نواب "المحارم"

2018-12-15 | 17:04
نواب "المحارم"
تقبلّت نحلة البقاعيةُ العَزاءَ بشهيدِها  شهيدِ الوطن رؤوف يزيك , أبناؤُها شيّعوا مجندًا على صوتٍ هادرٍ يرفُضُ استهدافَ مؤسسةٍ عسكريةٍ دَفَعتِ الدماءَ لتَحميَ أهلَ القرى. فالجيشُ لن يكونَ عدوًا ولا خصمًا ولا على طرفَي نقيضٍ معَ قُراه وناسِه وأبناءِ أرضِه  لكنّ وظيفتَه حُكماً ستضعُه على خطوطِ عِداءٍ معَ عِصاباتٍ مارقةٍ تَمتهنُ الإجرامَ واللصوصيةَ والخطفَ والمُخدِّرات  والمطلوبونَ منهم يتّخذون مِن أسماءِ العائلاتِ الكبرى غِطاءً للمُهمّة.  وكما أنّ للجيشِ عدوًا هو إسرائيلُ والإرهاب  فإنّ المتربصين بينَ القرى والمتخذينَ السكانَ دروعًا  والمستهدفينَ جيشَهم هم  أيضاً العدوُّ الثالثُ الذي يَحرُقُ قلوبَ أمهاتٍ وآباء 
 واليوم أدلت نحلة بهذهِ الكلمات  رَفَعت الشهيدَ على الأكف  ونطقَت باللسان واعتَرضَت على اجتماعاتِ بعضِ العائلاتِ التي وضَعتِ الجيشَ هدفًا . 
وكما نعثرُ على حُماةِ اللصوصِ والقتل  فإنّ لدينا فروعًا أخرى لحماةِ الفساد والتلوّثِ الذي يضرِبُ الليطاني فما إن أَوقف القضاءُ صاحبَ معملٍ واحدٍ مِنَ المتهمين بالتلوّثِ حتى هبّت الحَميّةُ السياسية  وبدافعِ الوقوفِ معَ عمّالِ معملِ ميموزا  اصطفَّ ثلاثةُ نوابٍ مِن زحلة أمامَ قصرِ العدل وسهِروا على ضمانِ خروجٍ سالمٍ للمتهم من بينِ " براثنِ العدالة " وبسحرِ ورقِ محارم  اجتمع  القواتيّ مع العونيّ مع حزبِ الله  نوابٌ متّحدِونَ متضامنونَ قلقون على بقاءِ صاحبِ معمل ميموزا قيدَ التحقيق ومتخوّفونَ مِن أن يستمرَّ حجزُه في عُطلةِ نهايةِ الأسبوع  يا لَلهول  كيف " أُحييَ العدل " في عزِّ الليل  وكيفَ خرَجَ النائب ميشال الضاهر ليبشّر  المنتظرينَ بأنّ " الزلمة طلع  بكَفالة مية مليون ليرة وعم يتأمنلو المصريات " وهذا يزايدُ على ذاك  فيُعلنُ نائبُ الجُمهوريةِ القوية جورج عقّيص اعتراضَه على توقيفِ شخصٍ من دونِ آخر  فيما يحاولُ النائب أنور جمعة أن ينأى بنفسِه فيسقطَ في تصريحاتِه قائلاً بتسجيلٍ توضيحي :  انه لا يضغط لكنه يستلحق عطلة نهاية الاسبوع حتى لا يبقى السيد تنوري محتجزا ثلاثةُ نوابٍ مِن زحلة ومِن ثلاثةِ مكوِّناتٍ هي أساسُ حُكمِ البلد  تدخّلوا لسحبِ مديرِ معملٍ مِن وجهِ التحقيق  لم يَسمحوا بالتوسّع  فعن أيِّ بلدٍ نتحدّث ؟ مَن  سيأتي بالإصلاح ومَن سيحاربُ الفساد ؟  فمن ورقِ المحارم  اختَرقوا المُحرَّمات  واستخدموا أوراقَ ميموزا ليَمسحوا بها القضاء 
وإذا كانت هذه عيناتِ التعاملِ معَ العدالة فإنّ العيّناتِ السياسيةَ ليسَت بأفضلِ حال  مع هبوبِ مسحة حزنٍ على التأليف التي عبّر عنها الرئيس نبيه بري 
حيثُ بدا أنّ رئيسَ المجلس قد فقد الامل من الفول والميكول معًا وقال إنه أكثرُ مِن مستاءٍ إلى حدِّ الغضب.  فقد أصبح الوضعُ لا يُحتمل، ولا يجوزُ أبداً أن نُكملَ بهذهِ الطريقة. البلدُ يسقُطُ مِن بين أيدينا، وكثيرونَ يتفرّجون على هذا السقوط.  وما يبعثُ على الشعورِ بالضيقِ والاستياءِ بحسَبِ بري للجُمهورية هو «أننا صرنا في آخرِ الطريق، ووصلت " اللقمة للتم " ولكنّهم أبعدوها في آخرِ لحظة.  وكان ينقصُ هذا التصريحَ فقط عبارة : طار البلد . من دونِ أن يكون هناك " حكمت ديب " ليغامر بالرد .
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق