عَشَرةُ أيامٍ مرّت على عمليةِ الخطف تَحرّرَ المخطوف وبَقِيَ الخاطفُ مجهولَ باقي الهوية حسن جابر حاملُ الجنسيتين اللبنانية والغابونية توقّف في مطار أديس أبابا ساعتين لُزومَ التحقيق وقبل أنْ تَصِلَ الأمانة كانت عين التينة وُجهةَ وفدٍ من العائلة للقاءِ رئيسِ مجلس النواب نبيه بري، مسبوقةً بعبارة "شكراً الغابون"، الدولةِ التي أَنقذت حاملَ جنسيتها من مجاهلِ الغرفِ الإثيوبية وإلى أنْ يُحَلَّ لُغزُ المغترب مع وصولِ حسن جابر غداً إلى بيروت فقد جَرت عمليةُ تبادلٍ للأسرى في منزلِ جابر حيث تمَّ الإفراجُ عن الرهينةِ الإثيوبية "درّا". على مَشارفِ فرحِ العودة، كانت هجرةٌ معاكسة على دربِ الآلام سَلكها العشراتُ من الأسرى والمعتقلين المحرّرين الذين عادوا إلى مَسقِطِ عذاباتِهم في أكبرِ حشدٍ حزبيٍ وشعبي شَهِدته ساحاتُ الخيام منذ التحرير عامَ ألفين في الساحة أُقيمت محكمةُ الشعب وأحكامُ الشعب لا تُرَدّ هناك حيثُ صَعِدت أرواحٌ على عمودٍ تحوّل مَزاراً للصلاة عن روحِ الغائبين وعُلّقت أجسادٌ على مشانقَ من تعذيب، وعَلّمت جروحٌ في النفوس قبلَ الأجساد هناكَ استعادَ الأسرى المحررون حكاياتِهم معَ سجّانيهم وفَتحت عتمةُ الزنازين وصفحاتُها السوداء مُسوّداتٍ لتبييضِ سِيَرِ عملاءَ امتَهنوا جرائمَ الحرب بشهاداتٍ مُصدّقة بالتعذيب والتنكيل نالوا جنسيةً إسرائيلية بدلَ خيانةٍ طوعية من مرتبةِ "بِلا شرف" وجنسيةً أميركية بمفعولٍ رجعي عن خدمةٍ في صفوفِ جيشٍ محتل له صورةٌ طِبقُ الأصل في معتقلاتِ أبو غريب وغوانتنامو وإذا كان سحبُ الجنسيةِ اللبنانية من رأسِ العملاء عامر الياس الفاخوري تحصيلاً حاصلاً وتجريدُه من كاملِ حقوقِه، أبسطَ الإجراءات فماذا عن جنسيتِه الأميركية؟ التي تَشترِطُ للحصولِ عليها ألاّ يكونَ طالبُها قد خَدَمَ عسكرياً أو عَمِلَ أو تطوّعَ في سجنٍ أو معتقل أو أيِ مكانٍ احتُجِزَ فيه أشخاص، أو أن يكونَ قد شاركَ من قبل في أعمالِ تعذيب أذيّة أو محاولةِ أذيةِ أحد، قتل أو محاولةِ قتل هي بعضٌ من أسئلةٍ تَرِدُ في استمارةِ طلبِ الحصول على الجنسيةِ الأميركية ما يَضعُ صِدقيةَ هذه الجنسية ومنحِها على المِحكّ وهو أمرٌ برسمِ الحقوقيين والمدافعين عن حقوقِ الإنسان في أميركا التي تَخوضُ حروبَها تحت شعار "نشرِ الديمقراطية في العالم". وهو البلدُ نفسُه يُهدّدُ اليومَ بحروبِ المصافي بعد المضائق فالإدارةُ الأميركية التي شَحَذتْ هِممَ ستين دولةً وأكثر في تحالفٍ لحمايةِ أمنِ الخليج تعطّلت راداراتُها عن رصْدِ ضربةِ آرامكو وكما باعت واشنطن السعودية أمناً مفترضاً ومسبّقَ الدفع ها هي اليوم تَبيعُها مواقفَ خام في السياسة وتَستدرِجُها لضربِ مصافي النِفط الإيرانية وتُبدي استعدادَها للتحرّك في حالِ أيِ هجومٍ إيراني على المملكة التي ستَستخدِمُ مخزونَ الاحتياط لتغطيةِ العجز في إنتاج النِفط. تُؤجّجُ اميركا الصراعَ على ضَفّتي الخليج فيما تتقمّصُ منظمةُ التعاون الإسلامي دورَ (بان كي مون) وتُبدي مزيداً من القلق على سياسةِ بنيامين نتنياهو الاستيطانية وعلى مقياسِ القلق ضاعت فِلسطين ومعَها القدس وضُمّت الجَولان ولم يَرْقَ لا العرب ولا المسلمون إلى مستوى إعدادِ خُطةٍ عملية للمواجهة. قلقٌ بادله نتنياهو باجتماعِ حكومتِه في غور الأردن وعلى عينك يا فاجر.