اليوم ارتَدى العيد بِزّةً عسكرية، ليَصُحَّ فيه القول: "فِطر شهيد". اليوم أَقيمتِ الصلواتُ على الأكتاف ولبّيكَ أيها الوطن.. لبّيكَ من طرابلس إلى برعشيت وجديدة مرجعيون والعيشية جنوباً فحي تل صفية بقاعاً. حَزِنَ الشَمال فبَكى الجنوب والبقاع.. على دربٍ، التضحيةُ فيها واجبٌ لكنَ الضريبةَ كانت غالية، في دولةٍ يُدارُ أمنُها بالتحليلات لا بالتحقيقات وبالعزف المنفرد على وتر الإرهاب ويَرتقي رأسُ أمنِها الداخلي من رُتبةِ لواء إلى رُتبةِ فرويد في التحليل والتشخيص لكنَ عبد الرحمن لم يكُنْ مُصاباً بعُقدةِ أُوديب بل مبسوطاً بلقاءِ الحُور العين.. بعدَ رَمْيِ الطلاق على زوجتِه بكاملِ قُواه العقليةِ والنفسية. وإذا كانَ الأمنُ وحضورُ الدولة في طرابلس مَحصوراً بمواسِمِ الهجرة إلى الانتخابات وتأمينِ حواصلِ الزعامةِ السياسية فثمّةَ لبنانيُّ الانتماء فِلسطينيُّ الهُوية، ارتَدَّ إلى أصلِه الفِدائي ووَقَفَ في وجهِ الإرهابي ليَحميَ المدنيين.. يَستحِقُّ جنسيةً والدتِه فلتُسقِطوا الجنسيةَ عنِ الذئاب وسُلالاتِهم العائدينَ من أراضي الرباط والجهاد، وتَمنحوها مَن يستحِقُّها أليسَ هذا ما فَعَله الغربُ بالجهاديين العائدين؟ وليس هذا ما أَقدمَ عليه الرئيسُ الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما مَنحَ مهاجراً غيرَ شرعي أَنقذَ طِفلاً من سقوطٍ مُحتّم الجنسيةَ الفرنسية؟. وماكرون نفسُه أَلغى كلمة، فقط كلمة.. ليَقِفَ معَ الشعب لحظةَ حريقِ الكاتدرائية التاريخية لكنَ عمليةً إرهابية بحجمِ عمليةِ طرابلس لم تَستدعِ رئيسَ الحكومة سعد الحريري من نُزهتِه الريفية ولم تَستنفِرْ زَعاماتِها الأمنيةَ والسياسية ولم يَرَهُم أهلُ المدينة بالعينِ المجرّدة كما عاينوا مواكبَهم الراجلة والسَيّارة في استحقاقِ تثبيتِ الولايةِ عليهم غاب أشرفُها عن ساحتِها والصفدي لم يُرصَدْ له ظُهورٌ ولو بالصُدفة ورئيسُ عزمِها والسعادة تَغيّبَ بِلا "رابّور"، لكنَ ملائكتَه حَضرتْ عبْرَ مستشارِه القانوني ومسؤولِ الشؤون القانونية في تيارِه المحامي سامر حواط ففي معلومات الجديد أن المحاميَين خليل عيش وسامر حواط قد ترافعا سابقاً عن الإرهابي عبد الرحمن مبسوط حين كان مسجوناً بعد عودته من القتال في سوريا وطالبا بتخفيف عقوبته من ثلاث سنوات سجن الى سنة واحدة وتقدما بالدفوع الشكلية لإخلاء السبيل وأن مبسوط الذي خرج منذ شهرين بعدما أوقفه الجيش جاهر خلال التحقيق معه بنقمته العارمة على أجهزة الجيش والامن الداخلي وأنه يتحين الفرصة للانتقام منهم فمن فتح باب القفص للذئب ؟ وهل نحن أمام شادي مولوي آخر؟ كل الأسئلة تصبح مشروعة إذا ما عدنا إلى أرشيف أيار وقد خلع قادة المحاور البزة العسكرية وارتدوا الثياب المدنية والنجيب من الإشارة يفهم. ويبقى للفيحاء تيار من كرامة أسقط عن وجه المدينة قناع الحاضنة للإرهاب والتطرف وقال النائب فيصل كرامي للجديد إن طرابلس تريد الدولة ولكن السؤال هل الدولة تريد طرابلس؟وأضاف إن الحل واضح في طرابلس وهو تحقيق الامن والإنماء معاً وأن الأمن لا يدار "بالقهاوي والسيجار".