ماغي محمود هي شعب بأكمله ومدرسة الأميركان في جبل محسن هي البلد الذي على رؤوس طلابه وساكينه ينهار أما الدولة وعموم زعمائها فلهم بيانات
الاستنكار ابنة الستة عشر عاما طالبة ثانوية القبة المختلطة، لم تنه حصة التربية الوطنية قبل أن تتلقى الدرس القاتل ويسقط على صفها جسر مرتفع ينهي حياتها ويجرح
آخرين فارقت ماغي رفاق المقاعد الدراسية وشيعت إلى مثواها لكن مشى في جنازتها نواب ومسؤولون ونثروا على موكبها عبارات الأسى التي لا ترد الروح
وماغي طرابلس هي لبنان بموته على رؤوس الأشهاد، ومدرسته التي يذاع صيتها بالأميركية، وصفوفها المخلعة الخارجة من حصص التاريخ والجغرافيا والتنشئة
الوطنية وتماما كما الوطن، لا إصلاح للجدران والجسور المعلقة على حبال آيلة للسقوط الإصلاح مفقود في كل البنيان السياسي كما الأكاديمي والأزمة تكمن في أن
المسؤولين عن دعائم الوطن يعرفون أن المبنى اللبناني يسقط تباعا ولا يبادرون حتى إلى الترميم فهل مدرسة القبة فأجات الدولة اليوم؟ باغتت الإدارة؟ وأين كشفت
وزارة التربية؟ ولماذا لا تتحرك الهيئة العليا للإغاثة إلا على صوت الكوارث؟ كلها أسئلة من حق الطلاب الذين هم على قيد المقاعد ورحمة بالضحية الراحلة وإلى
حينه فإن علامات الجمهورية اللبنانية تحت الصفر، وستظل على رسوبها إلى أن تتعلم الدرس من تحت الأنقاض والعلامات السياسية لا ترتفع عن هذا المعدل إلا في
حالات الغش واللجوء إلى الاحتيال، ومن ثم ادعاء البراءة والمشي في جنازاتنا ولم تنفع كل أصوات الأمم والدول في دفع القيادات اللبنانية إلى تغيير هذا النمط الهدام
واليوم بلغ الصوت صدى القمة العربية في الجزائر، التي أعلنت تضامنها مع لبنان وأمنه واستقراره ودعم الخطوات التي اتخذها لبسط سيادته على أقاليمه البرية
والبحرية، والإعراب عن التطلع لأن تقوم الحكومة الحالية بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وأن يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد ولما كانت هذه الفقرة قد
حملت تعبير "دعم الحكومة اللبنانية"، فإنها ولدى قراءتها البيان الختامي حذفت، وحل مكانها لبنان ما حول وجه الرئيس نجيب ميقاتي إلى علامات متعددة من التعجب
والتساؤل في آن وفي خلال فعاليات القمة تقدم ميقاتي بخطاب كاد يكون مبللا بالدموع، قائلا للعرب: إن لبنان الذي تعرفونه تغير نعم تغير، والمنارة المشرقة انطفأت
لا تتركوه وحيدا، والسلام عليكم ولسان حال العرب: وعليكم السلام لكن لا شيء أكثر من ذلك فما هو مطلوب من لبنان ليس على جدول الأعمال المحلي في المرحلة
المقبلة، حيث الفراغ يدوي في الأرجاء والجلسات المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية سيتم تأجيرها غدا إلى جلسة صخب سياسية عنوانها تلاوة رسالة الرئيس
السابق ميشال عون، ومضمونها صراع بين الكتل تحت معدلات "الآي كيو" السياسي وفي جلسة الرسالة الفراغية فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري "دلت" فكرة الحوار
وألغى دعوتها قبل بلوغها مرحلة المواعيد وعلل بري الاعتذار عن عدم إجراء الحوار بموقفين معترضين لكتلتي التيار والقوات فيما المعارض الأبرز كانت بكركي إذ
كشف الوزير السابق سجعان قزي أن البطريرك الراعي لم يكن متحمسا لهذه الدعوة.