مرحلةُ ما بعدَ كلام نصرالله رمَتِ الحجرَ على إسرائيل وفتّت الحَصَى في لبنان فالعدوُّ لم يخرجْ من تعمّقِه في قراءةِ الرسائلِ النارية ويدرسُ بتأنٍ غرفةَ العمليات التي أدراها الليلةَ الماضية الأمينُ العامُّ لحِزبِ الله الذي مَسحَ بيدِه على ساحلِ فِلَسطين وأَعدَّ لها الخريطةَ معربًا عن إيمانِه بأنّه هو مِنَ الذين سيصلّونَ في القدس .. حيّدَ الجَنوبَ والشَّمالَ الفِلَسطينيّ ونَظرَ الى ما بعدَ إيلات قدّم الحوارَ بينَ السُّعودية وإيران واستبعدَ الحربَ في المِنطقة .. كَشَفَ عنِ استدراجِ عُروضٍ أميركيةٍ للحوارِ معَ حِزبِ الله وأشادَ داخليًا بمواقفِ رئيسِ حِزبِ القوات سمير جعجع لناحيةِ مِلفِّ التوطين وصفْقةِ العصر. لكنّ أكثرَ كشوفِ الحسابِ إيلاماً جاءت في وجهِ الزعيم وليد جنبلاط وعِوَضاً مِن البحصة فإنّها " بقِّت الكسّارة " دُفعةً واحدةً واتّهمت جنبلاط بالمقايضةِ حِيالَ مَعملِ الأَسمَنت العائدِ الى الأخوَين فتوش وَفقَ معادلة : شاركوني أغفِرْ خطاياكم البيئية. والردّ على هذهِ الرّدميةِ السياسيةِ المالية قدّمه الزعيم وليد جنبلاط مِن بيتِ الوسَط حيثُ نفى أن يكونَ قد عرَضَ شراكةً معَ ال فتوش أو غيرِهم لا من قريب ولا من بعيد وتوجّه جنبلاط الى السيد نصرالله بالقول: اِنتبهْ ممّن حولَك وربما هم يوصِلون معلوماتٍ مغلوطة أو أن بعضَهم متورّطٌ في كساراتٍ أو معمل وسأل جنبلاط نصرالله : شو عدا ما بدا حتى رجعتنا الى عامِ ألفين وخمسة علماً أننا التقينا بعد ذلك مراتٍ عدة . وأضاف : أنا معك بفلسطين فقط أما في بقية الأمور فلستُ معك وأنا أتمنّى أن تخاصمَ رجالًا وتصادقَ رجالًا وعن حادثة قبر شمون أعلن جنبلاط بعدَ لقائِه رئيسَ الحكومة سعد الحريري أنّ "التحقيقَ يأخذُ مجراه وننتظرُ أن يُسلَّمَ المشتبهُ فيهم الى المعلومات ومن ثَم ننسّقُ مع الحريري ولا استعجالوفي هذا الإطار كَشفت معلوماتٌ للجديد أنّ صيغةَ الحل ستقتضي بتسليمِ الحزبِ الديمقراطيِّ عنصرَين أَطلقا النارَ لفتحِ الطريق أمامَ موكِبِ الوزير صالح الغريب في المقابلِ يبادرُ أيضاً الحزبُ التقدميُّ الى تسليمِ العنصرينِ الاساسيين المتهمين بإطلاقِ النار مباشرةً على الموكِب . ويلي ذلك اجتماعٌ يُعقدُ في بعبدا برعايةِ الرئيس ميشال عون يجمعُ أطرافَ الازْمةِ مِن دونِ استثناءٍ لإضفاءِ طابَعٍ وطنيّ على المصالحة التي ستسمحُ بإحالةِ الملفّ عندها الى المجلسِ العدلي على أنّ هذه الصيغةَ ستشكلُ ضربًا لهيبةِ الدولةِ وقضائِها واصدارِ الاحكامِ السياسية .. ويحيا العدل .