرِه منعًا لالتقاءِ الساكنين.. ولكونِ التعديلِ جاءَ أكثرَ تعقيدًا مِن الأصل والحكومة في الوقتِ نفسِه ليس كلُ ّعسلِها مرّ.. ففيها منَ الأسماءِ مِن حملةِ الشهاداتِ والخِبْراتِ والذين إذا أُطلقت يدُهم سياسيًا وأَفلتوا من أسرِ حساباتِ زعمائِهم فإنّ خِبْرتهَم سوف تحقّقُ نتائج . لكنَ العِبرةَ في التنفيذ وفي القراءاتِ السياسية لما وزّع مِن حقائبَ يتّضحُ أنّ المستقبل تعلّمَ من تجارِبِ الماضي.. فقلّم اظافرَ الوزراء وعيّن موظفين لإدارةِ الهيئاتِ الحكومية حتى لا يكبُرَ جَناحُ أحدٍ وينمو سياسيًا داخلَ وزارتِه وينطبقُ هذا التوصيفُ على تيارَي المستقبل والوطنيِّ الحر وبضعِ أمل .. أما حزبُ الله فقال للأميركيين : بصحكتن .. ولا نأسَفُ لازعجاكِم وسرعانَ ما اعلنت الخارجيةُ عن بواعثِ قلقِها لكونِ "حزبِ الله"، سوف يستمرُّ في تولّي مناصبَ وزاريةٍ وقد أجيز له بتسمية وزير الصِّحة العامة.وقال بيان الخارجية: إننا ندعو الحكومة الجديدة الى ضمانِ ألا توفّرَ مواردُ هذه الوزارات وخِدْماتِها دعمًا لحزب الله"