الحريري يقفز إلى الواقعية

2019-02-14 | 17:03
الحريري يقفز إلى الواقعية
لا جدالَ في الشهادةِ وفي يومٍ غيّرَ التاريخ.. في لحظةٍ عَصَفت فيها النارُ وَسَطَ المدينةِ فاغتالت بلدًا بهدفِ تقسيمِ أبنائِه.. أطنانُ الميتسوبيتشي عندَ الواحدةِ إلا خمسَ دقائقَ لم تكُن مُعَدّةً لموكبٍ واحد بل إنها استهدَفَت وطنًا وشطرتْه رقْمين أربعةَ عَشَرَ عامًا على الرابعَ عَشَرَ مِن شباط.. رفيق الحريري شهيدًا في البلدِ الذي كان يعتقدُه "ماشي ولا يهمك".. لكنّ الشُّغلَ الدوليَّ بعدَ رحيلِه هو مَن كان "ماشي" تتزعّمُه محكمةٌ دوليةٌ استَندت الى لجانِ تحقيقٍ بَنَت اتهامَها على فرضياتٍ سياسية اليوم حَلّتِ الذكرى لا تحمِلُ واقعًا متغيرّا.. فالشُّغلُ دَوليًا صار ماشيًا على "كبير" وعلى مستوى مؤتمرِ وارسو الذي يَجمعُ العربَ بإسرائيلَ في حِلفٍ يَقعُ زمنيًا على عيدِ العشاق وبالأعوامِ الأربعةَ عَشَرَ فإنّ لبنانَ الذي اتَّهم بعضَه كان قادرًا في كلِّ مرةٍ على المساكنةِ السياسيةِ بينَ ضحيةٍ ومُتّهمٍ مفترض فالذين "تلبّستْهم" الجريمةُ عن سابقِ تصوّرٍ وتصميمٍ قَفزوا عنها واعتَبروا كأنَّ مَحكمةً لم تكن أما الذين انتَظروا العدالةَ فهمُ اليومَ على استعدادٍ لتجاوزِ الانتقامِ صونًا للبلد وهذا جوهرُ خِطابِ رئيسِ الحكومةِ سعد الحريري في ذكرى اغتيالِ والدِه اليومَ لاسيما عندما قال إنّ جلسةَ الحُكم في قضيةِ الرئيسِ الشهيد سوف تنعقِدُ بعدَ أشهرٍ قليلة وإنّ سنةَ الفين وتسعَ عشْرةَ ستكونُ سنةَ العدالةِ لمعرفةِ الحقيقة لكنّه أعلن أنّ الحُكم لن يكونَ طريقاً الى الانتقام وردودِ الفعل ورأى أنّ "رفيق الحريري لم يَستشهدْ ليَخرَبَ البلد ولن نُعطيَ أحداً أيَّ فرصة ليستخدمَ الحُكمَ على المتهمينَ أداةً للفتنةِ بينَ اللبنانيين قدّم سعد الحريري نفسَه رئيسًا مِن حياةِ الواقع.. مغلبّا سياسةَ التفهّمِ والتفاهم لادراكِه أنّ هناكَ بلداً ينتظرُ عُمرانَه وانتشالَ أبنائِه مِن تحتِ أصفارِ الديون صَعِدَ مسرحَ الواجهةِ البحريةِ لبيروت ليرى مِن على مِنبرِها الواجهةَ السياسيةَ التي سوف تزدادُ دماراً إذا ما اتّخذت طريقَ المناكفةِ والحروبِ الصغيرة التي تدورُ مِن حولِنا فاختار الحريري حكومةَ العمل التي حدّد عناوينَها برفضِ التهميش وإنشاءِ خليةِ عملٍ والتزامِ الإصلاحات مشيراً إلى أنْ "لا شيء يتقدّمُ على مشكلاتِ الكهرَباءِ والنُفاياتِ والأزَمات، ووقفِ المشكلاتِ والمزايدات بل نحن معَ الحوار، ولن نعودَ الى سياسياتِ دقّ الماي المي، ومجلسُ الوزراء ليس ساحةً للنكاياتِ السياسية" وأكد أنه "اذا لم نستطعْ تأمينَ الحلولِ في مجلسِ النواب والوزراء، فلْنذهَبْ الى بيوتِنا وبحضورِ مستشارِ الديوانِ المَلَكيِّ السُّعودي ّنزار العلولا أعلن الحريري أنّ لبنان ليس دولةً تابعةً لأيِّ مِحور وليس ساحةً لسباقِ التسلّحِ في المِنطقة فهو دولةٌ عربيةٌ مستقلة، لها دستورٌ وقوانينُ ومؤسساتٌ والتزاماتٌ عربيةٌ دَولية، دَولةٌ أكّدت التزامَ النأيِ بالنفس. وأيُّ أمرٍ آخر يكونُ وجهةَ نظرٍ لا تُلزمُ الدولةَ ولا اللبنانيين" والنأيُ بالنفس وصَلَ الى وارسو معَ مقاطعةِ لبنانَ المؤتمرَ الأقربَ الى إسرائيل الذي أرادته أميركا مِنصةً لتغييرِ وجهةِ العدو.. فتصبحُ إيرانُ هي الشَّيطانَ الذي يخشاهُ العربُ بدلاً مِن إسرائيلَ العدوِّ التاريخيِّ لكلِّ إنسانٍ عربي اميركا تقرّبُ المَسافات.. فتكسِرُ حاجزَ التطبيعِ في وارسو تخلُقُ الخوفَ للعرب مِن جارتِهم ايران وتصعّدُ اِعلاميًا وتزوّدُ الدولَ العربية السلاحَ للحمايةِ والدفاع .. وتقومُ تالياً بتلميعِ صورةِ بنيامين نتناياهو ليصبح " شيخ شباب العرب " وأخاهم في الاسلام ويتمَّ إعلانُ ايران عدواً وجبَت محاربتُه أو الاستعدادُ له .
الحريري يقفز إلى الواقعية
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق