صفعةٌ من ناصيف حتّي

2020-08-03 | 16:03
صفعةٌ من ناصيف حتّي
سلّم وزيرُ الخارجيةِ والمغتبرين ناصيف حتي أوراقَ اعتمادِه الدبلوماسيةَ مُغلّفةً ببيانِ استقالةِ أراده صفْعةً للحُكمِ وأدائِه/ ومن دونِ ضجيجٍ غادرَ ناظرُ الدبلوماسيةِ اللبنانيةِ قصرَ بسترس منهياً المُهمةَ التي جمّدتها قُوى أمرٍ واقع/. وبكثيرٍ من التدقيقِ في المعاني كان حتيّ يَهُزُّ الحكومةَ والعهدَ ويخاطبُهم بعباراتِ ما قبلَ سقوطِ الهيكل وهو رَسَمَ في بيانِه  لبنانَ الآيلَ نحوَ الدولةِ الفاشلة معدّدًا الاسبابَ التي دفعتْه الى الاستقالة ومنها: تعذّرُ أداءِ مَهامِّه/ غيابُ رؤيةِ لبنانَ الحرِّ المستقلِ الفاعلِ المُشعِّ في بيئتِه العربيةِ والعالم /وغيابُ الإصلاحِ المطلوب ووجودُ سياسياتٍ وممارساتٍ لا تولي المواطنَ والوطنَ الأولوية  وعِوَضًا منها  تَنشَطُ  الاعتباراتُ والتبايناتُ والانقساماتُ والخصوصيات/ وأنْ يدعو الوزيرُ المستقيلُ إلى عقولٍ خلاّقةٍ لبناءِ الدولةِ فهذا يعني أنّ المتوافرَ حاليًا  عقولٌ غيرُ خلاقة/ ومطالبتُه برؤيا واضحةٍ وصادقة نقيضُه الموجود هو عدمُ الوضوح وغيابُ الصِّدقية وهو إذ يَنشُدُ الشفّافيّةَ والمحاسبةَ فالدلالةُ على أنّ مَن تعاملَ معهم لا شفّافيّةَ لهم ولا مَن يُحاسبون/ وحُسنُ الختام في كلامِ ناصيف حتي: إنني شاركتُ في هذهِ الحكومة من منطلقِ العملِ عند ربِّ عملٍ واحدٍ اسمُه لبنان، فوجدتُ في بلدي أربابَ عملٍ ومصالحَ متناقضة، إن لم يجتمعوا حولَ مصلحةِ الشعبِ اللبنانيِّ وإنقاذِه، فإنّ المركَبَ -لاسمح الله- سيغرقُ بالجميعِ/ وبهذه الأسطرِ فإنَّ حتي لم يَستقِلْ فحسْب إنما سجّل موقفًا تأنيبيًا لكلِّ الحُكمِ لَكأنّه يقولُ لهم بلغةٍ غيرِ دبلوماسية: أنتم عِصابة وأنا خارجَكم  أنتم مافيا وأنا رجلُ دولة  تعِبتُ في صنعِ تاريخٍ ناصعٍ ولا أبغي أرباحَكم . ومعكم لا تقومُ مؤسساتٌ ولا ينهضُ إصلاح/. وأياً كانت أسابُ استقالةِ حتي أمامَ هذه الرسومِ السُّودِ فقد تسقُطُ الاعتباراتُ الأخرى  زيارةُ لودريان وتغييبُ نظيرِه اللبنانيِّ عن اجتماعِ السرايا  دورُ وزيرِ خارجيةِ الظِّلّ لجبران باسيل  تفرّدُ حسان دياب بمواقِفَ ضِدَّ فرنسا  تعاطي الدولةِ تُجاهَ العَلاقاتِ بالدولِ العربية وموقِفُ حزبِ اللهِ منها  كلُّ ذلك قد يكوّنُ أسبابًا موجِبةً لكنّ هذه الأسبابَ تذوبُ في مقابلِ ما أعلنه حتّي في بيانِ المغادرة/. وحتى لا ينتصرَ حتّي فقد كانتِ الدولةُ أسرعَ في اختيارِ البديلِ الذي وقّعَ العهدُ على اسمِه منذُ الساعةِ الأولى/ ولم يُتحِ لدميانوس قطار خِيارُ تولّى مَنصبِ الخارجيةِ بالوَكالة كما يَقتضي العُرف/ فرئيسُ الحكومة حسان دياب كان ضنينًا على وزارتِه وصيانتِها منَ السقوط ولم يشأْ أن يُطلِقَ العنِانَ للتأويلاتِ والتحليلاتِ التي وصلت الى إسقاطِ الحكومة أو بالحدِّ الأدنى إلى استقالاتِ وزاريةٍ متوقعة/.  انتهتِ العمليةُ في ساعات/ استقالَ وزيرُ الخارجية  قُبِلت الاستقالةُ سريعًا  ظَهرَ مرسومُ التعيين وارتدى شربل وهبة بدلةً دبلوماسية صاعداً إلى القصر قبلَ طلوعِ فجرِ المرسوم/ كان البديلُ جاهزاً يتلقّى أولى قُبُلاتِ التباعدِ الاجتماعيّ في قصرِ بعبدا بمواكبةِ سليم جريصاتي الذي يتلقّى التهاني/.  عيُن وهبة  عادت الحكومةُ غيرَ ناقصةٍ عددًا  وأُقفل الكلام ُعن استقالاتٍ اخرى لم تكن موجودة/ لكنّ الطاقَمَ المُبحرَ الى جلسةٍ وزاريةٍ الخميسَ سوف يجدُ نفسَه مرةً أخرى أمامَ خطرِ غرقِ السفينةِ لانّ الاصلاحّ مفقود وأربابَ العمل الذين تحدّث عنهم ناصيف حتيّ سوف يصبحونَ اشدَّ تحصناً وتمكسًا بمركَبٍ مثقوب . 
ومن بحرٍ أسود  الى الجديد 
 وابتداءً من الليلة وضِمنَ نشرةِ الاخبار سوف يُطلُّ عليكم مندوبو وإعلاميو الجديد في فِقْرة " صار ما صار " والمتخصّصةِ في 
  
اعطاء " علم وخبر " عن كلِّ ما تسمعونه من شائعاتٍ واخبار غير مطابقة وتحليلات وتوقعات سياسية واجتماعية .
 هذه الليلة ستكونُ مع الزميلة راشيل كرم في فِقرة تبدأُ في ختامِ الاخبار 
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق